وجد القائمون على متحف علي بن الملا عبدالله آل محيف للصور في مدينة سيهات، أنفسهم في حيرة من أمرهم بعد رحيله، في كيفية التعامل مع مئات الصور لشخصيات أصبحت في عداد المجهولين، وينتظرون من يتعرف عليهم من زوار متحفه الذي يحتوي على عشرات الآلاف من الصور التي التقطها أو قام بتجميعها على مدى عقود من الزمن.
وترك الراحل أكثر من ٢٠٠ ألبوم يتسع كل واحد منها لـ٥٠ أو ١٠٠ صورة ضوئية غير ملونة وأخرى ملونة، وواجهت القائمين مشكلة تتمثل في عدم القدرة على التعرف على أصحاب هذه الصور، حيث إنها لا تحمل اسماً ولا لقباً ولا حتى كنى.
ويقول السيد نجيب السيهاتي المسؤول الإعلامي عن متحف علي آل محيف لـ«القطيف اليوم»: “إنّ نسبة الصور المعروف أصحابها، والتي تركها المرحوم تحتل الجزء الأكبر، وبعد رحيله حاولنا البحث ومعرفة أصحاب الصور الأخرى المجهولة من خلال زوار المتحف، ولكن لا تزال عملية جمع صور الأحياء والأموات لأهالي سيـهات مستمرة لإضافتها للمتحف”.
ويبين أن بعض العوائل من خارج سيـهات تعرفت على صور ذويها بحكم جذورها التي تعود إلى المدينة منذ سنين طويلة، كما أن هناك عائلة من سلطنة عمان جاءت تبحث عن صور ذويها لأنها اكتشفت أن أصولها تعود إلى المدينة ذاتها، وكذلك الشأن في البحرين.
ويضيف أن في المتحف نوعين من الصور؛ الأولى حفظت في ألبومات مجهولة الأسماء، والأخرى محفوظة ببرواز ومعلقة على جدران المتحف ومعروف أصحابها وذلك بكتابة الاسم على كل صورة، لافتاً إلى أن عدد الصور التي جمعها المرحوم بحدود ٦٠٠٠٠ صورة ما بين ألبومات، وصور كبيرة، طيلة ٦٠ عاماً كان قد بدأها بعمر الثامنة عشْرة.
والزائر للمتحف يلاحظ أن المرحوم آل محيف كان مولعاً بهواية التصوير منذ صغره إذ يُعدّ من أوائل المصورين بالمنطقة حينذاك؛ حيث كان يُبحر عبر السفن لتحميض أفلامه في البحرين رغم التكلفة الباهظة التي كان يتكبدها، ومنها كان يزور أقرباءه.
ويضم المتحف صوراً بمختلف المقاسات لعلماء دين، وخطباء، ووجهاء، وأساتذة وشخصيات اجتماعية من القطيف عامة وسيهات خاصة ومن مختلف الأعمار، كما يضم العديد من كاميرات التصوير القديمة ومتعلقاتها التي أقتناها المرحوم طيلة حياته.
ويوضح السيد نجيب أنّ بعد رحيل آل محيف قبل نحو ٤ سنوات، ومع التقنيات الحديثة جمعوا ما يقارب ٥٠٠٠ صورة مطبوعة، كما أن هنالك صوراً لا تزال في “الهاردسكات” تنتظر دورها في الطباعة، مبيناً أن أمنية المرحوم أن يصل عدد الصور فوق ١٠٠ ألف صورة، إلى جانب تأسيس متحف في سيهات خاص بالصور وملتقى للعوائل التي ترغب بمشاهدة صور ذويها.
أشهر صور المتحف
أما عن أشهر الصور في المتحف فهي صورة مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز في الظهران والعديد من العوائل المعروفة، مبيناً أن كل صورة من صور الشخصيات القديمة كانت له معها قصة أو لها قصة خاصة بها، ونحن نحاول نستذكرها عبر من يعرفهم من كبار السن.
فيلم
ولفت السيهاتي إلى أنهم بصدد عرض فيلم يحاكي قصة المتحف، وذلك ضمن مهرجان الأفلام القصيرة في مركز إثراء، إهداءً لروح الفقيد، مشيراً إلى أن أبناءه محمد، وجعفر، وحسين، وعبد المنعم يحاولون جاهدين إكمال مسيرة والدهم المرحوم، وذلك بجمع الصور والاحتفاظ بصور زوار المتحف كذلك. أما السيد عدنان شبر فهو يتولى عملية أرشفة الصور وكتابة أسمائها.
وتمنى السيد نجيب السيهاتي، أن يزور المتحف عدد كبير من الزوار؛ ليتعرفوا على الصور ويساعدون في تدوين أسمائها المجهولة.
بعض الصور التي يبحث القائمون على المتحف عن هوية أصحابها: