توثيق ببليوغرافي لآثار العبدالجبار القطيفي… في 345 صفحة

انتهى الباحث نزار آل عبدالجبار من إصدار كتابه “الشيخ محمد آل عبدالجبار القطيفي.. توثيق ببليوغرافي بآثاره المخطوطة والمطبوعة”.

ويتكون الكتاب الصادر عن دار أطياف للنشر والتوزيع من مقدمة كتبها سماحة الشيخ حسن الصفار، وفي الفصل الأول ترجمة للشيخ محمد، والفصل الثاني تراثه، ومختصر المصنفات، ونُسّاخ مؤلفاته، ووقفيات مصنفاته، ومسائل منه إلى الشيخ أحمد الأحسائي والسيد الرشتي، ثم ملاحق تحتوي على الوثائق والتملكات، ومصورات المصنفات.

ويتكلم الكتاب في 345 صفحة عن الشيخ محمد آل عبدالجبار؛ القامة الدينية الشامخة، والوجه العلمي المشرق في تاريخ المنطقة الخليجية، حيث إنه من أغزر علمائها إنتاجاً وتصنيفاً، حيث يربو عدد مؤلفاته على (130) كتاباً ورسالة، منها ما يقع في عدة مجلدات، كشرحه لأصول الكافي، (هدي العقول إلى أحاديث الأصول) الذي جاء في خمسة عشر مجلداً، وكتاب (البارقة الحسينية) في العقائد الذي يقع في مجلدين، وكذلك كتابه (الرد على النصارى) بمجلدين.

ويستطيع المتمعن في كتب آل عبدالجبار أن يعي أن الكتابة والتأليف كانت جزءاً أساسياً من برنامجه اليومي، حيث لا يقطعه سفر ولا حضر عنها، فهو يشير في بعض مؤلفاته إلى أنه كتبها في طريق سفره براً أو بحراً، أو في بعض المناطق التي سافر إليها، بعيداً عن مكتبته ومصادر بحثه، لأنه كان كثير الترحال والسفر.

ولفت الباحث نزار آل عبدالجبار خلال رصده تواريخ إنجاز بعض مؤلفات آل عبدالجبار إلى أنه ربما ألّف عدة كتب ورسائل في شهر واحد، بل وفي أسبوع واحد، فقد أرخ إنهاء كتابه (الشهب الثواقب لرجم شياطين النواصب) بتاريخ 10/2/1246هـ، وإنهاء كتابه (الشوارق الحسينية) بتاريخ 12/2/1246هـ، وإنهاء تصنيفه رسالة (العمدة في استنباط الحلال والحرام) بتاريخ 15/2/1246هـ، كما يقول الشيخ حسن الصفار في تقديمه للكتاب.

وبقول: “إن إنجاز ثلاثة كتب ذات مادة علمية، في مجالي علم الكلام وعلم أصول الفقه، في زمن قصير، وفي حال السفر، يدل على تمتعه بدرجة عالية من النشاط، ومستوى متقدم من استحضار المطالب العلمية، حتى لو افترضنا أن تلك التواريخ كانت لإتمامها، وأن البدء فيها كان قبل ذلك”.

ويأتي الجهد الذي بذله الباحث نزار آل عبدالجبار، في إعداد هذا التوثيق البيبلوغرافي لكل آثار الشيخ آل عبدالجبار المخطوطة والمطبوعة، كخطوة مهمة على طريق تحقيق أمنية منشودة طال انتظارها وهي أن يوفق الله الباحثين والمهتمين بالتراث، من تحقيق ونشر تراث هذا العالم الجليل.

من جهة أخرى، يظهر مدى الجهد الذي بذله الباحث لرصده آثار الشيخ ومؤلفاته، وجمع أكبر قدر من المعلومات عن كل كتاب ورسالة، تشمل بيان موضوع الكتاب، وتاريخ تأليفه، وأماكن نسخه، وأشخاص الناسخين، وتواريخ نسخهم، وأنه مطبوع أو مخطوط، ونصّ الوقفية المكتوبة على الكتاب إذا كان موقوفاً، وبعض الأسطر من بداية الكتاب.


error: المحتوي محمي