الأخوة رابطة تجسير للمحبة القوية، الأخ هو المنقذ الأول عند انقلاب الزمان فهو يفرح لفرحك ويحزن لحزنك، لكن ربما في كثرة زحمة المشاغل في الحياة فإن الأخوة الحقيقية بدأت تضعف إلى أسباب ربما تكون تافهة إما مادية أو عائلية بسبب زوجات الأخوة أو اختلاف الرأي أو ربما النزاع على تركة الإرث.
فنجد الأخ في قطيعة وخصام مع أخيه بل يتعدى الأمر بأن يفرح لمصيبة أخيه فلا يكون الأخ الظهر الذي يسندك ولن تجده المنقذ عند الشدائد، بعض الأوقات المقال والسرد في الكلام يكون كلاسيكيًا ويصعب على الأذن تقبله ولا يكون مشوقًا فتعمد الكاتب أن يوجه رسالة تحمل معنى علاقات الأخوة حتى يبقى دور الأخ إيجابيًا في حياتنا عن طريق قصة.
عزيزي القارئ الكريم، لا يهمنا مدى صحة القصة كانت حقيقية أم خيالية المهم أخذ الحكمة والفائدة فربما نسمع قصصاً غير حقيقية لكن لها حكمة تؤثر إيجابيًا على حياتنا، وفي الضفة الأخرى نسمع قصصاً حقيقية يكون لها مردود سلبي، فالله سبحانه وتعالى يصف رابطة الأخوة بأنها رابطة قوية والأخوة عينك الثانية والسند الحقيقي في الحياة وأجمل ما في الحياة وجودنا بين أخوة وأخوات نعمة كبيرة تستحق الشكر من الله.
عندما قال الله تعالى في حق الاخ «سنشد عضدك بأخيك» هارون يدعم أخيه نبي الله موسى، وأيضا في دعم الأخت إلى أخيها فإن أم موسى أوصت أخت النبي موسى (عليه السلام) بأن تراقب أخيها قال الله تعالى: {وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}.
تحضرني قصة كما أشرت ليس اهتمامنا من توثيقها ما يهمنا أخذ العبرة والحكمة:
كان لقرية بئر يشربون منه الماء، لكنهم كلما أدلوا دلوهم داخل البئر ليجلبوا منه المياه خرج الحبل بلا دلو، تكررت الحادثة وصارت تمثل إزعاجًا لأهل القرية؛ لمعرفة السبب في ذلك، حتى قالوا إن البئر مسكونة من الجن، وقالوا فيما بينهم لا بد أن يدخل أحد إلى هذا البئر ويأتينا بالخبر.. وجاء فتى للقيام بهذه المهمة لكنه اشترط أن يمسك أخوه الحبل معهم، فاستغرب أهل القرية من طلبه وهم مجموعة أقوياء وقادرون على سحب الحبل، فأحضروا أخاه بناء على طلبه ودخل الرجل البئر فوجد قردًا يفك الدلو داخل البئر، فحمل القرد على رأسه ولم يخبرهم ثم سحبوا الحبل ونظروا فوجدوا شيئًا غريبًا يخرج من البئر فظنوا أنه شبح جني، فتركوا الحبل وولوا هاربين ما عدا أخاه الذي ظل متمسكًا بالحبل خوفًا على أخيه من السقوط، ثم خرج الأخ من البئر وعرف جميع أهل القرية أن الله جعل الأخ هنا سببًا لنجاة أخيه.
فلا يغرنك كثرة من حولك فلن يتفقدك ويبحث عنك ليطمئن عليك مثل أختك وأخيك فاحرص على أن تكسب ودّهما، فلن تجد من يتقصى أمرك مثلهما ويجدر بنا أن نحرص على توثيق علاقتنا بأخواننا وأخواتنا في زمن أصبحت العلاقات متفرقة ومنهارة وعلى أتفه الأسباب.