التعليم بات هو الحديث الذي يتناوله الجميع بهدف الوصول إلى أفضل مستوى تعليمي يرقى إلى الإبداع وبناء جيل واعد لمستقبل مشرق.
لنقف لحظة عند أساليب التدريس التي باتت هي الشغل الشاغل لكل معلم ومعلمة للبحث عن طريقة مثمرة، في المقابل هناك مشرف ومشرفة يريدون أداءً جيدًا يحكمون من خلاله على تقويم وأداء، لن أتحدث كثيرًا عن تفاصيل زيارة وغيرها فنحن هنا هدفنا تركيز الضوء على كيف يتعلم أبناؤنا وبناتنا ونكون راضين عن إنتاجنا.
نحن في زمن أصبحنا مطالبين باستراتيجيات للتدريس ودمج تقنية بتعليم وأداء وتقويم، هذا كله ليس جديدًا علينا في ميدان التعليم ولكن الجديد الذي لابد أن نواكبه أننا نحتاج لتطوير قدراتنا ومهاراتنا نحن المعلمين والمعلمات، وتوعية الطلاب والطالبات بأننا يد واحدة تتعاون لتحقق هدف سامٍ نبيل، ونحتاج أن نواكب تطور العصر الحديث.
الأمر ليس صعبا كما يصفه الآخرون، ولكن الصعوبة تكمن في كوننا نرفض التغيير، لست مثالية بالمستوى الذي يجعل القارئ يجد في المقال ما هو خارق للعادة، ولكن لنقف لحظة معًا ونطرح أسئلة، أليس نحن من تعلمنا بالإلقاء تارة وبالتحضير تارة أخرى لنفهم ما يقول المعلم؟! أليس نحن من كنا نستمتع لأن المعلم لعب معنا في الحصة بطرح الأسئلة المثيرة والمسابقة التي كانت شيقة؟؟!! أليس نحن الذين كنا نستمتع لأننا سنذهب للمعمل لنرى تجارب جديدة؟؟!!
نحن المعلمين والمعلمات نحتاج لأن ندمج كل ذلك مع بعضه ليكون لدينا حصيلة جيدة من الطلبة المثابرين، نحن لسنا في زمن خارق ولكن في زمن بات التعليم يفرض علينا أن نواكبه في تطوره (ولنقف لحظة إلى هذه الالتفاتة، في أوقات كثيرة تكون جاهلًا بتقنية هاتفك الجوال وتظن أن من يستطيع أن يحل لك المشكلة أحد من أبنائك، وَلنحسب بذلك كم موقف كنت حائرًا كيف تحله ولا تتردد في أن تسأل أحدًا من أبنائك وبناتك أو قريب لك من هذا الجيل الواعد لثقتك بأن هذا الجيل يفهم الكثير)، هذه اللفتة صحيحة بأن هذا الجيل يعي ويفهم الكثير، ولكن يحتاج من يوجهه ليبدع في مجالات تواكب التطور، نحن أمام جيل يعيش نعمة كبيرة ويستطيع أن يخلق الإبداع (لأننا نعلم جيدًا ودائمًا نردد ذلك بأن جيل اليوم ليس كجيل الأمس).
أجل، لذلك نحن أيضًا معلمين ومعلمات اليوم لسنا كمعلمين ومعلمات الأمس (بمعنى نحن أيضًا علينا مسؤولية تطوير ذواتنا لنرتقي معًا بجيل واعد ومبدع).
تذكروا دائمًا أننا كنا جيل سابق يقال عنا “جيل المستقبل” في لحظة من التاريخ، وها نحن أصبحنا جيل المعلمين والمعلمات اليوم، وها نحن نقول “نحن أمام جيل هو قادة المستقبل”، لتتذكروا بعدها هذا الموضوع ويكتب فيها أحد أبنائنا وبناتنا ما يتغنى به السمع بأن هناك مبدعًا يكتب ويتأمل بأنه أمام جيل شامخ يصنع الحضارة (معًا يدا بيد نحو مستقبل واعد).