انتقد حسين الشبركة من فئة الصم، خلال مداخلة له في ندوة “واقع ومستقبل الطلبة الموهوبين”، والتي كان ضيف اللقاء فيها رئيس وحدة برامج الموهوبين بمكتب تعليم القطيف علي الغامدي، عدم وجود برامج تدعم الموهوبين من فئة الصم والبكم.
وشهدت الندوة، التي نظمها المنتدى مساء الثلاثاء 30 جمادى الأول 1440هـ، جولات تفاعلية من مداخلات الحضور، حيث تساءل التشكيلي محمد المصلي عن الفرق بين الموهبة والتفوق، ومن جهة أخرى دعا وحدة رعاية الموهوبين بالمحافظة لعقد شراكة مع المعلمين المتعاقدين للاستفادة من خبراتهم في تنفيذ برامج الوحدة.
وأشار باسم العليو إلى الربط بين مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ومراكز الموهوبين في المحافظات، موجهًا نقده لضعف برامج دعم أسر الطلبة الموهوبين النفسي والاجتماعي، والدعم المالي لتمكينهم من إلحاق أبنائهم بمراكز التدريب وصقل الموهبة.
وتساءل صالح آل عمير عن سبب عدم وجود مركز لرعاية الموهوبين بالقطيف، وكذلك مركز قياس مع وجود هذا العدد الكبير من الموهوبين بالمحافظة، كما وجّه اللوم لوحدة قطاع القطيف في تقصيرها إعلاميًا في إبراز الموهوبين، وكذلك عدم استقبال الموهوبين العائدين للوطن بعد تحقيقهم مراكز البطولات، حيث نفى “الغامدي” ذلك، وأكد أن الوحدة تقوم باستقبال العائدين وتحتفي بهم من قبل أعلى المستويات.
وتحدث أحمد منصور الخرمدي في مداخلة له عن الأهمية المستقبلية لاكتشاف الموهوبين، فيما أشاد كمال المزعل بجهود وحدة القطاع، وطالب بالعمل على تأسيس مركز اختبار الموهوبين بالمحافظة، كما تساءل عن سر إحراز مدرسة التهذيب أكبر نسبة طلبة في برنامج التسريع وهي أهلية متفوقة على المدارس الحكومية التي تقع تحت اهتمام وحدة القطاع، وفي مداخلته انتقد صلاح الجشي عدم وجود فوارق بين فصول الموهوبين وغيرهم، وطالب بعودة برنامج المنح الدراسية للطلبة الموهوبين.
وتناول وليد الهاشم، في مداخلة له، ظاهرة انتفاء الذكاء، وأشار لبعض المؤلفات التي تتطرق لتأثير التعليم على ذكاء الأفراد، وتحدث الشاعر مصطفى الكحلاوي عن جانب من كتابه “كيف تكون مبدعًا”، وأكدت منى المسكين أهمية أن تقوم وحدة القطاع بدور تيسير السبل لأسر الموهوبين في نقل الطلبة الموهوبين للمدارس التي تضم فصولًا للموهوبين.
وفي مداخلتها، طالبت هدى الناصر بأن تولي الوحدة عناية أكبر برعاية الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما دعت الوحدة لوضع خطة مستقبلية متكاملة، مؤكدة مشاركة رجال الأعمال في دعم برامج الموهوبين.
وفي السياق ذاته، أكد جواد السعيد وعلوية السادة أهمية تفعيل دور الوحدة في تطوير مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة، وطالبا بإنشاء كليات جامعية مهيأة لهم، كما أكد علوي الخباز على التواصل القريب مع رجال الأعمال لإيضاح كامل الصورة لواقع الموهوبين وتشجيعهم على البذل والعطاء للرقي بإمكانات رعايتهم.
وجاءت سلسلة المداخلات بعد أن قدم ضيف اللقاء رئيس وحدة برامج الموهوبين بمكتب تعليم القطيف علي الغامدي، عرضًا تحدث فيه عن مكتب رعاية الموهوبين بالقطيف الذي بدأ منذ ثلاث سنوات، ويعدُّ الآن الأفضل أداءً على مستوى الوزارة، بفضل جهود ما وصفه بالفريق الرائع العامل بالوحدة، الذي يعمل على تحقيق أرقام قياسية على مستوى المملكة مع مساندة مكتب التعليم بالمحافظة.
واستعرض بالأرقام منجزات برامج الموهوبين بتعليم القطيف للعام المنصرم 1439/ 2018، حيث ذكر أن نسبة الاجتياز لاختبارات الموهبة بمكتب التعليم بالقطيف مقارنة ببقية القطاعات بالمنطقة الشرقية بلغت 41% بـ565 طالبًا من بين 1402 طالب، وهي نسبة لم يحققها أي قطاع على مستوى المملكة.
وتخلل الأمسية ضمن الفعاليات التي تسبق الندوة، تكريم حسين علوي الشبركة، من فئة الصم، والحاصل على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة Lamar بولاية هيوستن، ورئيس منظمة الطلاب السعوديين بالولايات المتحدة، حيث تحدث عن تجربته في تخطي مراحل التعليم بهمة لا تعرف اليأس، وشملت الفعاليات المعرض التشكيلي للفنانة حميدة أبو تاكي التي تحدثت عن تجربتها ومشاركاتها الفنية داخل وخارج المملكة.
كما شاهد الحضور فيلمًا تثقيفيًا قصيرًا بمناسبة “اليوم العالمي لمكافحة السرطان”، وقد شرّف الدكتور حسن البريكي الشخصية الاجتماعية والثقافية المعروفة المشاركين في هذه الأمسية بتسليمهم دروع المنتدى التقديرية، ومن بينهم طاهر النزر الذي قام بدور ترجمة الإشارة للحضور من فئة الصم والبكم.