مجتمعنا ذو تقاليد وقيم

لقد فقدت قهوتي طعمها هذا المساء، لذا تركتها وبدأت بكتابة هذا النص متسائلة: هل أصبح الحياء علامة تخلف في هذا الزمن؟!

أيها البعض الأعزاء لا تهينوا ولا تتهاونوا بالمبادئ والقيم لا كثيرًا ولا قليلًا! اعذروني فالفكرة التي سأطرحها كانت تحبس أنفاسي وتربكني كلّما حاولت استحضارها، بصدق يحزنني ما آل إليه الوضع العام في المجتمع. فالوضع أصبح مؤرقاً والحياة في ظل هذه الأخلاق المتدنية أصبحت فاترة تخلو من المسؤولية وتتسبب في تنشئة جيل ضائع لا يعي المبادئ.. كنت أحسب أن شيئًا يبقى كما هو، حين لا نتغير نحن ويتغير الآخرون ولا أعلم لماذا؟!
ترى هل أجرب جرأتي الأدبية وأفضفض؟! آملة قبول النص بوقار وحشمة.

لعل نصي هذا يصنع جرحاً يحتاج القارئ لوقتٍ غير قصير كي يُشفى من إغماءته وغيبوبته، أحاول أن أعيش النص لأسمع نبضات حروفه وهكذا باختصار يمكن القول: إنَّ مقالي هذا قد يتميّز بأسلوب الأكثر قدرة على الإيصال بفكرتي الجريئة، ومحاولتي الجادة بالغوص داخل الحدث ورسمه من الأعماق، وقد اعتمد على اللحظة الصادقة!حيث تتفاوت درجات الاستيعاب والفهم عند البعض بتفاوت الوعي والإدراك لما يداهمنا من ثقافات وسلوكيات وافدة مستوردة، والبعض يمضي في متاهات معقدة ولعله يصل بالأخير لينهي قداسة هذه التقاليد والقيم التي كانت ثابتة راسخة يومًا ما.

قد يعتقد البعض أن الحرية لغز تم ابتكاره، بينما يتوهم الآخر أنه حر لجهله بالحتميات التي يخضع لها، وكأن حريته تنتهي عند حرية غيره.. دعونا نستدرج ما هو نقي حولنا لنسعد بموروثاتنا، دعونا نرى الورد دون الشوك، دعونا نرتقي بالمبادئ والقيم لنحافظ على العفة والحياء ونزيد الأرض جمالًا. حيث لا أحد غيرنا يدمر جمال هذه الأرض ويشوه صورتها ونحن لا نرضى بذلك.

ليس هناك ثمة متسع للتجاوز والتطاول نحو القيم والمبادئ، فنحن مجبولون على احترامها وتقديسها. ولسنا بحاجة للقول: إن التقاليد والقيم من عفة وحياء تعد الخط الدفاعي الأول للمجتمع من الاندثار، وتتجه الآن صـوب التأثير على المجتمع من الناحية الأخلاقية والتي تتصادم بعض قيمها مع أعرافنا. وذلك لما يجري هذه الأيام فنلمس ونشعر أن الحابل قد اختلط بالنابل، الكل يتحدث في كل شيء ومما هب ودب، نحن نعيش اليوم تغيرًا سريعًا، فإذا كان كياننا في هذا الاتجاه فستكون الحياة بلا قيمة، باختصار لا قدر محتم علينا سوى احترام مبادئنا.

علينا أن نلغي تجاوزنا وبعض الإسقاطات الطارئة، وليس علينا أن نخفي وننكر تقصيرنا، بل نعتذر ونحاول الوصول لأبعد ما نعطي أرضنا، وننحني لكل جميل فيها باحترامنا لعاداتنا وتقاليدنا، وعلينا أن نكون أحرارًا في قول كلمة الحق حتى حينما تكون سيفاً.. لعلي أقول: إن المبادئ بما فيها الحياء والعفة ليست بضاعة نهرج بها علنا للآخرين لنربح أكثر.. عفوا لنتمرد ونتجاوز أكثر.. مع المعذرة من الجميع والأخص البعض فلقد حاولت جادة بكل ما أملك من جرأة وحياء أن أصمت وأتحفظ وحين وجدت نفسي عاجزة عن الصمت طيلة الفترة التي مرت بكيت وتحسرت وهمست قائلة: كم كانت صعبة هي اللحظة التي لمحت فيها عقارب الساعة تزحف نحو الثواني التي نتنازل فيها عن مبادئنا؟ وعفوا لا تفهموني غلط.


error: المحتوي محمي