آل جميع يبدأ رحلته البيبليوغرافية الرابعة في جمع المؤلفات الشيعية

يستعد الباحث الشيخ حبيب آل جميع لإصدار الجزء الرابع من موسوعته البيبليوغرافية التي يجمع فيها عناوين المؤلفات الشيعية تحت عنوان “موسوعة معجم المؤلفات الشيعية في الجزيرة العربية”.

وقد بدأ رحلة الجمع منذ عام (١٤٠٧هـ/١٩٨٧م)، مستغرقاً بعمله في هذا المعجم بأجزائه الأربعة ثلاثين عامًا، والتي لم تخلوا من السفر لعدة دول بينها العراق ولبنان وسوريا وغيرها للبحث في كبريات المكتبات العربية هناك من أجل رصد وتوثيق ما كتبه أبناء الطائفة الشيعية من الجزيرة العربية في بلدان المهجر.

ويهدف الشيخ آل جميع من عمل المعجم لتوثيق التاريخ للمنتج الفكري الشيعي الإمامي في هذه المنطقة، باعتبار ذلك من الأهداف العلمية الواضحة والتركيز على الإبداع الشيعي الإمامي لرصد إبداعاتهم الفكرية والعلمية، ممّا يكشف عن حجم نشاطهم الفكري ومساهماتهم في مجالات المعرفة المختلفة والمتعددة وإنتاجهم للمعرفة العلمية والعقلانية البعيدة عن الخرافات والأساطير، كما تكشف تعاطيه وتفاعله الإيجابي مع الواقع المحلي والإقليمي والعالمي، وما يحمله هذا الواقع من متغيرات وتطورات وأحداث مؤثرة، وهذا يؤكد على حيويته وانخراطه ومساهمته في معالجة قضايا الواقع والتفاعل معها.

وتظهر أهمية هذا الرصد في كشف اتجاهات التفكير والمواضيع والقضايا التي استحوذت على اهتمام العقل الشيعي الإمامي داخل هذه المنطقة وفي المهجر، ومعرفة مدى انشغاله بقضايا دون أخرى، وكذلك الاهتمامات الجديدة التي تفاعل معها بشكل إيجابي، ولا شك أن هذا العمل يقدم خدمة معرفية مهمة للباحثين والدارسين والمهتمين بشؤون هذه المنطقة ومتابعة لنهج علمائنا الأفذاذ الذين كانوا سباّقين في ميادين إنجاز الفهارس وتتبع سير علماء الشيعة وآثارهم الفكرية، من أمثال: الشيخ نصير الدين الطوسي، ومنتجب الدين ابن شهر آشوب، وآغا بزرك الطهراني وغيرهم كثير ممن اهتموا بهذا المجال وتمكنوا من الكشف عن الوجه المشرق والمبدع للتشيع الإمامي، وحجم مساهمة علماء مذهب أهل البيت “عليهم السلام” في الحضارة الإسلامية.

وبذل آل جميع جهوداً مضنيةً لإخراج هذا العمل إلى النور، وتحمّل المشاقّ الجمة في التنقيب عن تراث المذهب الشيعي في الجزيرة العربية، وجمع وتوثيق ورصد إبداعات رجاله وأعلامه كونه عمل بيبليوغرافي موسوعي يؤرخ لحقبة زمنية معينة، ويتجه باختصاصه لمذهب دون غيره.

وكان للأصدقاء وأصحاب المكتبات أثراً كبيراً في مد يد العون لآل جميع في جمع وإعداد مادة هذا الكتاب ، وهم مجموعة بينهم عبدالعزيز آل عبدالعال، نزار آل عبدالجبار وحسن آل حمادة، فكانوا يرفدونه بالإصدارات الحديثة الخاصة بمحافظة القطيف؛ وكذلك السيد عباس الشبركة الذي جنّد نفسه لجمع وتوثيق الكتب الخاصة بأعلام القطيف من الماضين والمعاصرين، حتى كوّن المكتبة القطيفية بجهوده الذاتية ، وكذلك كان للمهندس عبدالله الشايب وأحمد البدر، دورٌ بتزويد آل جميع بالإصدارات الحديثة الخاصة بمحافظة الأحساء.

ويجيب الشيخ حبيب آل جميع عن سؤال حول طموحه في الإصدار الرابع بقوله: “أطمح أن يساهم المعجم بجزئه الرابع في رصد وتوثيق كل الكتّاب والمؤلفين في الجزيرة العربية، لذا ندعوهم جميعاً للتواصل معنا وتزويدنا بمعلومات شخصية عنهم وعن كتبهم ومؤلفاتهم في شتى الميادين المعرفية، كما أطمح أن تكون موسوعة المعجم بأجزائها الأربعة مصدراً علمياً لكل من أراد الكتابة عن أعلام وتاريخ المنطقة”.

ويتميّز هذا المعجم بكونه عملاً موسوعياً، يختصّ بمذهب معين وبمنطقة جغرافية محددة، فهو معجم بيبليوغرافي يرصد ويوثّق كل ما ينتجه المجتمع الشيعي الإمامي داخل الجزيرة العربية، وبشكل خاصّ ضمن الرقعة الجغرافيّة التي تُعرف حالياً بـ(المملكة العربية السعودية)، وما ينتجه أبناء هذا المجتمع في بلدان المهجر من إبداع فكري في شتى المجالات المعرفية. إذ يتواجد الشيعة الإماميون في المملكة العربية السعودية في الحواضر والبقاع التالية: القطيف، والأحساء، والدمام، والجبيل، والخبر، والمدينة المنورة، والرياض، وجدة، ووادي الفرع.

وتمتد مساحة الزمن التي تابعها المعجم للكتاب الشيعي في الجزء الأول مما بعد عصر الغيبة الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سنة (٣٢٨هـ) وحتى أواخر سنة (١٤١٦هـ)؛ وفي الجزء الثاني من سنة (١٤١٧هـ) وحتى سنة (١٤١٤هـ)؛ وفي الجزء الثالث من سنة (١٤٢٥هـ) وحتى سنة (١٤٣١هـ).

وبلغ ما ذكره في الجزء الأول من عناوين مؤلفات الكُتّاب: (٢٣٢) عنواناً، توزعت على (٥٨٠) كاتباً، وفي الجزء الثاني (٢,١٥١) عنواناً، توزعت على (٧٢٠) كاتباً، وفي الجزء الثالث (٢,٠٠٠) عنواناً، توزعت على (٧٢٠) كاتباً من القدماء والمُحدثين، ويدلّ مجموع الأرقام المذكورة في الأجزاء الثلاثة، والذي بلغ (٦,٤٥٣) عنواناً، على مدى وفرة ما أسهم به أبناء الشيعة في هذه المنطقة خدمةً للفكر والعقيدة ومواصلةً لرفع صرح الحضارة الإسلامية، على حد رأي العلامة الراحل الدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي (رضوان الله تعالى عليه) حيث أشار إلى ذلك في تقديمه للجزء الثاني من هذا المعجم.

وقد اتّبع الباحث في تنظيم المعجم أسلوب ذكر اسم الكتاب أولاً مرتباً حسب الحروف الهجائية، واسم المؤلف رباعياً، مع ذكر مكان ولادته وتاريخ ميلاده باليوم والشهر والسنة، مع توثيق اسم الناشر ومكان النشر، وسنة الطباعة بالتاريخ الهجري والميلادي، وعدد صفحات وقياس الكتاب، أما الكتاب المخطوط فقد ذكرنا اسمه مع نبذة مختصرة لوصفه.

واشتملت الصفحات الأخيرة من كل مجلد على كشّاف خاص بأسماء المؤلفين الذين وردت أسماؤهم في ثنايا صفحات المعجم بأجزائه الثلاثة، واحتوى كل جزء من المعجم على أربعة وعشرين فصلًا وعناوين فرعيّة، وبلغت عدد صفحات الجزء الأول (٧٤٣ صفحة)، والجزء الثاني (٨٠٠ صفحة)، والثالث (٨٢٥ صفحة). وقدّم للجزء الأول سماحة الشيخ حسن الصفار، وللثاني العلامة الراحل الدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي (رضوان الله تعالى عليه)، وللثالث العلامة الشيخ حسين المصطفى.

وقد أظهر هذا العمل البيبليوغرافي بأجزائه الأربعة حجم وكثافة مشاركة المرأة في الإبداع الفكري والعلمي والأدبي في المنطقة؛ كما وثّق المعجم لعدد من الكتب والمؤلفات بلغات أجنبية متنوعة كالإنجليزية والفارسية والأوردية والسواحلية والإسبانية والصينية والأذربيجانية.

ودعا آل جميع جميع الكتاب والمؤلفين إلى التواصل معه وتزويده بمعلومات عن كتبهم ومؤلفاتهم المطبوعة في شتى الميادين المعرفية ليتسنّى له توثيقها ورصدها والكتابة عنها في معجمه. علماً بأنَّ المدة الزمنّية التي يوثّقها الجزء الرابع من هذا المعجم تمتدّ من بداية العام (١٤٣١هـ/٢٠١٠م) حتى نهاية العام (١٤٣٨هـ/٢٠١٧م).

وأوضح بأن المعلومات المطلوبة هي كالتالي: اسم الكاتب رباعياً، مكان ميلاد الكاتب، تاريخ ميلاد الكاتب باليوم والشهر والسنة، اسم الكتاب، اسم ناشر الكتاب ومكان النشر، سنة نشر الكتاب بالتاريخ الهجري والميلادي، عدد صفحات الكتاب وقياسه

هذا ويمكن التواصل مع المؤلّف عبر الجوال رقم 0508997949 أو البريدالإلكتروني hmaj5@hotmail.com.


error: المحتوي محمي