التي سأتكلم عنها هي من عاشرتها من الصف الثالث ورأيتها طفلة بريئة هادئة مجتهدة في دروسها وذات أخلاق جميلة، وكانت ترافقني في المدرسة أين ما ذهبت.
هي ليست صديقة فقط بل أخت عشت معها وأحببتها، وكنت أرافقها في فسحة المدرسة في صفنا الخامس الابتدائي.
لكن في الفصل الدراسي الثاني منه لم تحضر سارة إلى المدرسة، حيث قالت الطبيبة إنه يوجد في معدة سارة جرثومة.
فغابت سارة حوالي ثلاثة أسابيع من ثم أتت بعدها يومين فقط، في اليوم الأول قررنا أن نصنع لسارة حفلة بسيطة بقدومها فعملنا لها حفلة فتشارك الجميع فيها فكل أتى بشيء من الحلوى معه ليحتفل بعودتها.
فقالت سارة: “أتمنى لو تجتمعوا عليّ كل مرة”، لكن لم تطل فرحتنا بها، فغابت سارة اليوم الثالث، وبعد أسبوعين لقينا خبر وفاتها.
فكانت فاجعة بالنسبة لنا فلم يكن الفصل بخير، ليس الفصل وحده بل المدرسة جميعها، حتى المديرة كانت حزينة عليها، بل كان فراقها مثل فراق الأب أو الأم لأن الحزن كان يعم الجميع، لكن الله اختار أمانته فيها ولا اعتراض فقد ارتاحت الآن، وهم السابقون ونحن اللاحقون.
وباقتراب أربعين وفاة صديقتي المرحومة سارة الداوود، آه ربي ارحمها وأرحم المؤمنين والمؤمنين.
*،بقلم الطفلة/ حوراء المحاسنة من الصف الخامس