كُن نفسك، أنت لست العنوان الذي أعطيته لنفسك، أو أعطاه لك الآخرون.
أنت لست اكتئابًا أو قلقًا أو إحباطًا، أو توترًا أو فشلًا.
أنت لست سنك أو وزنك أو شكلك أو حجمك أو لونك.
أنت لست الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل.
أنت أفضل مخلوق خلقه الله عز وجل.
فلو كان أي إنسان في الدنيا حقق شيئًا؛ يمكنك أنت أيضًا أن تحققه بل وتتفوق عليه بإذن الله تعالى.
وتذكر دائمًا أن الليل هو بداية النهار، والشتاء هو بداية الصيف، والألم هو بداية الراحة، والتحديات هي بداية الخير.
والتفاؤل بالخير هو بداية القوة ،. ويتحقق هذا بالاهتمام والاحترام فإن زالا فإن الإنسانية أصبحت في الهاوية.
فالاهتمام يُمنح فقط بقدر المحبة، بقدر الاشتياق بقدرك أنت فى القلب، هو صفةُ لا يمكن لأحد أن يتصنّعها.
فلا تحاول أن تُجبر أحدًا على الاهتمام بك فتُصبح كمن يسقى شجرة صناعية وينتظر منها أن تثمر.
هنا نتساءل: هل يمكن عند غياب الاهتمام، أن نُطالب به؟
من وجهة نظر الأخصائي النفسي منتصر نوح؛ فإن الاهتمام تحت الطلب يثير الغضب؛ فعندما نعتاد اهتمام شخص ما، ومن ثَمّ نفقد هذا الاهتمام ونحاول أن نطلبه، يثير ذلك غضب الشخص ذاته؛ لأنه يشعر حينها أن الاهتمام أصبح واجبًا مفروضًا عليه، وأنه صار مُلزَمًا به، وتأتي دائمًا النتيجة عكسية؛ فنلاحظ تجاهل الشخص بشكل أكبر؛ بل في بعض الأحيان إذا جاء الاهتمام تحت الطلب وقام الشخص ذاته بالاهتمام؛ فالطرف الآخر لا يشعر عندها بالاهتمام؛ لأنه يراه غير حقيقي وغير نابع من إرادة الشخص المهتم؛ بل فعله تحت الطلب، وبالتالي لا يكون له طعم.
الاهتمام لا يعني كثرة الأسئلة ولا يعني أن نعرف كل تفاصيل حياة من نهتم بهم، الاهتمام ينبع من القلب يجعلنا نفكر، نشتاق، نبحث، نقلق، ولو من بعيد.
لا يستقيم الحب إلا على ساقين، ساق الاهتمام وساق الاحترام إذا فقد أحدهما فهو حب أعرج فما بالك بمن يفقد كليهما!
هل يلام؟؟؟؟
{نستطيع أن نقول إن الإنسان لكي يُحترم}
لابد أولًا أن ينجح في احترام نفسه، وعندما يحترم نفسه أكيد سينجح في احترام الغير، وهذا ما يجعل الشخص مسؤولًا كل المسؤولية عن ما آل إليه الوضع من مكانة عند غيره لأنه من لم يحترم نفسه فأكيد لن يحترمه أحد.
الاهتمام بالآخرين حاجة نفسية إنسانية تمنح الإنسان الشعور بالأمان والثقة وتعمق روابطه مع المحيط، في حين أن غياب الاهتمام يقود إلى برودة المشاعر والجمود واللامبالاة، بل إلى أشكال متنوعة من الأمراض النفسية والجنوح.
فما هو جوهر الاهتمام؟
جوهر الاهتمام الحب، فالشخص المحبوب هو الشخص الذي يحظى باهتمام من يحب، علمًا أن الحب هو الشكل المكثف من الاهتمام،. كما يعني في الوقت نفسه العطف والحنان، والأطفال بشكل خاص يحتاجون إلى مثل هذا النوع من العطف والحنان الذي يشتمل على اللمسات الجسدية، وهم عندما يحصلون على «وجبتهم اليومية» من اللمسات والكلمات الطيبة ينمون انفعاليًا بشكل أفضل، كما أن الكبار يحتاجون إلى الاهتمام، فالحنان الذي يحصل عليه الكبار من محبيهم يجعلهم مشحونين بالطاقة أكثر ويحصنهم ضد مشاعر القنوط والحزن، فما بالك أن فقد الاهتمام والاحترام بين الزوجين، كيف ستكون الحياة بينهما؟!
ﻻ ﺗﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺔ ﻗﻠﺒﻚ، ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺿﻌﻔًﺎ ﺑﻞ ﻗﻮﺓ، ﻓﺎﻟﺠﻮﻫﺮﺓ ﻻ ﺗﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺑﺮﻳﻘﻬﺎ، فهل فكَّرت أن تُصبح مميَّزًا لمن تعرفهم؟
هل تتمنى أن تجعلهم يتمسَّكون بِكَ كتمسُّكهم بالذهب والألماس على مرِّ الزمن، وأن يقدروك فتَسكن عقولهم وقلوبهم؟
الأمر يسير؛ اهتمَّ واترك أثرًا.
كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذا تبادل الحديث مع أحد أو جاءه شخص يطلب شيئًا استمع إليه، بل إنه كان يُحرِّك كل جسده تجاهه، ويظل منتبهًا لما يقول؛ ليُشعِره باهتمامه، وليطمئن مَنْ يحادثه، ويترك في نفسه شعورًا جميلًا.
لا تكن شخصًا عاديًا ولا تكن كنسخة احتياطية وزائدة، لا تمثل دور الثقيل وتكون عبئًا على الآخرين ولا تكن كالريشة يستهان بها، عش حياتك وكأنك قطعة نادرة لا مثيل لها باحترامك واهتمامك لمن حولك وأحبابك وكأنك فرصة واحدة لا تتكرر مرتين، فالحياة قصيرة فحاول أن تصنع بصمتك فيها.