آل سوّيد: هذه قصة المولِّد الذي غير حياة سكان البحاري.. اشتراه الأهالي من الظهران

شخصيةٍ من الشخصياتِ الاجتماعيةِ البارزةِ في قريةِ البحاري بمحافظة القطيف، وأحدُ الرجال الذين خدموا القريةَ في عدةِ مجالات، ومن أبرزِ الأعمالِ التي قامَ بها توصيلُ الكهرباءِ لمنازلِ أبناءِ القريةِ في بداياتِ تواجُد الكهرباء بها قبل ما يقارب الخمسين عامًا.

شخصيةٌ جديرةٌ بالذكرِ وجزيلِ الاحترام، حيثُ قضى سنواتٍ طويلةٍ على جدرانِ وأعمدةِ الكهرباء في جميعِ أحياءِ القريةِ وأزقتِها معرضًا نفسهُ للخطرِ من أجلِ بثِّ النورِ والضياءِ وكشفِ الظلام الدامسِ الذي خيَّمَ سنواتٍ عديدةٍ على بيوتِ أهالي القريةِ.

ضيفنا هذا كتبَ قصتِهِ على صفحاتٍ من نور، صفحاتٍ كُتبت بماءٍ من ذهبٍ لتُروى إلى جميعِ الأجيالِ على مرِّ الأيامِ والعصورِ لكي يُعرِّفنا بها على بداياتهِ وإنجازاتهِ للبلدةِ من خلالِ عملهِ في مجالِ الكهرباء، وكيفَ عاشَ أبناءُ القريةِ في ذلك الوقتِ، والصعوباتُ التي واجهها، حيث ضحّى بنفسهِ ووقتهِ الثمين من أجلِ إسعادِ الناس، نشدُّ على كفّيهِ على هذه الخدمةُ النبيلةُ التي من خلالِها بثَّ النورَ والضياءَ في جميع أحياءِ البحاري، حيثُ ودّعت القريةَ الظلامَ ببركةِ أبنائها الأوفياء، ضيفنا هو أحدُ السواعدِ البارزةِ ومن ضمنِ فريقِ الطوارئ في مجالِ الكهرباء في قريتنِا الحبيبة.

محمد آل سوِّيد، شخصيةٌ إيمانيةٌ، عرَفهُ جميعُ أهالي قريةِ البحاري بالطيبةِ والأخلاقِ الحسنةِ، كما أنهُ يتمتعُ بالهدوءِ التَّام ولهُ نظرةٌ ثاقبةٌ، فهو رجلٌ حكيمٌ يحبُّ الاعتمادَ على النفسِ ويكرهُ الخمولَ والكسلَ، فمنذُ طفولتهِ وهو يعشقُ الأعمالَ الخيريةَ التطوعيةَ التي خدمَ فيها أبناءَ قريتهِ البحاري، وهو من ضمنِ فريقِ العملِ الكهربائي الذي من خلالهِ قامَ بتوصيلِ الكهرباء للمنازلِ مع الخبيرِ الكهربائي المرحوم الحاج محمد الميلاد “أبو عبد الصمد”، حيثُ أشرفَ على صيانةِ الكهرباء، فعندَ حدوثِ أي عطلٍ فني فيها كانوا أبناءُ القريةِ يستنجدونَ بهِ وبرفاقهِ، كانوا يعملون في أوقاتٍ حرجةٍ في منتصفِ الليلِ، فعندما تنقطعُ الكهرباء عن بيوتِ القرية كانوا أبناءَ القريةِ يتجمهرونَ حولَ عمودِ الكهرباء العالي الذي يصعدُ عليه الكهربائي ليقومَ بإصلاحِه حتى يتم تشغيلهِ ويشعُّ النورَ وتعودُ الحياةُ كما كانت عليهِ في السابقِ وسطَ فرحةٍ يسودُها الأمل، وكان خروجُ الأهالي في منتصفِ الليل من بابِ الدعمِ المعنوي لفريقِ العمل، هكذا كانوا أهالي البحاري مترابطينَ فيما بينهُم ويقدمون أفضلَ الخدماتِ ويسطِّرون أسمى عباراتِ التلاحمِ في خدمةِ مجتمعهِم ووطنهِم الغالي.

البداية
الكهربائي محمد آل سوِّيد يسردُ لنا قصتهِ مع الكهرباء وكيفَ كانت بداياتهِ؛ يقولُ: “تعلمتُ مهنةَ الكهرباء أولاً بالاعتمادِ على النفسِ، وكانت بداياتي مع مروحةِ سقفٍ أتى بها والدي إلى المنزلِ لكي يستقطبُ لها الكهربجي من البلدةِ، حيثُ راودَتني نفسي بالقيامِ بتركيبِ المروحةِ وأخذَتُ تخالجُني الأفكار لبضعِ دقائقٍ حتى خطوتُ أولى تجربةٍ لي وهي تركيبُ مروحةُ سقفٍ لصالةِ منزلنا، وبعد انتهائي من تركيبِها دخلَ عليَّ والدي، وقال:
– من قامَ بتركيبِ المروحةِ؟
– فأجبتُ: أنا
– ومن ركبَها معكَ؟!
– قلت: بمفردي
فغضبَ عليَّ والدي وقال: ألم تعلم أنني متفقٌ مع الكهربجي لكي يقومُ بتركيبِها؟ ماذا أقولُ له الآن ! وضعتنا في موقفٍ مُحرجٍ للغايةِ يا ولدي.

كان موقفا جميلاً بالنسبةِ لي وكلهُ فخرٌ واعتزاز، في المقابلِ كان موقفًا محرجًا بالنسبةِ لوالدي”.

ويتابع: “ومن خلالِها عشقتُ مهنةَ الكهرباء وبعدها عملتُ مع الحاج محمد الميلاد “أبو عبدالصمد”، وابنهِ حسين في تسليكِ الكهرباء لمنازلِ الديرة، وأصبحتُ بفضلِ الله عاملُ كهرباء من الدرجةِ الأولى -وللهِ الحمد- من خلالِ ممارستي للكهرباء وأصبحَت مهنتي الوَحيدة، ومن ثم عملتُ في سكةِ الحديدِ فني كهرباء معتمَدًا لدى المؤسسة، أديرُ جميعَ الفنيين فيها حتى نهايةَ خدمتي بعدما أكملتُ 35 عاماً حافلةً بالنجاحِ والمثابرةِ، لم أبخل على زملائي بالنصيحةِ والمشورةِ، فأصبحتُ بمثابةِ المستشار لجميعِ فنيين الكهرباء في المؤسسةِ”.

وأوضح أن أهالي البحاري قبلَ دخولِ الكهرباء إليها، كانوا يعيشونَ حياةً كريمةً يسودُها الودُّ والرحمةُ والإحسانُ فيما بينهم كلُّ جارٍ يهتم لأمرِ جارهِ ويتفقدَ أحوالهِ، الآباءُ و الأجدادُ عاشوا حياةً كلها صعاب، حيثُ اعتمدوا سابقاً على الوسائلِ التقليديةِ باستخدامِ المسرجاتِ والفوانيسِ ذاتَ الأشكالِ المختلفةِ التي تعتمدُ على الكيروسين أو بعضُ الزيوتِ لإشعالها، وكذلكَ استُخدمت الشموعَ للإنارةِ داخلَ المنازلِ، أما بالنسبةِ للأحياءِ فكانت مظلمةٌ ولكن نوّرتها قلوبُ أهلها الطيبين.

وأكد أن الكهرباء دخلت القريةِ قبل جميعَ قُرى محافظة القطيف وذلك قبلَ خمسين عاماً، مشيرًا إلى أن هناك جنودًا خفيةٌ لا أحد يعلمَها قاموا بتوصيلِ الكهرباء للقريةِ، في البدايةِ قام هؤلاء الرجالِ بشراءِ مولدٍ للكهرباء من الظهران تحديداً من شركةِ أرامكو بعد تعبِ السنينِ العجافِ أصبحَ المولّد وكأنهُ معجزةٌ، أي كأنهُ مصباحُ علاء الدين السّحري ما إنْ رأوهُ الأهالي إلا وتسابقَ الجميعُ بالاشتراكِ كي تصلَ الكهرباء إلى منازلِهم في يُسرٍ وسهولةٍ.

وقال: “من بعدِ تزاحم أهلُ القريةِ على الكهرباء ولعدمِ تحملِ المولّد ولكثرةِ الضغطِ عليه، قام رجالها بشراءِ مولّدٍ آخر كي يسُدَّ احتياجاتِ القريةِ وتعمُّ الفرحةَ على جميعِ سكانِها، وبدأتْ الكهرباء بالانتشارِ شيئاً فشيئاً، واستطاعَ من خلالِها الأهالي أن يمُدوا أسلاكَ بعضِهم البعض في صورةٍ من صورِ التكافلِ الاجتماعي وأصبحَ للقريةِ مكتبٌ خاصٌّ للاشتراكِ ودفعِ الرسومِ الميسرةِ، والذي يشرفُ على إدارتهِ عيسى محمد عفيريت “أبو ممدوح”.

وأضاف: “كان الأهالي وعلى الأخصِّ أصحابُ البيوتِ، من يشهدُ منهم قدومُ الكهربائي إلى بيتهِ يُبادرُ إلى تقديمِ المشروباتِ والمأكولاتِ للعمالِ وهم يعملون في تركيبِ سلايتات الخشب التي تُمدُّ عليها الخطوط من عدادِ الكهرباء الذي يوضعُ بجوارِ البيتِ، بل إنكَ تشعرُ أنهم فخورون، ففي تلك الأيامُ لا حديث في قريتِنا الصغيرةِ إلا عن الكهرباء ووصولِها لبيوتهِم وكيفَ كان لها تأثير كبير عليهِم، خصوصاً أنّ أيامَ إيصال الكهرباء تصادفُ فصلَ الصيفِ الحارِّ، كم كانوا سعداءٌ وهم يقومونَ بتركيبِ مراوحَ السقفِ وكيفَ تحوّلت حرارةَ الصيفِ إلى أجواءٍ باردةٍ وكلُّ صيفٍ والكهرباء في بلادِنا في نموٍّ و تطور”.

وتابع: “هناكَ رجالٌ حملوا على عاتقهِم حبَ القريةِ، ومن هؤلاءِ الرجالِ المرحوم الحاج حبيب الغاوي، والمرحوم الحاج حسن الغاوي “أبو علي”، والمرحوم الحاج عبد الله سلمان آل سوَّيد “والدي”، والمرحوم الحاج جواد الثنيان “أبو عبد الله”، والمرحوم الحاج محمد الميلاد “أبو عبد الصمد”.

والأخيرُ هو من قامَ بتوصيلِ الكهرباء لمنازلِ القريةِ، وهو الكهربجي الوحيد الذي اعتمدَ عليهِ أبناءُ القريةِ من قريبٍ ومن بعيد، كهربائيٌ وخبيرٌ في تسليكِ الكهرباء بسواعدٍ من أبنائِها (الحاج محمد الميلاد)، شخصيةٌ من شخصياتِ البحاري وعبقريُّ زمانهِ بذلَ الغالي والنفيسَ من أجلِ إسعادِ أبناءُ القريةِ، وهو أولُ كهربائي للقريةِ تخرجنا على يدهِ أنا وابنهِ (حسين) وزميلُنا (علي صالح زيد) وأصبحَ لدى القرية بتوفيقٍ من الله فريقٌ فنيٌ يخدمها ليلَ نهار”.

واستطرد: “بعدَ بِضعِ سنواتٍ وما إن أصبحَت الكهرباء تسري في أنحاءِ البلادِ واهتمامِ الدولةِ بجميعِ المواطنين، بعدَ أن تربعِ الدكتور غازي القصيبي رحمهُ الله على عرشِ وزارةِ الصناعةِ والكهرباء، وذلكَ عندما حصلَ التوسعِ الشاملِ في تمديدِ التياّر الكهربائي وإزالةِ الأعمدةِ والأسلاكِ الكهربائية ودفنِها في باطنِ الأرضِ، بعدَ هذه المرحلةَ الطويلةَ في تاريخِ الكهرباء أُنشئت في المملكةِ مصانعٌ عدة للمحطاتِ الضخمةِ والمولداتِ وصنعِ الكابلات وأسلاكِ التمديدات والمستلزمات الكهربائية بتقنيةٍ عاليةَ الجودةِ تنافسُ المستورَدُ منها -وللهِ الحمد”.

وذكر أن فوائدُ الكهرباء لا تقتصر على مجالٍ دونَ آخر في حياتِنا اليوميةِ، ومن أبرزِ استخداماتِها وفوائدِها؛ إنارةُ المنازلِ والشوارعِ والمواقعِ المختلفة، وتشغيلُ الأجهزةِ الكهربائية في المنازلِ والمستشفياتِ والمنشآتِ العامة، والتدفئةُ من خلالِ التدفئةِ المركزيةِ، والتبريدُ من خلالِ المكيفاتِ في الأجواءِ الحارةِ، وتشغيلُ مختلفِ الأجهزةِ كالراديو والتلفاز والقلايات وغيرها.

وأشار إلى أن الكهرباء قد تؤدي إلى الموتِ -لا سمحَ الله- في حالةِ حصولِ تماسٌّ كهربائي، كما أنها في بعضِ الأحيان قد تُلحقُ الأذى بالأشخاصِ مما يؤدي إلى إصابتهِم بإعاقةٍ دائمةٍ تؤثرُ في كلِّ مجالاتِ حياتهم الاجتماعيةِ والعمليةِ، وتؤدي أيضًا إلى حدوثِ حريقٍ في حالةِ حصولِ أي تماسٍّ كهربائي بين أسلاكٍ مكشوفةٍ فمجردِ شرارةٍ منها تؤدي إلى اندلاعِ النيرانِ، وتلفُ الممتلكاتِ وإرهاقِ الأرواحِ مما يسببُ خسائرٍ ماديةٍ وكوارثٍ بشرية.

وعدد سبلُ ترشيدِ استهلاكِ الكهرباء، قائلًا: “أنصحُ جميعَ الأشخاصِ بالاقتصادِ في استخدامِ الكهرباء من خلالِ اتباعِ قواعدِ وسلوكياتِ الاستخدامِ الجيدة فيما يُعرف بترشيدِ الاستهلاك، أي استخدام الكهرباء بحكمة كإغلاقِ الأضواءِ في الغرفِ التي لا يوجد بها أحد، والاستفادةُ من ضوءِ الشمسِ، خاصةً في النهارِ، والامتناعِ عن تشغيلِ المصابيحَ خلال وقت النوم، ووضعُ جهازِ التكييف على درجاتٍ متوسطةٍ حتى لا تُستهلك الكثيرَ من الكهرباء، وإغلاقُ بابُ الثلاجةِ بإحكامٍ، وفصلُ الكهرباء عن السخاناتِ في حالِ عدمِ الحاجةِ إليها، واستخدام المصابيحِ من النوعِ الذي يوفرُ الطاقةِ والكهرباء وتجنبُ المصابيحِ الحراريةِ”.

وحول أصعبُ موقفٍ مرَّ عله في حياتك وكيفَ تعامل معهُ، قال: “أصعبُ موقفٍ كان اتصالًا هاتفيًا من أخي سلمان يُخبرني فيهِ عن وفاةِ أخي الغالي هلال كان ذلك في الصباحِ، حيث استيقظتُ على خبرٍ كالصاعقةِ على قلبيِ، لم أستطِع الكلام جلستُ ما يقارب العشرين دقيقة على السريرِ في صمتٍ وذُهول لأنني قبلَ ذهابي إلى منزلي ليلةَ البارحة كان معي حتى الثانيةَ عشرة من منتصفِ الليل، وهو في أتمِّ صحةٍ وعافية ليس بهِ أي مكروه، ولكن قدّر الله وما شاء فعل، تعاملتُ مع الحدثِ بحكمةٍ وصبرٍ و اتزانٍ وقلتُ في نفسي – اللهمَّ لا اعتراضَ على حكمِك – ما شاء الله قدَّرَ و فعلَ والأمرُ كلهُ لله عزَّ و جلَّ- كان لرحيلهِ خسارةً كبيرةً وأثر على حياتي لأنهُ ليس مجردِ أخٍ لي إنما الصديقُ الوفيُّ الذي لازمتهُ منذُ طفولتي، كُنا شخصين في جسدٍ واحدٍ لا نفترق أبداً -الحمدُ لله رب العالمين- ما غابَ عنَّا ولا عن مجتمعهِ، مجلسهُ مفتوحٌ لجميعِ أبناءِ القريةِ وتقامُ فيهِ جميعَ المناسباتِ العامةِ والخاصة ولله الحمد”.

البطاقة الشخصية
الحاج/ محمد بن عبد الله بن سلمان آل سوِّيد
من مواليدِ قريةِ البحاري عام 1371 هجرية
متزوج ولهُ ستةُ أبناءٍ وهم:
نبيل، علي، وعبد الله، وحسين، وميرزا، وحسن
والدهُ الحاج عبد الله بن سلمان آل سوِّيد
إخوانهِ الحاج سلمان سويد أبو حسن
والمرحوم الحاج هلال سوِّيد أبو حسين

نشأته
وُلد الحاج محمد بن عبد الله بن سلمان آل سوِّيد، في قريةِ البحاري، وعاشَ مع أسرتهِ حياةً كريمةً محافظةً على العاداتِ والتقاليدِ تسودُها الألفةُ والمحبةُ والإيمانُ في كنفِ والدِه الحاجُّ الوجيه عبد الله بن سلمان آل سوِّيد “أبو سلمان” -رحمهُ الله- وإخوتهِ سلمان وهلال، واهتمَّ بهِ والدهِ كما اهتمَ بإخوتهِ، حيثُ تعلمَّ على يدِ والدهِ الصلاةُ وقراءةُ القرآنِ الكريمِ والحفاظِ على الصلاةِ، لاسيَّما صلاةُ الجماعةِ، كما زرعَ فيهِ والدهِ احترامَ الناسِ والسّعي في قضاءِ حوائجهِم.

دراسته
درسَ الابتدائيةَ في مدرسةِ سلمان الفارسي بالقديح، ثمَّ بعدها درسَ المتوسطةَ في مدرسةِ معن بن زايدة بالقطيف، و بعد تخرجهِ في المرحلةِ المتوسطة دخلَ في أولِ عملٍ لهُ في المؤسسةِ العامةِ للخطوطِ الحديديةِ بالدمام، عملَ فيها سنواتٍ قليلةٍ ثم انتقلَ للعملِ في مطارِ الظهران سلاحُ الطيران وقضى فيها بضعِ سنين، ثم أخذهُ النصيبُ ليعودَ مرةً أُخرى إلى عملهِ السابقِ في سكةِ الحديدِ، وخدمَ فيها ما يقاربُ خمسةٌ وثلاثين عامًا حتى انتهت خدمتهُ فيه.


error: المحتوي محمي