بقلمي وسكوني رسمت قوة أنفاسي من دفء المشاعر وحنان أنغامي، فأجسد القلم كلمات سحرًا تتساءل وتتساءل ولكن في النهاية لا أجد يسري. الدفء . ليس بَرْدُ الشتاءِ القارس وحدَه الذي ترتعشُ منه أطرافُنا، وترتجف بسببِه أضلاعُنا؛ لننكفئَ على أنفُسِنا، ونقلِّبَ دفاترَ ذكرياتِنا، فهناك أسبابٌ عديدةٌ، تسبِّب لنا بَرْدًا مِن نوعٍ آخَر، لا يقِلُّ وجعًا عن بُرودةِ الجوِّ وقسوتِه شتاءً، وربما يتجاوزُه في حجمِ الألم وعُمقه، إنَّه عدم الاهتمامِ وبُرود المشاعر.
دفء المشاعر هي تلك الأحاسيس الدافئة الجميلة التي تشعُر بها تجاه شخص ما، أحيانًا تكون مشاعر مخفيّة لا نستطيع البوح بها إلا عندما نتجرأ، اليوم نضع لك كلامًا عن دفء المشاعر والقلوب و الحب و دفء الشتاء أيضًا، كلمات جميلة جدًا لا يُمكن لأي شخص أن يتحمّل ما تشعر بهِ اتجاهه، عبّر أو عبّري للحبيب أو لأي شخص في حياتك عن كميّة الدفء الذي تشعر بهِ في كُل جوارحك وقلبك.
هذه الكلمات ستجعلك تتكلم عن نفسك وما تشعر بهِ من دفء المشاعر تجاه أي شخص، شاركها على مواقع وبرامج التواصل الخاصة بك مع الاصدقاء مثلًا أو في الخاص مع كل من تحب.
كثيرة هي الأمور الباعثة على الدفء وقليل هم المستشعرون به، الدفء، ضحكة أطفال صغار يلعبون الكرة بحماس وبهجة، الدفء حضن أم الذي هو أكثر اتساعًا وأمنًا وحنانًا لأي شخص، الدفء ولدك الصغير يهرع نحو الباب حال قدومك عابثًا بشعرك وذقنك، الدفء، زوجة تضم زوجها إليها بكل ما تملكه من فيض حنان ورقة حَال لطيفة، صغيرة تضم دميتها إلى صدرها.
الدفء، حبيب يهرع لحبيبته حال وجلها يحمل يدها بين كفيه بدفء وحنان، الدفء قبر يضم راحلًا يحتضنه يربت على جسده يرحمه أكثر من رحمة الأرض به، أو طفل تضمه بين ذراعيك فتأخذ شيئًا من روحه الدافئة.
الدفء. ليس مالًا ولا قصورًا ولا كنوزًا، المال، الدفء كلمة أو نظرة، يد حانية، ذراع ملمسها ناعم على رأس فقير أو يتيم محتاج لدفء الكلمة ودفء الاحتواء ودفء المشاعر.
الدفء، في الابتسامة التي تزيد من شعور الإنسان بالسعادة والثقة بالنفس وأن من يتحلى بالابتسامة شخص اجتماعي مرح يشعر من حوله بالدفء الإنساني، فلا شيء يعادل الابتسامة المشرقة.
الدفء، كينونة المحبة وصيرورة المشاعر لا تكون مباشرة وإنما بالهمس. الدفء، من المعلم الذي يُوفر مناخًا تملؤه الثقة ودفء العلاقة والشعور بالأمن النفسي مع تلاميذه، ويحض على التفكير، وتعتبر الاستجابة الفعّالة جزءًا هامًا من هذا التفاعل ونقصد بها تلك السلوكيات التي يقوم بها المعلم عند الاستماع إلى إجابة التلميذ عن الأسئلة الموجهة إليه، أو كرد فعل على طريقة تفاعل التلميذ مع ما قاله المعلم. الدفء، في طبيب يعامل مرضاه على أنهم مرضى ليسوا محض تطبيقٍ لما درسه أو تكرار لحالات رآها فاعتاد السقم واعتاد آلامهم، يلاطفهم يتقاسم آلامهم، الطبيب رسول شفاء، يؤدي رسالته تحت خشية الله وهو لا يسعى لكشف عورات المريض أو الإساءة إليه، كما أن الطبيب يلتزم بأخلاقيات المهنة، ضمن هذا الإطار المسموح له.
الدفء، أن تبكي أوجاع غيرك، أن تنسل دمعة من مقلتيك حال مصادفتك لعاجز أو فقير يتلمظ جوعًا.
ضمك لصغيرك، نظرتك لحبيبك، تقبيلك يديه، أو لجبين والديك كلها ستجلب السعادة والتوفيق لك ولهم، لكننا نبحث عنه في المال في بيت فسيح أو فراش أثير أو أثاث ثمين وكلها أشياء لا تجلب لنا الأمان ولا الدفء لكنها ربما تسمح لنا بممارسة خوفنا وافتقادنا الدفء برفاهية.
الحياة أبسط من كل العوائق التي نضعها في طريقنا لشيء ما للأمان أو للسعادة، يمكننا أن نحيا بصورة أبسط وأهنأ بصورة تبعثنا على الدفء والأمان.
كن باعثًا على الدفء للآخرين احتضن الآخرين، تحسس آلام غيرك، ادع لهم بصدق وإخلاص، تلمس الدفء في كل الأشياء حولك وامنحه لغيرك، إن وجود مثل هذه المظاهر الاجتماعية الراقية ليس من العيب أو قلة الشأن بل رفعة لصاحبها.
وحتى يعود الدفء إلى أنفسنا قبل بيوتنا ومجتمعنا أحيوا «المودة» ولا تنسوا الرحمة المودة والرحمة عطاء ولن تكون هناك رحمة ما لم يكن هناك «حب» خالص لله ما أحوج بيوتنا للدفء حتى تثمر الأغصان لأن الأغصان الخضراء لا تتكسر.