قبل 80 عامًا في القطيف.. تاجر الذهب يشتري غرامه بريالين والعروس تدفع له نصف مهرها

هل تخيلت يومًا أن تشتري جرام ذهب بريالين ونصف الريال فقط؟! أو أن تجهز ذهب عروس بقطع تملأ بها صندوقها بـ1500 ريال! وهل دار في مخيلتك أن منطقة القطيف التي تعرف الآن بجمال مصوغاتها الذهبية لم تكن تعرف صائغًا لها غير إثنين فقط؟!.. ذلك ما كشفه شيخ الصاغة في منطقة القطيف السيد ماجد ابن السيد حسين الصايغ، خلال حديثه عن “الذهب بين الحاضر والماضي” في استضافته ضمن فعاليات الملتقى الأول للأسر المنتجة في القطيف يوم الجمعة 17 جمادى الآخرة 1440هـ.

شيخ الصاغة
في بداية حديثه أوضح أن لقب “شيخ صاغة الذهب” يرجع لأشياء كثيرة؛ منها أنه المنظم وذو خبرة والذي يحدد الارتباطات بين الصاغة، كما أن اللجوء في جميع أمورهم يعود له.

وذكر أن أول شيخ للصاغة في القطيف كان أحسائيًا اسمه سليمان أبو عليان، أما أبرز شيوخ الصاغة فهما السيد كاظم الصايغ والسيد هاشم الصايغ.

وأشار إلى أن الحدود المسؤول عنها من تاروت وصفوى وسيهات، وهي الحدود الإدارية لمحافظة القطيف عامة.

اللؤلؤ يسبقه
أكد الصايغ أن القطيف قبل 100 أو 150 عامًا لم تكن تعرف تجارة الذهب، بل إنه كان المشهور عنها أنها كانت تتاجر في اللؤلؤ بتصديره للهند وغيرها من البلدان لتتم عملية التبادل بالسلع مقابل ما تصدره المنطقة من ذلك الإنتاج الثمين.

وأضاف أنه لم يشهد تلك الأيام إلا أن ما نقل له أن القطيف كانت تبيع اللؤلؤ وتشتري الذهب الصغير، منوهًا إلى أن أهالي المنطقة لم يكونوا يشترون الذهب حتى لو كان رخيصًا، بل أن أغلب مقتنياتهم التي جلبوها من الهند أو البحرين كانت مقتنيات بسيطة، حتى عرفته المنطقة بعد مدة وبدأت في عملية بيعه فقط.

اثنان من الصاغة
وأوضح أن صياغة الذهب بدأت من قبل 80 أو 90 سنة، إلا أنها كانت بدائية بلا مكائن، وقد بدأ تشكيل الذهب في “الصكة” على يد اثنين من الصاغة هم عمه السيد علوي الصايغ وسيد جعفر الصايغ.

وتابع قائلًا: “بعدها بدأت القطيف تتعرف أكثر على هذه المهنة فمارسها مكي الغريافي ومكي الدبه وسيد كاظم الصايغ وأولاده سيد حسين وعلوي وسلمان، وقد كان أكثر ما يصنعونه هو الذهب الخفيف مثل القلائد وبيت القرآن”.

ثمن بخس
وعن أسعار الذهب أكد السيد ماجد أنها كانت رخيصة جدًا فقد كان تاجر الذهب يشتري الكيلو الخام بـ4000 ريال أي أن الجرام بـ4 ريالات، مضيفًا بقوله:” أنا بنفسي رأيت والدي رحمه الله يشتري الجرام الواحد بريالين ونصف الريال، أي أن الكيلو كان بـ3000 ريال”.

وقال: “أنا أتحدث عن سعر كيلو واحد خام من الذهب الخالص، هذا الثمن البخس ارتفع، حتى أصبحنا اليوم نشتري الكيلو بـ200 ألف ريال”.

تشتريه بنصف مهرها
وعاد شيخ الصاغة بذاكرته إلى أيام طفولته، حين كان يعمل مع والده – رحمه الله – في محله، يقول: “كان يدخل لنا بعض الزبائن؛ أكثرهم من القرى، فيرسلني والدي رحمه الله لشراء الخبز والحلوى، وبمجرد أن يطلب مني ذلك أعرف أن زبونته هذه المرة عروس بكل تأكيد”.

ويضيف: “كانت النساء عند التجهيز لزواجهن يملأن “قفة” من الذهب، وتتنوع المصوغات بين القلادة و”القردانة” و12 معضدًا، كل ذلك بـ1500 ريال، علمًا بأن مهرهن 3000 ريال”.

وبين أن “الشبكة” لم تكن معروفة، وإنما المعروف هو الصباحة وهي إما مبلغ 200 ريال وقد كان مبلغًا كبيرًا في ذلك الوقت أو قطعة ذهب تهدى للعروس في صباح اليوم التالي لزفافها كهدية لها من زوجها.

مسميات
وعن مسميات الذهب القديم ذكر أن ما تشتريه النساء في أغلبه؛ القلادة والقردانة والمعاضد وحب الهيل وهو شبيه بالإسوارة التي تلبس في المعصم وهي أكبر من المعضد، والتراكي والخزامة.

على الذمة
وتحدث الصايغ عن جودة الذهب قديمًا، معتبرًا أن جودته الآن أفضل، مرجعًا ذلك إلى أنه في السابق لم تكن هناك رقابة تكشف المغشوش منه بل كان الأمر -حسب وصفه – على ذمة من يعمل الذهب، مشيرًا إلى أن البعض قد يضيف النحاس ولا يلاحظه أحد، أما الآن فلابد من المراقبة.

إضافات
وبين شيخ الصاغة أن ذهب الـ24 قيراط هو غير المضاف له شيء، أما بقية القيراطات يضاف لها النحاس بنسب محددة تحدد القيراط.

وأكد أنه لا يمكن أن يقل سعر عيار 14 أو 18 لإضافة النحاس، فجودة الصنع ترفع من سعره.

ذهب أبيض
وكشف أنه لا يوجد ذهب أبيض في أصله وإنما أضيفت للذهب الأصفر مواد حولت لونه للأبيض، من تلك المواد الروديوم، كما قد يضاف له الفضة بنسب قليلة.

ونفى أنه لا يكون للذهب الأبيض قيمة في بيعه كما يشاع، بل إن ما يضاف له يرفع قيمته، كما أن المصنعية ترفع من قيمة القطع.

البيع يفقده سعره
وبيّن الصايغ أن القطعة تفقد سعرها حين يرغب صاحبها في بيعها، والسبب في ذلك يعود إلى أن ثمن المصنعية يكون غير محتسب بعد الاستخدام، كما أن الأحجار التي رفعت من سعر القطعة عند شرائها لابد أن تزال عند البيع.

وكشف عن أن أسعار الذهب في سوق مياس مرتفعة نتيجة لارتفاع إيجار المحال التجارية.

مياس تسيطر
وفي ختام حديثه أجاب عن سؤال أحد الحاضرين؛ لماذا قوة سوق الذهب بدأت تتجه لمياس عوضًا عن الشريعة كما السابق؟ بقوله: أخوتنا من الأحساء أخذوا بالسيطرة على سوق الذهب في منطقة القطيف بكل نواحيها، فنحن نجد في مياس 34 محلًا وقريبًا سيفتتح محلان وفي صفوى 4 أو 5 وفي سيهات 9 محلات، ومجموعهم العام تقريبًا 60 محلًا تجاريًا موزعة داخل المنطقة، في حين أن أهالي القطيف نصيبهم 14 أو 15 محلًا فقط.


error: المحتوي محمي