في القطيف.. «التلاوة المجوّدة» تكشف أسرار علاقة القارئات مع القرآن

كشفت مسابقة “التلاوة المجوّدة” التي نظمتها دار القرآن النسائية التابعة لجمعية القطيف الخيرية عن تجارب وأهداف بعض القارئات، وعلاقتهن بالقرآن، ومدى التغيير الذي أحدثتها المداومة والصحبة لكتاب الله، على المستوى الفكري والعبادي والشخصي والاجتماعي.

وتحدثت إحدى الناشئات زهراء نعيم آل صقر عن التنافس الشديد بين القارئات، مع دخولها الكثير من المسابقات في مجال الحفظ، والذي امتد إلى تشجيع معلمتها طيبة درويش على أن تشارك في مسابقة التلاوة هذه.

وكانت الرغبة في القرب الإلهي والمهدوي أحد أهداف القارئة الناشئة إباء عبيدان، ومن منطلق سعي الإنسان بفطرته للكمال والتطور، وقد وجدت أن هذه المسابقة قد أسهمت في تطورها؛ تجويدًا وأداءًا، خصوصًا مع وجود من يرشدها، مشيرةً إلى خصوصية الزمان، ونحن في شهر الرحمة، فإنها على يقين أنها ستصل مع القرآن إلى الرحمة والبركات بشكل أكبر.

وأسهبت القارئة هدى آل نوح في كلمتها التي أرادت فيها أن توصل شيئًا عن تجربتها الأولى، حيث بدأتها بشكر كل معلمة لم تبحث عن راحتها في أمور مادية، بل فضلت أن تبحث عنها فيما لو سألت عن وقتها فيما قضته، وإيجاد حالة من التنافس بين القارئات ليصبحن مجيدات.

وذكرت آل نوح أن هدفها ليس تحقيق نجاح بقدر ما يكون تحسين مستوى وأداء، وتقليل لحون، مع ما أعطاها التكرار والتدريب من صبر، وتأمل في معاني الآيات، وكذلك قدمت القراءة لها الاستحضار الروحي، وعليه فقد عرفت إجابة إحدى المعلمات في المرحلة الثانوية عن تساؤل: لماذا يصعب إعطاء الدرجة كاملة في هكذا مسابقات؟ بردها أنه حتى كبار القرّاء لا يحسنون ولا يعطون درجة كاملة، داعيةً الجميع إلى أن يجعل هدفه من اليوم البحث عن دار قرآن بمنطقته للالتحاق بها، فهي حاجة لكل مربية، كما أن القرآن يفتح أبوابه لكل الفئات العمرية.

واعتبرت عايدة العيسى من فئة الكبار أن المسابقة بمثابة دورة تدقيق مكثّفة، وفرصة اختبار إلى مستوى قراءتها في زحمة الحياة، مع إلزام نفسها بالتدريب، ذاكرةً أن هذه التجربة هي الثالثة بالنسبة لها وأنها لم تتأهل في تجربتها الأولى لكنها بالتأكيد لم تخسر فلا خسران مع القرآن، فقد كانت بمثابة انطلاقة وحافز لها للتطور ورفع مستواها، ناصحةً بانتهاز المسابقات كوقفة للتعلم وتصحيح القراءة بصورة أفضل.

وأكدت القارئة مريم العلوي على أن مثل هذه الدورات تمثل دورة تطبيقية مكثّفة تحت إشراف مدرب، وسط ما شعرت به من الهيبة التي تعتري المتسابقات، ومع تعدد تجربة الخروج أمام الجمهور إلا أن القرآن يكون أمرًا وشعورًا مختلفًا، بما تشعر به من هيبة وسكينة.

وجاء حديث هؤلاء المتسابقات في المحفل الذي أقيم في ختام المسابقة، بعد تأهلهن من بين 67 قارئةً، يوم الجمعة 1 رجب 1440هـ، في حسينية العقيلة بدار القرآن الكريم بحي في القطيف، والتي افتتحتها العريفة هبة الغاوي بالترحيب بالحضور، والاستشهاد بالأحاديث التي تبيّن فضل تلاوة القرآن وتدعو لحفظه، مُعرفةً بالمسابقة وعدد المشاركات الذي وصل إلى 67 قارئةً، تأهلت منهن 15 قارئةً من جميع الفئات.

من جانبها، أعلنت رئيسة لجنة المسابقات والمعلمة في دار القرآن زهراء العباس الأهداف التي سعت إدارة الدار لتحقيقها عن طريق المسابقات القرآنية لجميع المراحل، وهي؛ التعرف على المستوى التحصيلي العام للطالبات ومعرفة جوانب الخلل لتقويمه، والتشجيع على تحسين المستوى عن طريق المنافس، وإبراز القدرات وتعهدها بالرعاية والتوجيه الهادف، بالإضافة إلى تهيئة قارئات جديدات تمثلن الدار في المحافل القرآنية، وتعملن على توطين ثقافة الإرشاد وخلق نوع من المتابعة.

بدورها، وجّهت العباس رسالة شكر لجميع المتسابقات من جميع الفئات، مؤكدةً أن سر نجاح المسابقة هو تفاعلهن هذا، آملةً من جميع المشارِكات تقديم تلاوات مجيدة ومنقحة، وداعيةً لهن بالموفقية والسداد والعون.

واستهلت الفقرات القرآنية للحفل بتلاوة عطرة من سورة الدخان بصوت بتول أبو السعود، وأعقبتها قراءات المتأهلات التي سبقها تعريف بالسورة والمقطع المقرر تلاوته لمن أراد المتابعة من المستمعات وتذكر فضائل السورة التي سيتلى منها المقطع.

هذا وقد بدأت التلاوات بالناشئات من “سورة الذاريات” من الآية 24 – 37، تلتها فئة الكبار بـ”سورة فاطر” من الآية 1 – 7، ثم فئة المتوسط والثانوية
من “سورة الشعراء” الآيات 69 – 83.

من جانبها، قدمت المسؤول المالي الدكتورة نضال الجشي كلمة إدارة الدار بالنيابة، معتبرةً الأعمال التي تقدم من القائمات هي توفيقات لأرواح سماوية اجتمعت على خدمة القرآن والتفاني في تدريسه والارتقاء بطلابه، مباركةً لهن هذا الوسام في هذا الشهر، مثمنةً دور لجنة المسابقات وجهودها التي ترتقي بالدار، والتي تؤكد استحقاقهن لخدمة القرآن، مهنئةً المتسابقات على الفوز الذي وصل إليه الجميع بمجرد الالتحاق بالمسابقة.

وتخلل فقرات الحفل إنشاد الأهازيج الولائية والصلوات المحمدية من العريفة الغاوي، مع تقديم موشح قصير بعنوان “أنا جيتك يا رحمن” أدته طالبات المعلمة حميدة الحمران.

وشهد الحفل وقفة تكريم إلى رئيسة لجنة المسابقات المعلمة زهراء العباس من قبل إدارة الدار والمعلمات، نظير جهودها المميزة لخدمة الدار، وإدارة المسابقات والمشاركة في إعداد المناهج الخاصة بالدراسات القرآنية، وألقت السيدة بتول الشريف بخصوصها.

واختتم الحفل بإعلان أسماء المتسابقات الفائزات، وتكريمهن مع المتأهلات، من إدارة الدار، بعدها جاءت قراءة المولد الشريف من السيدة هداية العوامي مع الصلوات والأهازيج المحمدية.

أسماء الفائزات الناشئات:
المركز الأول: زهراء نعيم آل صقر.
المركز الثاني: كوثر مجيد آل كاظم.
المركز الثالث: زينب قاسم آل بن سعيد.

أسماء الفائزات من فئة الشابات المتوسط والثانوية:
المركز الأول: آلاء غالب آل كاظم.
المركز الثاني: كوثر سمير قاو.
المركز الثالث: فاطمة سلمان الخاطر.

أسماء الفائزات من فئة الكبار:
المركز الأول: مريم علي العلوي.
المركز الثاني: عايدة صالح العيسى.
المركز الثالث: ريم علي آل قاسم.


error: المحتوي محمي