من حقِّي يا أخي..

من حقيَ يا أخي كما هو حقكَ أن يكون ليَ رأيٌ وقرار واختيار..
من حقي كما هو حقك يا أخي أن يكون لي طريقٌ ومسلكٌ ومنهاج..
من حقي أن يكون لي أصدقاء وعُصبةٌ ورفقاء..
ومن حقي الاختيار فيما أريد لنفسي لا ما تريده ليَ أنت.. من حقي التفصيل والتفضيل والتفسير والتأويل..
من حقي المعارضة والاختلاف والمؤازرة والتحالف..
من حقي الكلام والسلام والتبجيل والاحترام..
من حقي الالتزام بمبادئي وقناعاتي وآرائي..
من حقي التفكير والتعبير عن فكرتي والعمل بها وإثبات صحتها وصوابيتها..

لماذا نستنكر على بعضنا الحقوق الفطرية والمكفولة بطبيعتها دون قانون أو شرعة؟

لماذا نخصص ونوجه الحب والكراهية.. والحق والباطل.. والثواب والعقاب والعتاب والحساب إلى حيث نهوى ونريد؟

لماذا لا نكون سواء بسواء؟ لماذا لا نجعل من حقوقنا نقاء.. واختلاف توجهنا التقاء؟

لماذا لا نكون رفقاء متحابين بدلًا من أن نكون فرقاء متباغضين؟
لماذا نجعل التوجس والريبة هما الدرع والسلاح؟ ماذا لو فتحنا الصدور.. وفرشنا الأرض سلامًا وابتسامًا؟ وصبرنا بحلم.. وحلمنا بصبر.. وأنصتنا حيث يتكلم الآخر.. وتكلمنا حيث يستمع الآخر.. ثم نلتقي حيث نتفق.. ونتفق لنلتقي.. برغبة ومحبة.. وآمان واطمئنان.. هل في ذلك بخس ومهانة لكرامة؟ أم أنه حفظٌ للمكانة والأمانة.. والألفة..


error: المحتوي محمي