في العوامية.. دكتور يؤكد: ذوو الصعوبات موهوبون يحتاجون رعاية خاصة

نبّه دكتور التربية الخاصة محمود أبو جادو على ضرورة تدريب المعلمين العاملين على خصائص فئة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم وكيفية التعامل معهم في حال وجودهم في غرفهم الصفية، وتوعية الأسر والمجتمع حول هذه الفئة وحاجتها للرعاية الخاصة، خاصة أن أكثر الناس لا يتقبلون فكرة أن يكون الطالب شخصًا موهوبًا ولكن لديه صعوبات تعلم.

وأشار إلى أن صعوبات التعلم هي أكبر فئات التربية الخاصة حيث إنها تبلغ 50% من مجمل حالات التربية الخاصة.

وبيّن أن فئة ثنائيو غير العادية المقنّعة هم أقل قابلية للاكتشاف أو التعرف والتحديد بسبب الخصائص السلوكية المشتركة التي تجمع بين محددات التفوق ومحددات صعوبات التعلم، بالإضافة إلى خاصية التقنيع أو الطمس التي تحد من تفرد ظهور خصائص التفوق أو خصائص ذوي صعوبات التعلم.

جاء ذلك خلال محاضرة “الموهوبين ذوو صعوبات التعلم بين الحقائق والممارسات” التي قدمها أبو جادو مساء يوم الثلاثاء 26 مارس2019م، ونظمتها اللجنة النسائية التابعة لجمعية العوامية بالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية في قاعة الحوراء بحضور 41 رجلًا وسيدة.

وعرّف أبو جادو الموهبة والاتجاهات الحديثة في تعريف الموهبة من خلال نظرية الذكاءات المتعددة، ونظرية الذكاء الناجح، ومفهوم رينزولي للموهبة الذي فرّق بين الموهبة والتفوق.

وتعرض لخصائص الموهوبين المعرفية والسلوكية، وأشار إلى توافق صفة الحساسية المفرطة والحدة الانفعالية لدى الموهوبين ومن لديهم صعوبات تعلم.

وأوضح أن فئة صعوبات التعلم هي فئة غير متجانسة من الاضطرابات وتكون لديهم إشكالية جزئية إما في القراءة أو الكتابة أو الحساب، وحتى يتم الحكم عليها بصعوبات التعلم يفترض استبعاد الإعاقات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، مع تقديم التعليم المناسب لهم، فإذا توفر كل شيء ولا تزال هناك مشكلة، فلابد من استخدام أدوات التشخيص المناسبة لتشخيصه بأنه ذو صعوبات تعلم.

واستعرض أبو جادو خصائص الموهوبين مقارنة بصعوبات التعلم، مع تعريف الموهوبين ذوي صعوبات التعلم وهم أولئك الطلاب الذين يملكون مواهب أو إمكانيات عقلية غير عادية، تمكّنهم من تحقيق مستويات أكاديمية عالية، ولكنهم يعانون من صعوبات نوعية في التعلم، تجعل من بعض مظاهر التحصيل أو الإنجاز صعبة، وأداءهم فيها منخفضًا بشكل ملموس مقارنة مع الأداء المتوقع منهم وفقًا لقدراتهم العقلية.

وعرض بعض النسب الخاصة بصعوبات التعلم والموهبين وذكر أن نسبة (1-1. 5%) من مجموع السكان يعتبرون من الموهوبين ذوي صعوبات التعلم، وهذه النسبة تعد أعلى من نسبة انتشار التوحد أو الإعاقة السمعية أو الإعاقة البصرية على سبيل المثال.

وتطرق لفئات الموهوبين ذوي صعوبات التعلم وأهم خصائص كل فئة وهم المتفوقين عقليًا مع بعض صعوبات التعلم الطفيفة، وثنائيو غير العادية المقنّعة، وذوو صعوبات التعلم المتفوقين عقليًا.

وبيّن الفرق بين الموهوبين ذوي التحصيل المتدني وذوي صعوبات التعلم؛ وهو أن الموهوبين ذوي التحصيل المتدني يستطيعون ولكنهم لا يفعلون، بعكس الموهوبين ذوي صعوبات التعلم الذين لا يفعلون لأنهم لا يستطيعون.

وتناول قضية تشخيص الموهوبين ذوي صعوبات التعلم وبعض الأسباب في إشكالية تشخيصهم ومنها: أن نتائجهم متوسطة فيؤدي لإخفاء نقاط القوة ونقاط الضعف لديهم، ومقارنتهم بمعايير الطلاب العاديين بدلًا من نقاط القوة الخاصة بهم، وعدم مراعاة حجم التفاوت بين نقاط القوة ونقاط الضعف لديهم، وعدم النظر إليهم باهتمام.

وأشار في ختام المحاضرة إلى أهم التوصيات الخاصة بهذه الفئة، مع الالتفات لقضية مهمة تنتاب الموهوبين من ذوي صعوبات التعلم؛ وهي تدنّي تقدير الذات لديهم مما يدفعهم لعدم المشاركة والتي قد تعيق خروج الموهبة التي داخلهم، وأنهم يعزون الفشل لأنفسهم والنجاح لعوامل الصدفة.

وجاء في خلفية المحاضرة عرض لمبادرة التشجير للتوعية بأهمية التشجير وفوائده والتي قدمتها طالبات من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام وهن؛ بدور الصادق وكوثر الزاكي وفاطمة الحيراني ورقية الوهاشي، وشوق الحمادي اللاتي سلطن الضوء على مبادرة الجمعية القادمة للتشجير التي ستبدأ بالقرب من مقبرة العوامية، وفي النهاية تم توزيع النشرات والنبتات على الحاضرين.


error: المحتوي محمي