الترويس هي عملية تنظيف النخلة من السعف والكرب اليابس الذي يضر النخلة ويعوق الفلاح وعملية التلقيح، هذا الروتين من التنظيف، والذي يعمل سنويًا، والذي يسبق التنبيت الموسمي للنخلة لكي يسهل الوصول إلى عذوق النخل لإتمام عملية التنبيت أو التلقيح.
هذه الأيام أصبحت عادة الترويس والتنبيت في وقت واحد توفيرًا للوقت والجهد، ولكي يضرب المزارع عصفورين بحجر واحد، الملاحظ أن ترويس النخلة في الأماكن والحدائق العامة وعلى امتداد الشوارع يكون جائرًا، بحيث تتم إزالة السعف اليابس والكرب وحتى الثمر بأكمله بحجة النظافة وعدم اتساخ الأرصفة والشوارع العامة من الرطب والتمور المتساقطة لاحقًا.
هذا القطع أو التنظيف الجائر لعذق النخلة والثمر له سلبياته الضارة على الحياة الفطرية، خاصة الطيور التي للأسف بدأ كثير منها ينقرض أو يهاجر وبدون رجعة، خاصة البلبل الذي هاجر من كثير من المناطق طلبًا للعيش الرغيد.
وجود الطيور في أي منطقة معناها أنه توجد مقومات حياة لديه في المنطقة من مياه وغذاء خلال العام، والطير يتكيف عليها خلال السنة من موسم إلى آخر مع تنوع الغذاء حسب كل موسم.
في الخمس سنين الأخيرة، الملاحظ أن عملية الترويس تكون جائرة جدًا في قطع عذوق النخلة المزروعة في الشوارع والمناطق العامة بحجة النظافة فقطᴉ وهذا له حلول أخرى بدل القطعᴉ
طائر البلبل المشهور على سبيل المثال وكثير من الطيور تعيش دائمًا في الواحات والغابات الزراعية، ومعظمها يتغذى على التمور والفواكه والخضار بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى الحشرات كبروتين خلال العام، وإن كان كثير منها يفضل التمور، فاستخدام البيوت المحمية للخضراوات، وتقطيع الجائر لعذق النخلة أو تغطيتها بأكياس النايلون للحصول على تمورها، كل هذا سوف يأثر سلبًا على الحياة الفطرية والذي فعلًا بدأت آثاره السلبية، خاصة على الطيور التي بدأت في الاختفاء من المنطقة تدريجيًا.
نضبت عيون الماء، وقضينا على معظم النخيل في المنطقة بأيدينا، وقتلنا أشجار ألقرم وجاء دور الطيور والحياة الفطرية الباقية لنقول لها جوعي وموتي أو هاجري.