في القطيف..باوزير ترسم دائرة السعادة لأمهات المستقبل في أخلاق البر

عرضت المدربة والمحاضرة في الأصالة الدكتورة عائشة باوزير أربعة جوانب للسعادة في دائرتها في المحاضرة التي نظمتها مسابقة أخلاق البر ضمن مسارها التدريبي التاسع، والتي حملت عنوان “الأسس التربوية لأمهات المستقبل” مساء يوم الجمعة 8 فبراير 2019م.

وافتتحت باوزير المحاضرة بومضات تساؤلية تحتاج لبحث وتأمل، مستفهمة عن معرفة الذات من أنتي؟ وماذا تعرفين عن نفسك؟ لماذا نتناول مفهوم أمهات المستقبل؟‎

وحول هذه التساؤلات بيّنت أهمية فهم الذات والتي اعتبرتها نقطة الانطلاق نحو التطوير، بدايةً بالثقة بالنفس، والتي تتطلب أولاً فهمًا حقيقيًا لذواتنا من خلال معرفة قيمنا، وحاجتنا، وطبيعة سلوكنا.

وأشارت إلى أن دائرة السعادة في حياتنا تحتاج منا لتقوية جوانبها الأربعة، وهي؛ الجانب المادي، والعقلي، والروحي، والاجتماعي، ‎متطرقة لأهمية القيم التي توجه كل قرار نتخذه في حياتنا، وتحدد المعاني التي نعطيها لمواقف الحياة، وكذا أهميتها في توجيه التصرفات والسلوك.

ولفتت إلى أن أكثر الناس قدرة على تطوير الذات هم الذين يعرفون قيمهم، ويتمسكون بها ولا يكتفون بالإعلان عنها، بل يعيشون بموجبها، محددة‎ نوعي القيم، وهما؛ قيم الغاية التي تصل للمشاعر مباشرة، وقيم الوسيلة التي توصلنا للغاية؛ أي أنها لا تصل لنا بطريقة مباشرة، ‎كما عددت مصادر القيم في حياتنا بين الدين، والأسرة، والمدرسة، والإعلام، مبينة أهمية هذه المعرفة التي تحدد نوع الحياة التي نعيشها، ونوعية المشاعر التي نحتاجها تبعًا لذلك.

وقالت عن معنى‎ القيم وأهميتها: “كلما زاد إدراكنا بقيمنا كلما كنا أكثر قدرة لمعرفة من نحن وماذا نريد”، مستعرضة بعض الأمثلة للقيم الإنسانية الداعمة، والمحفزة للذات كسعة الإدراك، والثقة، والتركيز، والحرية، والتوازن، والإصرار.

وفي جانب آخر طرحت باوزير الاختلاف ما بين الرؤية والرسالة، فبينما اعتبرت الرؤية غاية نوعية غير محددة بهدف، ومثلتها بالإطار العام للحياة المستقبلية التي يسعى لها كل فرد، أشارت إلى أن الرسالة هي الخطوة التي بها تعرف كيف تطور من نفسك ضمن إجراءات ووسائل تصل بك لبيان الحلم والرؤية التي تستهدفها، وعرّفت الرسالة بالوسيلة الكمية لشيء محدد ومنتهٍ، موضحة أن الرؤية تتحقق من خلال الرسالة.

وعن الأدوات التي يمكن استخدامها في تحقيق ما تصبو له ذواتنا؛ أجابت باوزير أن الأدوات لا متناهية، حسث إن القيم لا متناهية، والخيارات كذلك، مستشهدة بأسماء شخصيات خالدة؛ كنجيب محفوظ، وطه حسين، وغيرهما، من الذين بقيت سيرتهم وبقي أثر إنجازاتهم، وعللت ذلك بقولها: “لأن من عاش حياته برسالة يموت وتستمر تلك الرسالة”.‎

وفي ذات السياق، عددت أصنافًا من الناس من حيث رسالتهم ورؤيتهم فمنهم من يكون بلا رسالة ولا رؤية، أو لديهم رؤية دون رسالة، أو قد يملكون الرسالة دون الرؤية، وهنالك الجانب الإيجابي الذي يملك الرؤية والرسالة الهادفة بحياته.

ودربت باوزير متسابقات أخلاق البر على صياغة الرؤية وكتابتها على أن تكون الصياغة بالمعايير المطلوبة وهي؛ أن تكون مختصرة، وفعلية، وبالفعل المضارع والقصد منها الحاضر من الحياة، وأن تكون شاملة لعدة معانٍ مع فهم ومراعاة أمور مهمة بصياغة الرؤية بدأتها بالغاية الكبرى في نفسك، ومن ثم الآخرين، وبعدها الغايات الأخرى.

وأضافت فهمًا آخر لمعايير الأهداف ‎بأن تكون مشروعة، وخاصة، ومحددة، وواضحة ومتناسبة مع الإمكانيات المتاحة، ‎محذرة من متابعة الأهداف المتواضعة مع القدرة على إنجاز ما هو أفضل منها.

وفي ختام محاضرتها، أشارت باوزير إلى أهمية الإيمان بالقيم الذاتية، والقدرات الشخصية الخاصة مع الاحترام الإيجابي، والفعلي للذات وتقديرها، بعد أن ذكرت العديد من صور رفع الذات والارتقاء بها لما يحقق الأهداف والرؤى المطلوبة، والداعمة التي تصنع من المتسابقات أمهات مستقبل واعيات، وتطلعات للإنجاز والنجاح.

وقدمت إدارة مسابقة أخلاق البر درعًا تكريمية للدكتورة باوزير على ما قدمته من طرح إيجابي داعم لتمكين المتسابقات وتحفيزهن خلال المحاضرة، شاكرين لها جهودها وتعاونها.

يذكر أن الدكتورة عائشة باوزير حاصلة على بكالوريوس في اللغة العربية ودرجة الدكتوراه في التربية.


error: المحتوي محمي