دور المرأة المجتمعي

لا ينكر أحد دور ومكانة المرأة في المجتمع، فهي تمثل النصف المكمل له أو أكثر، وعليها تقع مسؤولية شاقة في تربية الأجيال والمساهمة في الأعمال الخيرية للنهوض بمجتمعها إلى مصاف المجتمعات المتقدمة.

المرأة كونها النصف الثاني في المجتمع وعنصرًا فعالًا وداعمًا فيه، والسؤال هنا: هل حصلت المرأة على الاهتمام والرعاية من الجمعية الخيرية؟ وما حجم عملها ومشاركتها؟ نعم فالجمعية الخيرية تصب جل اهتمامها على رعاية الأمومة والطفولة، لأن لهذه الحالات تأثير مباشر وقوي على المجتمع مما استدعى توفير الرعاية والاهتمام بهم، وفي الوقت ذاته بدأت المرأة تلعب دوراً مهما في الجمعية الخيرية متمثلًا بوجود اللجنة النسائية فيها وهذا خير دليل على ذلك.

إن المرأة في الجمعية الخيرية استطاعت أن تحرك العديد من الطاقات النسائية في المجتمع، وتشارك بصورة فعالة في إعداد التقارير التوثيقية، والمعلومات الوافية بالتعرف على الحالات المحتاجة، وذلك من خلال دخولها إلى المنازل بسهولة لدراسة الحالات الإنسانية النسائية فيها، بالإضافة إلى إقامة المحاضرات والندوات في مركز الجمعية، والمشاركة في مدارس البنات والأندية وغيرها من الأمور الخاصة بالشؤون النسائية في المجتمع.

وفضَّل الإسلامُ المرأةَ، ورفَع من شأنها، وساواها بالرجل في الفكر والتعلم والعمل والإنتاج والإبداع والاعتماد على النفس في كل مجالات الحياة، وبذلك أضحَتِ المرأة فاعلةً في مجتمعها، تتحمَّل كافة الأعباء الملقاة على عاتقها، مساواة بالرجل على حدٍّ سواء، والمرأة في المجتمع يجب أن تأخد دورها الحقيقي وتحقق المكان اللائق بها، وللمرأة الحق كما للرجل في الوصول إلى أعلى المناصب بما يتناسب مع قدراتها ومؤهلاتها العلمية.

الكل يتحدث عن المرأة ودورها الكبير والمؤثر في بناء المجتمع باعتبارها اللبنة الأساسية لتكوينه، والدعامة الأولى لبناء أسرة قوية ومتماسكة تؤدي دوراً واضحاً في تقدم المجتمع وازدهاره، ويبدأ هذا كله من الأم وكيف يعدها المجتمع لتربي أجيالًا يفخر بهم، كما قال ألشاعر الكبير حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها … أعددت شعبًا طيب الأعراق

من هنا نستخلص أن تربية المرأة تكون نتاجاً من المجتمع الذي تعيش فيه، فإذا كان المجتمع راقيا وواعيا في معاملته للمرأة فإنها ستنشأ في بيئة صحية ستنعكس على تربيتها لأولادها ومن ثم على المجتمع، وهذا ما يدعو المجتمع إلى الاهتمام والعناية بالمرأة كي يكون معها لا أن يكون ضدها وضد تعليمها وتربيتها وتثقيفها بشكل يحترم إنسانيتها ووجودها لأنها الأم والأخت والزوجة وهي المربية في كل الأحوال.

إذًا تلك هي الحقيقة أن المرأة الناجحة أقوى من الرجل الناجح، لأن الرجل الناجح يتحدى شيئاً واحداً فقط وهو صعوبة العمل، أما المرأة فتتحمل صعوبة الأهل والمجتمع والقانون والعمل..!


error: المحتوي محمي