في جزيرة تاروت.. 13 ركنًا تأخذ بيدي ذوي التوحد نحو الاستقلالية وتقرير المصير

تضافرت جهود 30 شخصًا من ذوي الاختصاص ومتطوعين للتعريف بطرق التعامل مع الأطفال المصابين بـ”اضطراب التوحُّد” وكيف يمكن تعليمهم مهارات تؤهلهم للتعايش معه، وتعزز تواصلهم بالآخرين، وتكفل لهم الاستقلالية الذاتية في أبسط الأمور.

جاء ذلك خلال فعالية “نحو الاستقلالية الذاتية وتقرير المصير” التي نظّمها مركز زهور المستقبل لذوي الاحتياجات التابع لجمعية تاروت الخيرية، بالتعاون مع فريق “أمل القطيف” التطوعي، يوم السبت 6 إبريل 2019م.

ودشّن الفعالية المهندس جعفر الشايب بحضور رئيس مجلس إدارة جمعية تاروت الخيرية محمد الصغير ورئيس المركز ومشرف الفعالية شفيق آل سيف، مع عدد من أعضاء الجمعية، والشخصيات الاجتماعية، وزوار الفعالية، بمقر المركز بجزيرة تاروت – تركيا.

واستهدفت الفعالية فئة المصابين بالتوحُّد وذويهم، وعملت على إرسال رسائل توعوية بأهمية توفير الاحتياجات لهذه الفئة، والتعرف على الحقوق المتوفرة لهم على المستوى الصحي، والتدريبي والتأهيلي، والتعليمي، من الجهات الحكومية والأهلية في المجتمع.

من جانبه، أوضح مدير المركز آل سيف لـ«القطيف اليوم» أن الفعالية تأتي احتفاء باليوم العالمي لفئة التوحُّد، وحرصًا منهم على التعريف بهذه الفئة الموجودة في المجتمع، كجزء لا يتجزأ منه، والعمل على إعطائهم حقوقهم التي تضمن لهم التعايش بطرق سليمة بناء على ما يتمتعون به من مهارات وقدرات خاصة بهم، من ذوي اختصاص في الجانب الصحي والتأهيلي، وتحويل إبداعاتهم إلى إنجازات ملموسة.

وأكد على سعي المركز إلى تخطي عدة تحديّات يواجهها؛ ومنها نشر التثقيف والتوعية باحتياجات ذوي الإعاقة إلى المجتمع، مع ضرورة توفر الدعم المادي، والتراخيص من الجهات الرسمية، التي توجّه إلى تطوير الخدمات المقدمة.

وأشار إلى أن المركز يحتضن 40 شخصًا من جميع الفئات من ذوي الإعاقة منهم 15 شخصًا من فئة التوحُّد، تندرج أعمارهم بين 3 سنوات إلى 12 سنة للأولاد، والبنات من 3 سنوات إلى ما فوق.

وكشف عن شروع إدارة جمعية تاروت الخيرية في إنشاء مركز خاص يقدم الخدمات التي تتوافق مع ذوي الاحتياجات الخاصة، بمساحة تصل إلى 1450 مترًا مربعًا تقريبًا، بحي الأمواج بجزيرة تاروت، حيث تم الانتهاء من إجراءات التخطيط المبدئي للمبنى.

وتعددت الأركان المشاركة إلى 13 ركنًا تعريفيًا وتثقيفيًا، تمثلت في الخدمات التي تقدم للطفل التوحُّدي بمرافقة مترجم الإشارة سجاد الحلال، وهي؛ ركن “النطق والتخاطب” بقيادة اختصاصية النطق والتخاطب مروة مرار، والإرشاد الأسري بإشراف الدكتور سلمان الحبيب، و”التغذية السليمة لذوي الاحتياجات الخاصة” من اختصاصية التغذية حليمة آل عباس، و”فحص النظر” اختصاصية البصريات حصة المعتر، و”صحة الفم والأسنان” من اختصاصيي طب أسنان أمل آل إبراهيم وحسن العوى.

وتبعهم أركان؛ “العلاج الدوائي والسلوكي” باستضافة الصيدلانية منى أبو شومي، و”الوسائل التعليمية ومنتسوري، وتكامل حسي، وعلاج وظيفي” شرحتها شهامة المحاسنة، بالإضافة إلى ركن خدمات المركز، والتلوين والأعمال الفنية للأنامل المبدعة، كما خصصت الساحة الخارجية الى الأركان الترفيهية من الألعاب الخارجية والحيوانات الأليفة.

وشارك 10 أعضاء من مجموعة «أمل القطيف» في الفعالية ضمن لجنة الإعلام والنظام وركن الحيوانات الأليفة، وتأتي هذه المشاركة ضمن مشاركات المجموعة في المجتمع ومساندتها لكثير من الفعاليات والأنشطة بالمنطقة لاسيما ذوي الهمم.

وتحدث قائد «أمل القطيف» مسلم آل موسى عن مشاركتهم قائلًا: “إشراكنا في العمل مع مركز زهور المستقبل الذي يستضيف يوميا عددًا من ذوي الاحتياجات الخاصة شرف لنا، ونحن حريصون على تواجدنا في مثل هذه الفعاليات التي تخدم هذه الفئات من المجتمع”، مشيرًا إلى فئة التوحُّد ومدى احتياجها لاحتواء وإشراك في المجتمع، فمعظم العباقرة كأينشتاين وغيره كانوا من فئة التوحُّد.

وقال عضو المجموعة حسين آل عطل: “يجب على الجميع ملء أوقات فراغهم بالسعادة عن طريق الاحتفاء بهذه الفئات الغالية على قلوبنا وأننا نساهم بذلك في خدمة المجتمع والوطن”.


error: المحتوي محمي