في صفوى.. 24 سيدة يتعرفن على التحديات التربوية التي تواجه الأسرة

تعرّفت 24 سيدة على أبرز التحديات التربوية التي تواجه الأسرة، وأهمها الأسلوب التربوي الذي يشكّل شخصية الابن.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقتها الاستشاري في العلاقات الزوجية نعيمة آل حسين، مساء يوم الخميس 23 جمادى الثاني لعام 1440هـ، في البرنامج السنوي “نبع الكوثر 11” الذي نظمه مركز البيت السعيد للتدريب الاجتماعي بمقره في صفوى.

وناقشت آل حسين خلال المحاضرة عدة محاور وهي؛ المحصلة على حساب المهمة التربوية، وظهور فجوة في التواصل بين الآباء والأبناء، وصراع الأجيال، وضعف القيم والأخلاق في الأسرة، وأهم أسباب الصراع؛ دخول الأبناء لمرحلة المراهقة وهي مرحلة التكليف، ووجود القيم والأخلاق الراسخة في الأبناء يولّد صراعًا داخلهم فيكوّن الرقابة الذاتية.

واستهلت آل حسين المحاضرة بتوجيه سؤال للحضور عن أهم التحديات التربوية التي يواجهونها مع الأبناء، والذين انحصرت إجاباتهم عنه في؛ اختيار الأصدقاء، والانفتاح، والفجوة بين الآباء والأبناء، فيما أضافت لها المحاضِرة الأسلوب التربوي الذي يتبعه الآباء.

وتحدثت عن الانفتاح وكيف أصبح البعض يقيّمون الإنسان ومكانته بما يمتلك وبما يلبس وبما يركب فإذا نقصه شيء من هذه الأشياء يؤدي إلى تدنّي مكانته الذاتية، مشيرة إلى أن طغيان الماديات والاستعراض جعل الأبوين يلهثان لمواكبة الأسر ليكون لهما قيمة ومكانة في مجتمعهم.

منوهة إلى أن نتيجة ذلك أن المحصلة كانت على حساب المهمة التربوية وضعُف دور المربي نتيجة انشغاله، فغاب عنه اكتشاف مواهب الأبناء أثناء لعبهم واكتشاف اهتماماتهم علمية كانت أو فنية أو غيرها وغاب توجيه الآباء لهم من هذه الناحية.

وأكدت أن هناك فجوة في التواصل بين الآباء والأبناء، متسائلة؛ من يسد هذه الفجوة؟
مؤكدة أن الأصدقاء، ووسائل التواصل الإلكتروني، والقنوات الفاسدة من الفنانين والمشاهير، ومشاهدة القنوات الفاسدة هي التي ستتكفل بذلك.

وتطرقت إلى صراع الأجيال، منوهة إلى أنه قد يرى بعض الأبناء أن تفكير أمه وأبيه بسيط وقديم وهما لا يعرفان شيئًا عن الحياة الحالية، وقالت: “إن هذا يحدث نتيجة الغياب وضعف التأثير، فيما يحتاج هؤلاء الأبناء إلى قدوة ونموذج، فمن يكون القدوة لهم؟”.

مضيفة: “عندما تتجلى رغبة الأبناء في عدم الجلوس مع الآباء تضعف القيم والأخلاق في الأسرة”، ناصحة بأخذ الإمام علي عليه السلام وبوصيته لابنه الحسن عليه السلام ففيها مسارات تربوية راقية.

وتناولت أهم أسباب الصراع بين الجيلين (الآباء والأبناء)؛ وهي دخول الأبناء في مرحلة المراهقة وهي مرحلة التكليف.

ونوهت إلى أن شخصية الطفل تتبلور خلال الـ7 سنوات الأولى، وقالت “ومثال على ذلك فحتى السيدة خديجة فقد توفيت بعد أن أكملت فاطمة الزهراء 7 أو 8 سنوات”.

وعرفت مرحلة المراهقة بأنها مرحلة الطيش والتفلّت واللامسؤولية واللاحدود، رغم أنها أصعب المراحل الانتقالية ومدتها 5 سنوات تقريبًا، مبيّنة أنه في هذه المرحلة العمرية يكون العقل والخصائص الجنسية والحافظة والناحية النفسية والروحية وتعلم القيم الدينية في أوجّها ونتيجة عدم وعي الأبوين بما يحدث للأبناء وبسبب الإهمال أيضًا تقوى هذه الغرائز مع وجود الفجوة.

ونصحت الآباء باتباع عدة نقاط في التعامل مع الأبناء في هذه المرحلة قائلة: “اقترب، امدح، اثنِ، شجع، وابتعد عن اللوم والتنبيه والعتاب والتجريح وغيرها”، مضيفة: “يجب أن يسند الآباء للأبناء مهامًا بالتدريج حتى لا يأخذهم الفراغ إلى طريق آخر، فهناك الكثير من المبادرات الشابة التي يجب أن ينخرطوا فيها مثل ملكة جمال الأخلاق وجائزة الإنجاز فرسانها شباب وشابات”، كما وجهت بإعطاء الأبناء قدوات يحتذون بها، حيث إن هذه المرحلة استقلالية فعدم احتوائهم والعصبية وعدم المصادقة معهم وعدم وجود الحوار بينهم أو مراعاة وتقدير مشاعرهم يجعلهم يلجأون إلى طرق أخرى ومنها تقنيات العصر ووسائل التواصل الاجتماعي.

ولفتت إلى أن وجود القيم والأخلاق الراسخة لدى الأبناء يولّد صراعًا داخلهم فيكوّن الرقابة الذاتية، موجهة بأنه يجب أن نواكب أبناءنا من خلال تأييد وتوضيح الحلال ورفض الحرام والدائم وغير الجائز، ما يتناسب وما لا يتناسب وقالت: “يجب خلق هذا الصراع الذي يساعدهم على المدى المستقبلي”.

وأمام كل هذه التحديات أوضحت الأسلوب الجاذب للأبناء والذي يتمثل في؛ الاحتضان، وإشباع الحاجات النفسية، والاحتواء، والقدوة، وتعليمهم ثقافة القرآن، ومنها؛ “المرء على دين خليله قل لي من تصاحب أقول لك من أنت”، وقول لقمان لابنه في وصاياه: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} فكلمة {يَا بُنَيَّ} لها أثر عظيم كما أن أسلوبه يجذب الأبناء في القرآن الكريم: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}، فكلمة واصطبر لا تعني صبرًا فقط وإنما أكثر من ذلك، وأيضًا قول الإمام علي لابنه “وجدتك بعضي بل وجدتك كُلي حتى كأن شيئًا لو أصابك أصابني” وغيرها من الأمثلة.

وأخيرًا ضربت آل حسين المثال والقدوة والنموذج ببيت علي وفاطمة عليها السلام فهم النموذج والقدوة، كما أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله كان والد فاطمة وجد الحسنين عليهم السلام وكان يغذي فيهما القيم والمبادئ والأخلاق رغم صغر سنهما فكان يصطحبهما إلى المسجد ليستمعا لخطبه، مؤكدة على عدة أشياء وهي: أن السجالات بين الآباء يجب أن تكون بعيدًا عن الأبناء، وأهمية مواكبة الأبناء ومشاركتهم أنشطتهم والطلب منهم تعليمك ما لا تعرفه، كما أوجبت على الأجداد سد الفجوة عند غياب الآباء إذا استطاعوا ذلك، وفي النهاية شددت على أنه يجب أن يعود دور المعلم وهيبته ومكانته فهو أحد العوامل المؤثرة في الأبناء.


error: المحتوي محمي