في القطيف.. المئات يحتفون بـ«بر الوالدين» في المقابر

شهدت مقابر مدن وبلدات محافظة القطيف يوم الجمعة 22 مارس 2019م، انطلاق مبادرة “بر الوالدين” والتي تتزامن كل سنة مع الاحتفاء بيوم الأم العالمي في 21 مارس، بزيارة الراحلين الأموات من الآباء والأمهات، امتدادًا لبرهم في حياتهم.

وجاءت الفعاليات في السنة السادسة حاملةً بين ثناياها التلاوات القرآنية والأدعية الواردة من أهل البيت في بر الوالدين، مع توزيع النشرات التعريفية، والهدايا، بالإضافة إلى إلقاء الكلمات الإثرائية من المشايخ والشخصيات الاجتماعية في المجتمع.

وتوافد الزوار والمشاركون في مقبرة جزيرة تاروت، حيث تم إعداد برنامج خاص لهذه الفعالية؛ استهل بتلاوة مباركة من كتاب الله بصوت عبدالله الشواي ومحمد أكريكيش.

وأكد الملا محمد أبو زيد في كلمته التي ألقاها على سعي المبادرة منذ انطلاقها عام 2013م، إلى الخروج من النطاق التقليدي بإحياء عيد الأم داخل النطاق الأسري، وتبادل الهدايا، إلى المحيط الاجتماعي بشكل أوسع عبر إقامة الفعاليات والأنشطة التثقيفية التي تركز على مفهوم بر الوالدين، في المنشآت العامة من مساجد وحسينيات ورياض أطفال ومدارس، مما يعزز بر الوالدين كقيمة تربوية.

وأشار إلى الجهود التي بذلها الفريق بقيادة مؤسسه عبدالأمير السني لتأخذ صدى واسعًا على مستوى محافظة القطيف والمنطقة الشرقية، إذ كان على رأسها توجيه الدعم من أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان ومتابعة من قبل سعادة محافظ القطيف عبدالعزيز الصفيان، وأنه عقد شراكة مع عدد من الجهات الرسمية والاجتماعية لتفعيل دوره الاجتماعي.

ونوه إلى الآثار التي تركها تسجيلها بشكل رسمي في جمعية العمل التطوعي في المنطقة الشرقية، كمبادرة رسمية، بأن المبادرة عقدت عدة شراكات مع إدارة التعليم في المنطقة الشرقية، بتخصيص يوم في المدرسة للحديث عن بر الوالدين وترسيخ هذا المفهوم بين الأجيال الناشئة.

واعتبر رئيس جمعية تاروت محمد الصغير زيارة الوالدين الأموات وقفة لكل من فقد والديه والدعاء لموتى المؤمنين بالرحمة والمغفرة، مثمنًا دور كل من له والدان مازالا على قيد الحياة وهو قائم على برهما وخدمتهما، مؤكدًا على تشجيع الجمعية للمبادرات الاجتماعية، والعمل على الاستفادة منها بما يزيد من وعي أفراد المجتمع لاكتساب القيم الأخلاقية والتربوية التي تهذب النفس، وعلى رأسها بر الوالدين أحياء وأموات لما لذلك من انعكاس على العلاقات الاجتماعية.

من جانبه، تحدث رئيس مبادرة بر الوالدين السني في كلمته عن المبادرة ودورها منذ تأسيسها في نشر ثقافة بر الوالدين، مع استعراض الإنجازات في عام 2019، شاكرًا إمارة المنطقة الشرقية على دعم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان ومتابعة سعادة محافظ القطيف عبدالعزيز الصفيان.

من جانب آخر، نظّم فريق بر الوالدين فعالية في مقبرة سيهات وأعد برنامجًا خاصًا بهذه المناسبة، قدم فقراته العريف نعيم المكحل، واستهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت القارئ عبدالجبار الشافعي.

بعدها عرّف رئيس اللجنة المنظمة منصور الرميح في كلمته عن بداية انطلاقة فكرة “بر الوالدين” قبل ستة مواسم، والتي انطلقت في تاروت، بإشراف السني، ثم انطلقت منها إلى جميع بلدات محافظة القطيف.

وثمّن دور سعادة محافظ القطيف الصفيان، الذي قال في زياته: “إن نسبة القضايا لعقوق الوالدين قد انخفضت العام المنصرم إلى 73%، مبينًا أن ذلك كان نتاج مشاركات فريق بر الوالدين بسيهات في السنوات الفائتة، حيث قدم عدة مهرجانات لاقت استحسان الجميع، ومنها زيارة المجمع الصحي للمسنين في سيهات، وكذلك بعض المستشفيات”.

وتحدث سماحة الخطيب محمد الصواف في كلمته عن مفهوم بر الوالدين، ثم ألقى السيد تقي اليوسف أنشودة مع الأشبال عن الأم، أعقبتها كلمة الأهالي للحاج عيسى المكحل.

واختتم البرنامج بقراءة السيد سراج السادة دعاء الإمام السجاد في بر الوالدين.


error: المحتوي محمي