الحب داخل الصندوق الأسود

‏‎تمر الحياة الزوجية بفترة قد يلاحقها البرود والضجر، وربما ينتج عنها الاستغناء عن الأسرة والأبناء وقتل الحياة الزوجية.

‏‎استهوتني رواية كانت الأكثر مبيعاً في سنة إصدارها تحمل عنوان “قواعد العشق الأربعون” حيث بطلة الرواية “إيلا” بالصدفة تبادلت الرسائل الإلكترونية عن طريق تطبيقات النت مع شخص غريب كأنها داخل صندوق أسود لا تعرف عنه أي شيء حتى تحولت هذه الرسائل إلى “حب وهمي لا مفر منه” حيث إنها كانت تفتقد الحب مع زوجها وينقصها فتحول هذا الحب الوهمي إلى عدو في قتل وتفكك الأسرة.

‏‎الاستغناء عن الأسرة والزوج هو أيضًا ما رتبت له “إيمي” بطلة رواية “نسيم الصبا” حيث وصلت إلى رجل غريب من عدة رسائل إلكترونية عن طريق الخطأ مع سيدة لا يعرفها ذلك الرجل، فيرد عليها من باب الأدب والاحترام، فتشعر “إيمى” بالإنجذاب إليه وسرعان ما تتطور العلاقة بينهما، فكانت علاقتهما مشاعر وهمية تمثل كفرضية لا غير فتمكن الضجر أن يزحف إلى الحياة الأسرية إلى “إيمي” ويقتل العلاقة مع زوجها.

‏‎من الروايتين “قواعد العشق الأربعون” و”نسيم الصبا” الأكثر مبيعًا في العالم انفتح لي سؤال؛ لماذا الحياة الأسرية تنكسر بتأثير حب داخل صندوق أسود وهمي؟ هل يمكن أن تكون العلاقات في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تحمل أكثر مقدار من الشغف والفرح مقارنة بالحب الحقيقي على أرض الواقع؟

‏‎السبب الذي يجعل الكثيرين يصبحون ضحية في فخ الحب الوهمي من خلال شخص يلوّح لهم عن طريق التواصل الاجتماعي؛ لأن هذا الشخص الغريب يدَّعي أنه يصغي إليهم ويتفاعل بعواطفه وجوارحه، فعلينا نحن أن نصغي بعواطفنا إلى من حولنا ونحتويهم فسوف يسعون إلينا، فلا نجعل عواطفنا كالجبال القاسية بل نجعلها مرنة ونهتم بشعور من حولنا حتى لا يذهب ويبحث عن حب يفتقده في عالم افتراضي صندوق أسود وليس حقيقيًا ويتحول هذا الحب الوهمي إلى هوس يدمّر كيان الأسرة.


error: المحتوي محمي