النشمي: أمراض تنقلها الحيوانات الأليفة في المنزل.. وقد تتحول لعدوانية

حذّر طبيب بيطري من مغبة ترك الحيوانات المنزلية في يد عدد كبير من الأطفال، لِما يحوّل هذه الحيوانات اللطيفة الأليفة إلى شرشة عدوانية، مؤكداً أن هذه هي فطرة الحيوان في الدفاع عن نفسه.

وقال الطبيب منار علي النشمي لـ«القطيف اليوم»: “إنّ وجود الحيوانات داخل البيت يضفي عليها طابعًا مميزًا؛ كتربية الطيور “الزينة والعَصافير”، وربما الأشهر الكاسيكو والبغبغاء الناطقة، كما تُعدّ الحيوانات المنزلية الأليفة الأخرى؛ كالكلاب أو القطط مدعاة للمرح داخل البيوت فهي حيوانات حيوية لا تمل ولا تتعب”.

طيور ناطقة

وذكر أن هُناك نوعاً من الطيور الناطقة تحفظ الكلام أو العبارات المتكررة عن طريق التقليد المتتابع مع إيجادتها إلى حدٍّ ما نبرات الأصوات كحفظ الآيات القرآنية، والدعاء، أو حتى أصوات جرس الهاتف أو أي أصوات متكررة؛ لأن هذه الطيور لها قدرة هائلة في التركيز على الاستماع وحفظ الأصوات.

الببغاء

وأوضح النشمي أنه كلما كان المربي لطيفاً ومحباً وودوداً بادلته البغبغاء نفس الشعور والإحساس، محذرًا من إهمالها أو تجاهل وجودها بعد أن تأقلمت على المربي، لأنها بذلك ستتحوّل إلى شرسة – إن صح التعبير – ومزعجة بصوتها وتتعمد إحداث الفوضى.

تناغم وتفهم

ويضيف الطبيب قائلًا: “حين تمتلك قطاً فسترى كيف يقلدك قطك فيما تفعل انتهاءً بطريقة جلوسك”، ملفتاً إلى أن المجتمع لديه اعتقادات خاطئة حول هذه الحيوانات أنها لا تفهم، ولكن بالتعمق والتبحث ندرك أن الله – سبحانه – أنعم عليها نعمة الإحساس وتفهم البشر.

ويتابع: “كثير من الحيوانات تنشأ بينها وبين صاحبها علاقة خاصة جدًا، ونرى ذلك بوضوح أكثر وتناغم جميل بين مربي الخيول، ومربي الطّيور؛ فسألوا جميع مربي الحيوانات عن مدى علاقة وجدية الحيوان في تفهم المربي”.

صنع الألفة

وأكد الطبيب منار أنه لا توجد خطورة كبيرة في تربية الحيوانات والطيور داخل المنازل، ولكنه استدرك قائلاً: “يجب أن ننبه على ضرورة صنع الألفة بين الحيوان والمربي، لأن هذه الحيوانات تملك فطرة حدود المكان الخاص، حتى لو كانت من نفس الفصيلة، أو من نوع آخر؛ لذا يجب الانتباه، والأمر الآخر والمهم أنه يجب على المربي الانتباه إلى الأمراض المشتركة، وذلك بسؤال أقرب طبيب بيطري.

التربية المنزلية

أما عن تربية الحيوانات الأليفة داخل المنازل فيُبيّن الطبيب منار أنه يفضل دائمًا تربية الحيوانات داخل البيوت لحفظها من الأمراض الفتاكة السريعة، لأن هذه الأنواع من الحيوانات حساسة جداً وتُصاب بالأمراض سريعاً، لكن هناك بعضًا من الحيوانات يفضل تربيتها خارج المنزل، وهي الحيوانات الكبيرة.

داء القطط

ولفت الطبيب البيطري إلى أن هناك أمراضاً يشترك فيها الإنسان والحيوان معاً ومنها “الفطريات الجلدية” وهي من الأمراض المشتركة، وتنتقل عن طريق ملامسة القطط للإنسان لذا يجب تنبيه المربين، وخاصة الأطفال إلى تجنُّب القطة إذا لوحظ عليها أية آفات مرضية على الجلد، أما المرض المشترك الآخر وهو الأخطر على الإناث والسيدات الحوامل وهو التوكسوبلازما (داء القطط) المسبب للإجهاض.

أمراض الكلاب

وألمح إلى أن الكلب ينقل للإنسان مرض السعار الذي ينتقل عن طريق عض الكلب للإنسان، لما يحتويه لعاب الكلب من فَيْروس، مشيراً إلى أن هذه العدوى تؤثر على الجهاز العصبي المركزي.

وأكد منار أن هذه الأمراض تقف سداً عائقاً في وجه تربية الحيوانات، قائلاً: “نحن مسؤولون أمام الله عن هذه الحيوانات، لهذا يجب على كل مربي الاهتمام بتطعيمها وأخذ اللقاحات اللازمة لها وعلاجها إذا مرضت عند طبيبٍ بيطري مختص”.

أخطاء المربين

وبين أن من الأخطاء التي يرتكبها المربون إهمال التطعيمات الدورية التي تقي من الأمراض الخطيرة والمعدية، والخطأ الثاني هو علاج الحيوان عند أحد هواة التربية الذي يصف دواءً بالظن أو عن طريق تجربته الخاصة في العلاج وهو غير متمرس أو مختص، وهذا الأمر يُعدّ خطأً فادحاً لجهله بالتركيب الدوائي، مشيراً إلى أن هنالك أدوية تتعارض مع الأدوية الأخرى، فضلاً عن عدم درايته بمحاذير أو موانع الاستعمال.

خطورة الأدوية

وأكد أن الطبيب المختص هو المسؤول عن صحة الحيوان، لأنه يعلم خطورة سوء استخدام الأدوية البيطرية إذا وصفت بشكلٍ خاطئ والتي تصل أضرارها إلى السمية إذا لم يتم ضبط الجرعة الدوائية أو الالتزام بفترة العلاج.

معالجة نفسية

ونوّه إلى أن هذه الحيوانات المنزلية لا تقتصر على إحداث الفرح والسعادة فقط، إنما هي معالجة لبعض الأمراض النفسية عند الإنسان، وهذا ما أكدته الدراسات والأبحاث العديدة في فاعلية الكلاب بعلاج أمراض التوحّد على سبيل المثال، فطبيعة هذه الحيوانات أنها تقلل من الشعور بالوحدة، لإجادتها أسلوب المرح والمزاح اللطيف.

نصيحة

ونصح الطبيب البيطري منار النشمي مربي الحيوانات الأليفة والمنزلية بضرورة الاهتمام بها لأنها كما يقول تشعر وتحس وتتألم، وعاطفية؛ فلا يجعلها محط سخرية وأنها أقل تفكيراً، مشيراً إلى أن إهمالها يجعلها عرضة إلى الاكتئاب والعزلة التي قد تصل إلى الإضراب عن الطعام والموت.


error: المحتوي محمي