أهم أسباب المشكلات العائلية

عادة ما تنشأ معظم المشكلات العائلية نتيجة لاحتكاك الأفراد فيما بينهم، وهي غالبًا ما تكسر حدة الملل والروتين وتنشط العلاقات الإنسانية، إذا ما تعاملنا معها بإيجابية.

ويصنف العلماء هذه المشكلات من ثلاث زوايا :
الزاوية الأولى: وهي تعبر عن وجهة نظر الرجل: الذي يعتقد بعدم تقدير الزوجة لأعباء زوجها وواجباته الاجتماعية، وعدم مراعاتها لأوضاعه المالية، واختلاف ميول الزوجة ورغباتها عن ميول ورغبات الزوج، وإهمال المرأة لشؤون الأسرة، ولعل من أظهر أسباب الطلاق، خاصة في المجتمعات الشرقية، ظهور الزوجة بمظهر المرأة “المسترجلة”، حيث كشفت بعض الدراسات أن أكثر من 45% من حالات الطلاق التي تتم حاليًا، يرجع إلى محاولة المرأة تمثل شخصية الرجل لتتحكم بشؤون البيت وتستولي على صلاحيات الرجل التقليدية في إدارته.

كما أوضحت هذه الدراسة التي شملت عددًا كبيرًا من حالات الطلاق أن الزوجة المسترجلة والمحبة للجدل، والتي تستعذب البحث عن المشاكل وإثارتها، وتحول بيتها لساحة معارك، رغبة منها في لفت أنظار الزوج إليها ولشخصها، إنما تحدث بهذا السلوك المقيت، ودون أن تدري، صدعًا لا يمكن رأبه إلا بالانفصال والطلاق، وهو عادة ما يلجأ إليه الزوج كملاذ أخير للخلاص من الجو الكئيب الذي خلقته تلك الزوجة.

وفي هذا السياق، يؤكد أن بعض الزوجات مصابات بما يسمى “عقدة الأنوثة”، وأن صاحبة هذه العقدة لا تعتني بأنوثتها من أجل زوجها، كما لا تعترف بقوامة الزوج وحقه الطبيعي في قيادة الأسرة، بل وتشعر دائمًا أنه يستضعفها ويمارس رجولته عليها، فتنفر منه وتحاول إثبات وجودها وكيانها ونديتها له، فتجلب بذلك على نفسها مشاكل عادة ما تحسم في النهاية لصالح الزوج.

إلا أن وجود مشاكل في كل منزل هو أمر طبيعي، لكن عددًا كبيرًا من الزوجات ينظرن إلى وقوع أي خلاف مهما كان صغيرًا على أنه كارثة، وهي بذلك تضخم المشكلة دون أن تدري، لتثبت لنفسها ولزوجها أن موقفها “صحيح” وأن موقفه “خطأ”.

وبهذا المعنى، فإن عددًا لا بأس به من الزوجات، ينكدن عيشتهن وعيشة أزواجهن بقصد تحسين وضعهن العاطفي ومكانتهن في بيت الزوجية، من دون أن يعلمن أن الأمور قد تنقلب ضدهن فيما بعد.

وفي الاتجاه ذاته، تخطئ الزوجة التي تعتقد أنها يمكن أن تشتري سعادتها الزوجية وهناءها من خلال لجوئها إلى السيطرة وتحكيم الرأي في مسار الأمور في بيت الزوجية، فالرضا والهناء ليسا في السيطرة على الآخرين، وإجبارهم على التقيد بأشياء لا يرونها صحيحة، إنما بالإقناع والمناقشة الهادئة.

وللأسف هناك نوع من الزوجات، ممن يشعرن بالرغبة القوية والإشباع الداخلي في إرغام الأزواج على التقيد بما يردن إرضاء لغرورهن، من دون أن يدركن أن تماديهن في هذا الأمر قد يدفع الأزواج إلى العناد والإصرار والتحكم أكثر من ذي قبل، مما يعمق هوة الخلافات والمشكلات بينهم.

أما الزاوية الثانية، فتعبر عن وجهة نظر المرأة التي ترى بأن تدخل الزوج في شؤون البيت هو أكثر مما ينبغي، وأن بقاءه فترة طويلة خارج المنزل أمر غير مقبول، وأن رغبة الزوج في الانعزال عن الآخرين أو الاختلاط في المجتمع المحيط به، أمر لا يقرره هو بمفرده.

ويرد العلماء العديد من المشكلات التي تواجه الأسرة ـ من وجهة نظر المرأة ـ إلى النظرة الدونية التي تعتقد المرأة أن الرجل ينظر لها للزوجة، وإلى تلفظ الرجل أمام الأطفال بكلمات غير لائقة، وانخفاض المستوى الثقافي والاجتماعي للزوج مقارنة بالزوجة، وعدم إعطاء الزوجة الحرية أو الثقة في تصرفاتها الشخصية، وعدم تعاون الزوج في محاولة الزوجة التوفيق بين عملها والوفاء بواجباتها نحو الأسرة.

أما الزاوية الثالثة ، والتي هي بمثابة أسباب يشترك فيها الطرفان، فتتلخص في تحكيم العاطفة أو المصلحة المادية عند اختيار الزوج أو الزوجة، وسوء فهم كلا من الزوجين لطباع الآخر، والمشكلات الجنسية والعاطفية، وتباين أسلوب كل منهما في تربية الأبناء، والخلافات بينهما حول المسائل المادية، وكذب كل منهما على الآخر، وتدخل أهل الزوج أو الزوجة في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالأسرة، هذا فضلًا عن مواقف العناد والأنانية التي يتخذانها، وفارق العمر وانعدام الحوار بينهما، والخلاف على عدد الأطفال الذي يرغب كل منهما في إنجابه، وعدم تحمل المسؤولية، وانعدام فهم كل طرف لشخصية الآخر، كما تتضمن إفشاء أسرار البيت، وإنفاق المال في غير محله، والعمل المرهق خارج المنزل.


error: المحتوي محمي