
استوقفت لافتة معلقة على أحد أركان فعالية “لست وحدك” بمدينة صفوى، كتب عليها “لا يوجد معاق أنما هناك مجتمع مُعيق”، زوار الفعالية التي أطلقتها لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بصفوى بالشراكة المجتمعية مع مدرسة اليرموك الابتدائية.
اللافتة التي اختار كاتبها أن تكون باللون الأحمر القاني، أثارت لدى الكثير من الزوار عددًا من التساؤلات حول المسؤولية الملقاة على عاتق جميع أبناء المجتمع تجاه فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي التي لخص عضو لجنة التنمية بصفوى عبدالله آل داؤود الإجابة عنها في عدة كلمات تمثل أهداف هذا المحفل قائلاً: “لست وحدك رسالة نتمنى أن تمثل الواقع الفعلي لسلوكنا وكذلك رسالة لكل ذوي الاحتاجات الخاصة الذين نقول لهم: نحن هنا لنقول لك لست وحدك في حياتك نحن معك ونعيش همومك ومعاناتك”.
وأكد الداوود أن أهداف البرنامج تتمثل في الإحساس بإهمال شريحة مهمة في المجتمع هم ذوو الاحتياجات الخاصة، والناتجة عن عدة أمور بينها؛ عدم معرفة احتياجاتهم، وعدم معرفة تجارب النجاح، وعدم وجود قنوات تتلقى دعم الخيِّرين وتوجيهها لخدمة هذه الفئات، وفتح نافذة للمشاركة في المجتمع.
وأردف قائلاً: “إن مدرسة اليرموك في صفوى هي المدرسة الرسمية التي تخاطب هذه الفئة بصفوى، والمقصد الرئيسي لها هو لفت المجتمع للمؤسسات الرسمية الأهلية التي تخدم هذه الشريحة لدعمها والإستفادة من خبراتها في بناء البرنامج”.
وقال رئيس لجنة العلاقات العامة للجنة التنمية الإجتماعية بصفوى السيد هاشم الشرفا بأنه لأول مرة نطرق باب هذه الفئة التي تحتاج منا عبارة “لستُ وحدك” لنقول لهم نحن معكم وأكفنا تصافح إبداعكم، كما تحدث عن ولادة اللجنة وقال: “إنها فسيلة تؤتي أكلها ولكنها ترتقي بأعمالها الخيّره بإذن الله”.
إلى ذلك؛ شهدت أركان الفعالية التي تقام على مدى يومين في صالة نادي الصفا بصفوى، حضوراً لافتاً للأركان التي تسابقت في عرض الخدمات التي تقدمها لهذه الفئة بشكل خاص ولبقية أفراد المجتمع.
واشتمل المحفل على 19 ركنًا بمجالات مختلفة صحية، وتثقيفية، وتربوية، وترفيهية كلها تصب في خدمة ذوي الهمم، بينها أركان لـ مستشفى صفوى ونادي الصفا ومركز زهور المستقبل ومركز التأهيل الشامل وجمعية الصفا وغيرها من الجهات الأهلية والخيرية والرسمية.
واحتوى اليوم الأول على فعاليات حية على مسرح صالة كان من أهمها: قصة نجاح رقية آل عجاج (كفيفة)، وتعريف بحقوق ذوي الهمم (التأهيل الشامل)، وحكاية أمل علي آل نصفان (فكري) وحاسة السمع مشاكل وحلول، وقصة مع نجاح داوود آل سالم (توحد)، ومسرحية هُمام.
وأوضحت الاختصاصية شهامة المحاسنة من مركز زهور المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة ما يقدمه المركز من خدمات مساندة لأهالي ذوي الهمم بالإرشاد والتي يقدمها مدير المركز المرشد الأسري شفيق آل سيف (كفيف) الذي حول حلمه في تأسيس المركز إلى واقع حي.
ووجهت الكاتبة زهراء ياسر الأبيض التي تعاني إعاقة حركية، مؤلفة كتاب (رويدك لا توصد الباب) الذي نُشر في نوفمبر 2018م من ركنها “إعاقتي صنعتني” كلمتها لذوي الههم قائلة: “أنتم همه، أنتم أبطال متى ما تفكرون في الإنجاز لا متى ما تفكرون أن تُقادوا”، كما لخصت كلمة معاق إلى المجتمع بأحرف الكلمة (م: موهبة، ع: عزيمة، أ: إرادة، ق: قدوة)، وقالت: “فكونوا لنا أملاً نكن لكم قدوة”.
وتحدثت والدة الأبيض عن الإعاقة بمنظورها وقالت: “الإعاقة ليست إعاقة الجسد حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم “إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلا أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم”، فالوالدان لهما دور كبير في تقوية إرادة الابن بالعطاء”.
وعرضت علوية السادة التي تعاني إعاقة سمعية لـ«القطيف اليوم»، في ركنها حكاية أمل قصتها (وي وي وصديقتها الصغيرة جداً جداً) والتي تتحدث عن الطفلة ذات الإعاقة السمعية وصديقتها السماعة، وهي قصة للأطفال تحكي بكل بساطة عن معاناة ضعاف السمع التي هي واحدة منهم ونوهت إلى أن الصديقة الصغيرة هي “السماعة” نافذة الصم للعالم، وأن هذه القصة هي أولى سلسلة قصص تتحدث عن هذه الفئة واحتياجاتها.