الزوجة هي من يختارها الزوج أو يختارها أهله لتكمل معه طريقه في هذه الحياة فتكون شريكةً لحياته وأماً لأطفاله، ومع تغيرات الحياة وظروف العمل والبيئة المحيطة فمحتمل أن يمر الزوجان بمراحل مختلفة وضغوطات قد تؤثر سلبًا على علاقتهما الزوجية وتنشأ فجوة بينهما والتي من الممكن أن تكبر مع الوقت، فعلى كلا الطرفين أن يسعيا لسد تلك الفجوة بترميم العلاقة الزوجية وتجديدها بهدف الحفاظ عليها كي لا يخسران بعضهما بمجرد ظروف عابرة ومؤقتة.
أيها الزوج فلتهمس في أذن زوجتِك كلَّ صباحٍ: أحبكِ يا أميرتي الجميلة، إن مبادرة الزوج بإهداء زوجته كلَّ يوم بعضاً من الكلمات اللطيفة فمن المؤكد أن ذلك سينعش العلاقة الزوجية، فالكلمة الطيبة لها أثر كبير على النفس حيث إن الزوج بتلك الكلمات سيملك قلب زوجته، فعندما يعطف الزوج في كل الأوقات على زوجته ويمدحها بكلمات الإطراء والغزل بدلاً من الذم والكلام الجارح فإنه سيملأ قلب الزوجةِ سعادةً ورضًا.
من جهةٍ أخرى، فإن الزوج كما الزوجة يحتاج للحب والحنان والإطراء والمديح ولكلمات الغزل، أيتها الزوجة فلتمدحي زوجكِ في كل وقت، قولي له مثلاً: أنت أنيقٌ وجميلٌ، فالمرأةُ لتأسرُ قلبَ زوجها بحنانها ومحبتها الصادقة وبرقة عواطفها ومنها سيتعلم معنى الحب الحقيقي، فالرجل بالواقع يتعلق بالمرأة دائمًا بسبب مشاعرها الجياشة أكثر من تعلقه بها لجمالها، فترى الرجل ربما ينفر من زوجته ويتهرب منها بالرغم من شدة جمالها وقد يكون السبب هو قسوتها أو جفاف مشاعرها، وأركز أيضًا على أن نقطة ضعف الرجل المخفية هي إبراز رجولته فعلى المرأة أن تُشعِر الزوج برجولته وأن تستظل دائمًا بظله، أيتها الزوجة اهمسي له: أنت سيدي وتاج رأسي ولتبيّني له أنكِ لا تسطيعين الاستغناء عنه ولا العيش من دونه فبالفطرة هو يسعى لإظهار سلطته في البيت على زوجته وعياله.
ومن المخجل في هذه الأيام أننا نجد الواقع قد اختلف تمامًا خصوصًا مع بيئة الاختلاط بعد ظهور السوشيال ميديا وسوء استخدامها، فنرى بعض الأزواج يتغزلون في النساء الأجانب ويلاطفونهن بدلاً من زوجاتهم، ونرى بعض الزوجات يظهرن الغنج والدلع على الرجال الأجانب ويرفعن الحواجز معهم بدلاً من أزواجهن، وهنا الموضوع يطول.
وأختتم مقالي بتقديم النصيحة لكلا الزوجين؛ أنه يتوجب عليهما أن يسعيا للمحافظة على علاقتهما الزوجية من الانهيار وذلك بحسن المعاشرة والاحترام المتبادل، ولا يخفى علينا أيضًا أن سر السعادة الزوجية وزيادة المحبة والألفة بين الزوجين يكون بقيام البيت على محبة الله وطاعته ومحبة نبيه وأهل بيته (ع)، الذي بيد الله سبحانه وتعالى أن يوفق ويبارك الزواج ويجمع بين القلبين، كما أن للمعصية أثرًا عكسيًا على الزوجين مما ينتج عنه كثرة المشاكل وعدم الاستقرار بين الزوجين فنصيحتي لكل زوج ولكل زوجة تجنب تلك المعاصي التي قد تخلّف بينهما آثارًا سلبية عظيمة والتي قد تسلب الراحة من حياتهما وتزرع بينهما العداوة بدلًا من الألفة والمودة.