طيور الفلامنجو تستعد للهجرة السنوية من القطيف

تستعد طيور “الفلامنجو” نهاية شهر مارس الحالي لمغادرة سواحل المنطقة إلى مواطنها الأصلية، معلنة بذلك نهاية عطلتها الشتوية، بعد أن قضت سبعة أشهر كاملة دافئة على سواحل القطيف.

لطفي أحمد البصارة من مجموعة رصد الطيور يقول لـ«القطيف اليوم»: “إنّٓ طائر “الفلامنجو” ‏وكما يُعرف أيضاً بالنحام الكبير أو فنتير، يُعدُّ من الطيور الأنيقة والجميلة جداً، فضلاً عن كونه من أجمل الطيور كبيرة الحجم، ملفتًا إلى أن هنالك أنواعًا كثيرة منها، ولكن لا يصل للسواحل الشرقية من الجزيرة العربية إلا نوع واحد فقط وهو النوع الشائع الكبير؛ وقد شوهد نوع آخر نادر يُسمى “النحام القزم الوردي” في دولة الكويت، والإمارات، وسلطنة عُمان، ولم يُشاهد في سواحل القطيف”.

ويوضّح البصارة أنّ “الفلامنجو” من الطيور الخواضة، طويل الساقين والرقبة، ويتميّز بلونه الأبيض، ومنقاره الوردي للبالغ، بينما صغاره تتمتع باللون الأبيض، والرمادي المائل إلى السواد، لكن بعضها يتميز باللون الوردي الكامل، والسبب في ذلك يعود لنوعية الغذاء الذي يحول لونه الأبيض إلى الوردي؛ حيث إنه يتغذى على القشريات، والكائنات البحرية الصغيرة.

طيور مهاجرة
ويُبين أن “الفلامنجو” من الطيور المهاجرة التي جاءت للخليج العربي؛ حيث الدفء ووفرة الغذاء المناسب لها، تاركة مواطنها الأصلية شمال آسيا وأوروبا التي تشتد فيها البرودة في مثل هذه الأوقات من السنّة، مشيراً إلى أن هذه الطيور تحط رحالها بِداية من سبتمبر حتى نهاية شهر مارس لتقضي شتاءً دافئًا على الشواطئ الشرقية.

أماكن وجودها
ويذكر البصارة أن “الفلامنجو” يتواجد على السواحل الطينية، والمياه الضحلة؛ لكثرة الغذاء فِيها، كما يحط “الفلامنجو” على سواحل سيهات، وشمال جزيرة تاروت، وساحل قرية الزور بأعدادٍ كبيرة جداً، موضحاً أن أسراب هذه الطيور في الآونة الأخير تراجعت أعدادها بشكلٍ واضح.

تراجع أعداده
وأرجع البصارة أسباب تراجع أعداد هذه الطيور المهاجرة إلى تدمير البيئة المناسبة لها بدفن السواحل الطينية الضحلة، وحفر وتصخير السواحل في المنطقة التي توفر لها المكان الآمن، والغذاء المناسب.

مواطنها الأصلية
وبيّن البصارة أن طيور “الفلامنجو” من طيور المناطق الشمالية والشمالية الشرقية لشمال إيران، وكازخستان وكلما تتباعد غرباً عن دول البحر المتوسّط، مشيراً إلى أن هجرتها للجزيرة العربية عادة ما تكون نحو البحر الأحمر، والخليج العربي وبحر العرب، وتُشاهد على الساحل الغربي والشرقي للخليج العربي، أما بالنسبة للبحر الأحمر فهي تشاهد جهة السعودية، وجهة مصر.

مخاطر الهجرة
تتعرّض الطيور أثناء رحلة هجرتها إلى العديد من المخاطر، أهمها الإجهاد البدنيّ أثناء الطيران، ونقص الإمدادات الغذائيّة، وسوء الأحوال الجويّة، وخطر التعرّض للافتراس، والتّصادم مع الأبنية والأبراج.

العودة للوطن
ويلفت إلى أن طيور “الفلامنجو” تبدأ بالعودة إلى مواطنها على شكل دفعات، ويلعب عامل التّوقيت والمكان في سرعة وصولها؛ فمثلاً الطيور القادمة من تركيا ستصل في وقتٍ أسرع من الطيور المتجهة إلى بحر قزوين، وإسبانيا.

يُشار إلى أن عددًا من الباحثين لاحظ أن طائر الفلامنجو الوردي غالباً ما يقف على ساق واحدة فقط بينما الساق الأخرى تكون مختفية تحت الجسم بالإضافة إلى بعض أنواع الطيور الأخرى التي لديها نفس السلوك، ووجد العلماء أن طيور الفلامنجو تقوم بهذا السلوك سواء في البرية أو في الأسر مما يشير إلى أنه شيء طبيعي تماماً بالنسبة لهم القيام بذلك السلوك وليس نتيجة الإجهاد الناجم عن الحبس.

ووضعت العديد من النظريات لتفسير تلك الظاهرة مثل نظرية الحفاظ على درجة الحرارة أو نظرية تقوية الدورة الدموية، إلا أنه لم يجد أحد حتى الآن أي تفسير لسبب وقوف طائر الفلامنجو على ساق واحدة فقط.


error: المحتوي محمي