في القطيف.. 36 طبيبًا وممارسًا صحيًا يحتشدون لمواجهة «الغصة» ووفيات الملاعب

حشد مستشفى القطيف المركزي 36 طبيبًا وممارسًا صحيًا، لمواجهة ازدياد حالات الغصة وإصابات الملاعب، وذلك لرفع الوعي والتثقيف الصحي حول كيفية تجاوزها، بعد استقبالهم 3 – 4 حالات شهريًا في قسم الطوارئ بالمستشفى، أغلبهم أطفال، وقد تؤول بعضها إلى خضوع المصاب لعمليات أو الوفاة.

ونظم الفعالية قسم الأنف والأذن والحنجرة وإدارة التدريب والشؤون الأكاديمية “وحدة التثقيف الصحي” بمركزي القطيف، بالتعاون مع الوحدة الصحية بلجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، بعنوان “غصة.. أنقذني”، يوم الخميس 7 فبراير 2019م، وتمتد لمدة يومين متتاليين، بمجمع سيتي مول بالقطيف.

ودشنت من قبل المدير الطبي للمستشفى الطبيب زكي الزاهر، بمشاركة رئيس تنمية القطيف المهندس عباس الشماسي، ومشرفة الفعالية الطبيبة لمياء أبو حليقة، بحضور مدير العلاقات العامة والإعلام بالمستشفى عبد الرؤوف الجشي، والطاقم الطبي والصحي للقسم، مع عدد من أعضاء لجنة تنمية القطيف وكوادر تطوعية، وزوار الفعالية.

ودقت جرس الإنذار بضرورة التوعية والتثقيف الصحي بكيفية التعامل مع الشخص المتعرض للغصة، منذ لحظة حدوثها إلى الإجراءات التي يتخذها من؛ الإسعافات الأولية، ونوعها، ولمن حسب العمر والحالة الصحية، وكذلك إسعافات ارتخاء اللسان في الملاعب.

واستهدفت تثقيف الكبار بشرح من الأطباء والصحيين في الأركان، والصغار عبر التعلم بالرسم والتلوين، ومسرح العرائس لقصة “مما ساعدني” من تنفيذ فريق “في الخدمة” التطوعي، والتي تحاكي وتثقف الأطفال حول الغصة وطرق الوقاية منها، بالإضافة إلى أنه تمت ترجمة الفعالية بلغة الإشارة إلى فئة الصم من معلم مستشار في التربية الخاصة ومدرب لغة الإشارة حسين سعيد آل ربح، بمشاركة مدربة لغة الإشارة علوية السادة.

من جانبها، قالت رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بالمستشفى والاستشارية بذات التخصص الطبيبة لمياء أبو حليقة، إن الغصة من الحالات الإسعافية المتكررة وتصل إلى 3 – 4 في الشهر الواحد، وتكون أكثر حرجًا لدى الأطفال بعمر أقل من 2 – 6 سنوات، وجاء تنفيذ هذه الفعالية للسنة الثالثة بعد أن كانت المرة الأولى في “سايتك” وبعدها في مجمع الراشد بالخبر.

وأوضحت “أبو حليقة” لـ«القطيف اليوم» أن أصعب أنواع الغصة عند وصول المواد الغريبة إلى الشعب الهوائية، التي تقود الطفل إلى دخول غرفة العمليات والتدخل الجراحي العاجل، ويجب توعية الوالدين بتقديم المعلومات الوافية لهما عن حالة المصاب الصحية قبل وأثناء الغصة، وأخذ القرار بالإجراء الجراحي الذي لو لم يحسم بشكل صحيح بمساعدة الطبيب قد يعرضه للوفاة.

وذكرت أن أغلب الغصات تكون نتيجة لبلع السريع والخاطئ للمواد الغريبة، عند الأطفال، وفي مقدمتها؛ العملات المعدنية، وغطاء وممحاة الأقلام، والدبابيس، لافتةً إلى أنه كثرت حاليًا الغصة ببطاريات الألعاب التي تكون في الأنف والحنجرة والمريء والقصبة الهوائية، وتُعد من أخطر المواد نظرًا لوجود مادة سامة في البطارية تؤثر على الغشاء المخاطي للأنف وتحدث تهتكًا فيه، مضيفةً إليها المكسرات، وبالأخص الفسفس.

وأكدت أهمية تثقيف المجتمع وتوعيته بكيفية التعامل مع الإسعافات الخاصة بها، وتعليمها للوالدين والأبناء منذ الصغر، والتفريق بين غصة الكبار والصغار وكيف يتم إسعاف كل منهما، حيث تكثر الغصة مع قلة الثقافة.

وفرقت “أبو حليقة” بين حالة الغصة وارتخاء اللسان الذي يحدث للكبار، وبالأخص في الملاعب الرياضية، مصححةً ما يعتقد الكثيرون بأنه بلع اللسان، مشيرة إلى أنه حالة من الارتخاء المفاجئ في عضلة اللسان إلى الخلف، مما يسبب انسداد مجرى التنفس، ويكون لأسباب صحية خاصة.

وبينت أن الركن الخاص بارتخاء اللسان يشرح طريقة الإسعاف عبر رفع الرأس إلى الأعلى والضغط على الذقن، وليس جر اللسان أو إدخال أي شيء في الفم، منوهةً بأن هذه الحالات لا تصلهم للمستشفى لإسعافها لوجود ممارسين صحيين يقومون بإسعافهم في الملاعب، وإن حدثت في الملاعب الخارجية العامة (الحواري) فإنها تعتبر حالة متأخرة وأغلبها يفارق الحياة.

وتحدثت “أبو حليقة” عن تفاصيل إنقاذ المصاب، حيث تكون بتكاتف الفرق الطبية بصورة عاجلة، والتي تبدأ من الطوارئ، وقسم الأنف والأذن والحنجرة، وقسم العمليات لو دعت الحاجة لهم، معتبرةً كل مشكلة في المجرى التنفسي من مسائل الإسعاف العالي، وأن إزالة الجسم الغريب من أي طفل إنجاز يثلج الصدر لإنقاذ حياته.

وأعربت عن حزنها من موقف أب في عدم اتخاذ قرار إدخال طفله ذي السنة والشهرين لغرفة العمليات، خوفًا عليه، آسفة على وفاته بعد ساعة من وصوله للمستشفى، حيث وصلت الغصة إلى المجرى الهوائي وكان بين الحياة أو الوفاة، مشددةً على ضرورة مراقبة الأطفال أثناء اللعب وشراء ألعاب خاصة بهم تناسب مرحلتهم العمرية المكتوبة على اللعبة.

وشهدت الفعالية وقفة من قسم الأنف والأذن والحنجرة تمثلت بكلمة من مدير العلاقات العامة والإعلام عبد الرؤوف الجشي، ثمن فيها الجهد المقدم من القائمين على الفعالية بقيادة استشاريتي أنف وأذن وحنجرة لمياء أبو حليقة وسعاد المبارك، مع التكريم إلى الجهات والشخصيات المشاركة في الفعالية، وهم؛ لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، ومعلم مستشار في التربية الخاصة، ومدرب لغة الإشارة حسين سعيد آل ربح، ومدربة لغة الإشارة علوية السادة، والاختصاصي النفسي زكريا المادح، وفريق “في الخدمة” التطوعي، وإدارة مركزي القطيف.


error: المحتوي محمي