الكثير منّا يحاول مزج الحياة بنكهات جميلة وروائح عطرية جاذِبة، يشحن نفسه بالطموح والإرادة محبّا لها مضيفًا لها حب الآخرين يرمي بذلك السعادة في جميع منعطفاتها.
واختلف منظور الباحثين عن السعادة في تأطيرها بإطار جميل يبرزها بعظيم أثرها على النفس فالبعض يراها في امتلاك الثروات البنكية الضخمة، والبعض يزرعها في قلوب الناس ليحصد أضعافها، بينما يراها البعض في التوافق مع الذات وغربلة كل الآلام ومحو الإخفاقات.
ويمكننا القول بأن قوام السعادة يعتمد على خلو العقل من أي تشوّه فكري، يعمل على إيجاد ترسّبات نفسية بداخلك مقاومةً لنمو بذور الحب والخير.
السعادة الحقيقية هي أن تعطي الأرض قوة من قوتك، وترصد الخير في خطواتك فتنشرح نفسك إيمانًا وبهجة بقضاء الله يترجمها قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} بقناعة وحب لله تعالى.
ولأنك شاركت الناس سعادتهم غرّدتْ بداخلك ترنيمات صدحتْ وملأتْ الأكوان أصوات سعيدة.
ولتقترب من حدود السعادة أكثر مارس الرياضة واجعل لها زمنًا محددًا، لا تحيد عنه أبدًا فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الرياضة عامل مساعد على إفراز هرمونات عديدة مثل هرمون الإندروفين الذي يقلل الألم ويزيد من عنفوان السعادة وينمي تقدير الذات.
وهرمون السيروتونين الذي يعزز النوم ويعدل المزاج، وهرمون الدوبامين المسؤول عن انشراح القلب والشعور بلذّة الحياة، وقد يمدُّك انضمامك لصالة رياضية مع الأبطال الرياضين بالصمود والتغيير للأحسن مضيفًا لك لياقة بدنية وصحّة جسمانية وتحسّنًا في الأداء الجسدي لم تعهده من قبل.
وللرياضة التأثير المشابه للعقاقير الطبية في بعض الأمراض كما أنها سلاح قوي في علاج التقلبات المزاجية لمن يعانون الوهن النفسي.
وبقدر اقترابك من الرياضة حاول الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنها قيدٌ كبّل الجميع، وقتل أوقاتنا وحمّل البعض منّا نزاعات وخسارات أسرية؛ لذلك لنجعله وسيلة فقط للاطلاع والسؤال عن الأحباب ولا نعطيه جلّ وقتنا.
ثم لا تنسَ إكسير الحياة ومبعث الجمال جالسْ وحادثْ أطفال أسرتك فإنهم منفذ الطهر والنقاء للنفس، تغنّى بالحديث معهم، واستقطع من وقتك للعب معهم فإنك لا تعلم كم من الراحة صُبّت في روحك وانتعش بها جسدك وأنت جالس تحت مظلّتهم.
أما إذا شعرت بأنك مهمش، أو عديم الفائدة أو ربما ينقصك العقل والحظ فخذ نصيبك الأوفر من التفاعل الإيجابي في الحياة وشارك من حولك سعادتهم وأدخل البهجة على فقير فقد تملك قلبه ويرفع يديه للسماء شاكرًا لك جميل صنعه بدعاء يردُّ عنك مكروهًا أو يسهل لك الوصول لأمنياتك المتروكة في علم الغيب.
ومن جميل المصادفة توقيت الاحتفال بيوم السعادة العالمي الذي صادف اليوم ما قبل عيد الأم مباشرة؛ فقد احتفل المجتمع الدولي بـ20 مارس كيوم عالمي للسعادة بعد أن اعتمدت الأمم المتحدة في دورتها السادسة والستين هذا اليوم من كل عام يومًا دوليًا للسعادة وقد جاء هذا الحدث لنشر ثقافة السعادة والاعتراف بأهميتها لتحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب.
والجدير بالذكر تمحور السعادة في أهدافها الرئيسية على الصحة والتعليم في معظم دول العالم وخاصة تلك الدول التي تجعل الحصول على العلاج مجانًا للجميع.
وقد أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن الثروة المالية ليست هي التي تجعل الناس سعداء كما يظن أغلب الناس بل هناك اعتبارات أخرى لا علاقة لها بالمال.