في سياق متسلسل، طرح الدكتور فؤاد السني، الأستاذ الجامعي، عددًا من المتطلبات والمهارات الأساسية التي تتيح رسم منهج وخارطة طريق تحدد به متسابقات أخلاق البر التوجه الأمثل لهن نحو التخصصات المتوافقة مع رؤية 2030.
جاء ذلك في ورشة العمل التي أقامتها مسابقة “أخلاق البر” في نسختها التاسعة، مساء الخميس الموافق 21 فبراير 2019م بعنوان “مستقبلي الدراسي والمهني في ظل رؤية 2030”.
وتعتبر هذه الفعالية آخر الورش التي تقدم للمتسابقات في مسار التدريب الرئيسي، وتلتقي في محتواها مع أول الورش باستظلالهما بعنوان رؤية 2030.
وأعطى “السني” الحوار المفتوح مع المتسابقات مساحة لصناعة التدرج في المحتوى، بدءًا بطرحه لحالة العقل وطريقة التفكير والتي تختلف في حالة الثبوت وعدم الاستجابة للمتغيرات والمثيرات حولها، وبذلك لا تشكل أي تحدٍ ذاتي للشخص، حسب تعبيره، أو أن تكون متطورة تستغل ما يطرح من تحديات ونجاح وتقبُّل للمدرجات والتحديات المتعددة كالانتقاد وغيره.
وسلط الضوء على هيمنة المعلومات الضخمة في هذا العصر، والتي تعتبر كنوزًا ضخمة تمتلكها شركات القطاع الخاص وتستثمرها بشكل تجاري لتقييم توجهات المجتمع بعد تحليلها، والتي بدورها تكون أداة لتقديم الخدمات والبضائع المناسبة لهم.
وأكد “السني” الحاجة في استثمار هذه البيانات الضخمة لمحللي بيانات ضخمة متمكنين من طرح الأفكار والإذاعات التي تعبر عن خيال خصب، فهي أساس الوصول للنجاح ومن ثم السعادة.
وصنف مقومات التمكن من مهارة القرن بثلاثة مقومات؛ أساسيات العلوم وكان منها أسس تقنية المعلومات، والعمليات الحسابية، والثقافة المالية، وكذا مهارة مواجهة التحديات المعقدة كالتفكير الناقد وحل المشكلات والإبداع، وأيضًا مهارة اكتساب الصفات الشخصية كالوعي المجتمعي والمبادرة والمثابرة والتفكر والتخيل، في حين يرى أن من أهم الصفات الشخصية هو الشغف لما يحتاجه من تميز في العمل.
واستعرض “السني” دائرة مناطق العمل، مشددًا على أهمية البقاء في منطقة الأداء الأمثل كونها تمثل منطقة التوازن في الأبعاد المختلفة؛ دراسيًا ونفسيًا وماديًا وغيرها، بينما يرى أن الاقتراب لمنطقة الراحة يعني تدني مستوى الأداء وجودة العمل، وفي جانب آخر للدائرة ذكر أن ملامسة منطقة الخطر في حال تبني أمر “كتخصص”، يحتاج إلى مهارات وموارد أكثر مما تملكه، مما يضع الشخص تحت ضغوط متواصلة قد تكون عواقبها غير سليمة في بعض الأحيان.
وعن اختيار التخصص، تناول “السني” المراحل الثلاث؛ مرحلة ما قبل الجامعة، ومرحلة الدراسة في الجامعة، ومرحلة استخدام كل ما تمت دراسته في الحياة المهنية، منوهًا بأن الدارس يقوم بتحديد وجهته الدراسية خلال مرحلة ما قبل الجامعة ليتمكن من الدخول إلى سوق العمل بعد ٤-٦ سنوات، مما يعني الحاجة إلى الاطلاع واستشراف المستقبل ليتمكن الدارس من التخطيط السليم لدراسته، آخذًا في الاعتبار الإيقاع السريع للمعطيات في مجالات العلوم، وخصوصًا عند مواليد 2010 وما بعده والذي يسمى “جيل الألفا”.
وبالنسبة لاختيار التخصص الأنسب، أشار “السني” إلى ضرورة دراسة الطالب ما يتطلبه التخصص من قدرات ومهارات، وأن ينظر لنفسه بشكل عميق وجوهري للتأكد من توافق ذلك التخصص مع القدرات والإمكانات التي يتمتع بها الدارس، وما لديه من ميول مهنية وتوافقها مع طبيعة العمل لحامل هذا التخصص، وكذا معرفة سوق العمل وما توفره من فرص وظيفية بعد 4 – 6 سنوات من الدراسة، فاختيار عمل لا يتوافق مع قدرات أو مهارات الدارس، قد ينتهي نهاية غير محببة، منوهًا بأنه كلما كبر مستوى التداخل في هذه العناصر الأربعة كلما كانت إمكانية النجاح أكبر.
واستعرض العناوين الرئيسيّة التي وردت في الرؤية، والتي تؤثر على الدراسة، حيث أكد أن استعراض هذه العناوين وفهم مفاعيلها فيما تقدمه من فرص عمل في المجالات المختلفة، هو ما ينبغي أن نهتم به في قراءتنا لما تقدمه رؤية 2030 للدارسين في توفير وظائف جديدة نحتاج إلى معرفتها كونها تفتح آفاقًا جديدة وواعدة.
وفي ختام الورشة، كرمت إدارة المسابقة “السني”، وأكدت رئيس لجنة التدريب تغريد آل براهيم، أنه سيتم استعراض بعض مشاريع رؤية 2030 من قبل المتسابقات، وجدولة بعضها الآخر في اللقاء الميداني.