الشباب والانفعال

تسود سلوكيات الشباب هذه الأيام بكثرة بسبب تعرضهم لمواقف سواء كانت صعبة أو بسيطة، والتي تجعلهم يفرغون المشاعر السلبية: كالقهر، والغضب، والوهن النفسي الشديد، ولابد أن بعض الشباب غالبًا ما يفقدون السيطرة على أنفسهم، قال الإمام علي (عليه السلام): “الغضب يردي صاحبه ويبدي معايبه”. (1)

لهذا تكون لديهم الرغبة الشديدة في استفزاز وإثارة غضب من حولهم بل ومحاولة تحطيم معنوياتهم، وذلك بسبب شعورهم بالهزيمة في داخلهم وعدم قدرتهم على حل مشاكلهم الشخصية والمادية.

الانفعال يجعل الشخص يكون عدوانيًا مع من حوله وتجعله يتبع وسائل وأساليب توصله إلى الشر، عن الإمام علي (عليه السلام): “الغضب نار القلوب” (2)، نرى بعض الشباب يلجأ إلى العنف والحقد لأنه ليس لديه وعي في مثل هذه السلوكيات الرديئة.

لو كان الإنسان لديه الوعي فإنه بالطبع لن يرتكب مثل هذه الأمور السلبية، والأمر لا يعتمد فقط على الوعي بل بسبب البيئة الاجتماعية السلبية والعنيفة التي تعايش معها هذا الشخص منذ فترة طفولته، جعلته يضطرب نفسيًا وينحرف سلوكيًا وعقليًا مع تقدم العمر لديه، قال الإمام الصادق (عليه السلام): “من لم يملك غضبه لم يملك عقله”. (3)

والغضب يجعل الإنسان يفعل الشرور، لو عرف الشاب عظمة الله لما قام بفعل الأمور الشريرة مثل: تشويه سمعة الآخرين ونشر عيوبهم والمواقف التي وقعوا بها في المجتمع، ومحاولة الغدر بالناس، ومحاولة إيذائهم نفسيًا وجسديًا.

فالشخص الذي يسلك طريق الغضب فإنه بالطبع سيبتلى بمصائب وأمراض نفسية بسبب قسوة قلبه وفعله للشرور وارتكابه للذنوب، وعدم محاولة إصلاح عيوبه ومعرفته لما يترتب عليه من المفاسد والعواقب التي سيواجهها من الله عز وجل، عن الإمام علي (عليه السلام): “إياك والغضب، فأوله جنون، وآخره ندم”. (4)

الهوامش:
(1) غرر الحكم: 1709.
(2) غرر الحكم: 965.
(3) الكافي: 2 / 305 / 13.
(4) غرر الحكم: 2635.


error: المحتوي محمي