في سيهات.. «دكتور طمني» يجمع خبرة ١٤ عامًا للدبيس في طب الأطفال

تزاحمت المشاهد أمامه، واختلفت الحالات، لكنها انتهت عنده لنداء أبوي واحد “دكتور طمنّي”، لذا طوع قلمه لعلمه، أراد أن يترك أثرًا أو معلومة في كل منزل، ليكون مرجعًا لتهدئة القلق العاطفي الذي ينتاب كل أم وأب في حال تعب فلذة كبديهما بخبرة ١٤ عامًا.

“دكتور طمنّي” الإصدار الأول للدكتور الشاب نايف الدبيس، المتخصص في طب الأطفال، الذي تناول فيه مزيجًا من الشكاوى المعتادة التي تؤدي إلى زيارة الوالدين لأقسام الإسعاف، واضعًا إياها في قوالب تثقيفية.

وعن الفكرة، أوضح “الدبيس” أنها واتته أواخر عام ٢٠١٤، حين مر عليه من الزمن سنة كاملة منذ توليه إدارة قسم الإسعاف للأطفال بمستشفى الولادة والأطفال بالدمام، قائلًا: “في هذه المدة واجهت الكثير من المواقف الإنسانية – الطبية، فالقسم دومًا في حالة نشطة، إذ نستقبل بالمتوسط يوميًا ١٥٠٠ فرد بين طفل ووالديه”.

وأضاف أن المواقف تتشابه في شكلها الخارجي لكنها تتفاوت في نكهتها الاجتماعية بناءً على نوع الأسر التي تواجهها ونوع المشكلات الطبية التي يحضرون بها وشدة الحرج فيها، فقسم الإسعاف للأطفال يستقبل الرضع من عمر يومين إلى الأطفال بعمر ١٤ سنة، ويستقبل شكاوى بسيطة كالزكام والصداع، وأيضًا حالات توقف التنفس أو توقف القلب!

وتابع: “العنصر المشترك بين كل ذلك هو الحاجة للتثقيف الصحي، كان هذا باعثًا لي لتأليف الكتاب”.

هل كل دكتور في ذاته مؤلف؟.. «القطيف اليوم» طرحت التساؤل على “الدبيس”: “هل من المهم أن يتبنى الطبيب تفريغ معلوماته في مؤلفات تخدم العامة وتزيد من وعي المجتمع؟!”، فأجاب: “يبدو في السؤال أنه يحمل الجواب! هناك مرحلة قد أقول فيها إن ٥ سنوات من ممارسة الطب كفيلة بإعطاء أي طبيب حصيلة من الخبرات التي يمكن أن تتحول إلى نص مكتوب قابل للتداول! المعرفة العامة كائن حي ينمو مع مرور الزمن وغذاؤه هو الفكر الإنساني والخبرات العملية”.

وأضاف: “وبالتأكيد ليس كل طبيب يصلح أن يكون كاتبًا، ولكن يمكن تحويل خبرة أي طبيب إلى كتاب، وهنا أدعو المقتدرين على الكتابة إلى مقاربة الأطباء واستخلاص تجاربهم وتحريرها في قوالب الكلمات”، مؤكدًا أنه عاش حلم الكتابة عندما كان طالبًا بكلية الطب وكتب أول مقالاته حوالي عام ٢٠٠٠ بأحد المنتديات الإلكترونية.

وعن القادم، اختتم “الدبيس” حديثه قائلًا: “تستهويني فكرة تحويل قصص واقعية من العيادات إلى كتاب”.

من جانب آخر، تحدثت هاجر التاروتي، مدير عام “حكاية قمر”، الجهة الناشرة للكتاب، عن احتضانها له ما إن انتهى منه الدكتور نايف.

وأوضحت “التاروتي” سبب حماستها للكتاب قائلة: “لأننا في المجتمع العربي نفتقد التجارب المحلية فيما يتعلق بالكتب المهتمة بالتربية والأمومة والأبوة، والكتب الموجودة في السوق بعيدة عن واقعنا، والآباء الجدد بحاجة لأن يتعاملوا مع أبنائهم بتجارب مما نعيشه نحن، والعناوين التي اختارها المؤلف هي أشبه بمرجع لما يتعرض له أي منا”.

وأضافت: “الكتاب هو حقًا مرجع للآباء والأمهات، لذا اختير له مقاس ملائم لأخذه في التنقلات، والرحلات، والسفر، لذا فالكتاب جدير بالاقتناء مع كل المواصفات التي تم الحرص على توافرها كمنتج حديث وقيم”.

يشار إلى أن الكتاب سيطرح في الأسواق في غضون أسبوعين، وسيتم الإعلان عن تدشينه قريبًا.


error: المحتوي محمي