لخص الدكتور سعيد الجارودي استراتيجيات التميز بمقولة: “لا تتميز على حساب الآخرين ضع أمامك عبارة: إن للتميز قيمًا وأخلاقًا، وأعلى مجالاته هي الأخلاق وبر الوالدين، مع إدراك أن الخروج للناس بتميز يكون بالتركيز على تلبية حاجتهم، مع العمل بجهد”.
جاء ذلك في حديث “الجارودي” إلى متسابقات أخلاق البر التابعة إلى لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، ضمن ورشة عمل “الابتكار والتميز العلمي” في برنامج المسار التدريبي للنسخة التاسعة، يوم الخميس 31 يناير 2019م، بمدارس التهذيب الأهلية بسيهات.
وأوضح العلاقة والفروق بين مدلولات الابتكار والاختراع والإبداع، وكيف يكون التميز سمة لهم، وهي الخطوات التي يمكن الوصول لها بإيجاد نقطة تلاقٍ بينها، مشيرًا إلى أن التميز هو حالة من التفرد الذي يُمكن من الظهور بشكل مختلف.
وتساءل عن الأسباب لسعي الأشخاص إلى التميز، في حين أوجزها في؛ الرغبة في الارتقاء والتطوير، مع الحرص على الابتعاد عن الفشل والإخفاق، كما أنه يعد جزءًا أصيلًا من الاستراتيجيات العلمية، وإيجاد قوة التحدي، بالابتعاد عن السلبية والضعف.
واعتبر صفة احترام الآخرين أولى مراحل التميز، مع ضرورة التعليم وإثبات الذات، والبحث وانتهاز الفرص التي تؤهل إلى التطوير والتحسين، آخذًا الأخلاق وبر الوالدين وصلة الأهل، انطلاقة نحو مجالات التميز، مع امتلاك؛ إدارة الذات، والتعلم والبحث العلمي، والمهارات، والتعامل مع اللوائح والأنظمة، وكذلك التعامل مع الآخرين وفي المظهر.
وحذر من معوقات التميز التي تنشأ من الذات، أو تنعكس على الفرد من المحيط الاجتماعي، منوهًا بصفات المتميزين التي تتعدد مع تغيير المهارات، ومنها على سبيل لا الحصر؛ لديهم أحلام وأهداف وغايات، الطموح، والدافع القوي لتحقيق العمل بنجاح، والتركيز، والقدرة على اتخاذ القرارات، ولديهم شجاعة الاعتراف بأخطائهم.
وانتقل “الجارودي” إلى مفهوم الابتكار، حيث أكد أنه أشمل من التعريف به على أنه إنتاج شيء جديد نتيجة لتفاعل الفرد مع الخبرة التي يمتلكها، مع إدراك أنه لكي أكون مبتكرًا لابد أن أكون مبدعًا، إلا أن المبدع لا يكون مبتكرًا، مستعرضًا أساليب التفكير الإبداعي التي تنبع من الخيال الواسع منها؛ التفكير المقلوب، والإبداع بالأسئلة غير المألوفة، والإبداع بالدمج واستراتيجية سكامبر، والعصف الذهني، والنظر بعيون الآخرين، حيث ناقش كيفية تطبيقها بطرح الأفكار بأسلوب تفاعلي جماعي.
من جانب آخر، تحدثت الدكتورة زهراء حسن الصفار عن تجربتها العلمية والبحثية في علوم البحار، معتبرةً أنه للوصول إلى طريق النجاح لابد من المرور بالعثرات، والإصرار على المضي لتجاوزها بصبر وإيمان راسخ بأنها منحة إلهية، وسط العيش في عائلة تتبادل المشاعر الطيبة من فرح وحزن، تربي أبناءها أن يكونوا مختلفين في الأفكار والإنجازات.
وذكرت ابنة تاروت بعضًا من ملامح سيرة حياتها، حيث نشأت في كنف والدها المتسامح، وأمها التي علمتها الصبر والتفاؤل والابتسامة، لتجد نفسها تخرجها بعد 12 سنة دراسية في تاروت، وتميزها لا تقبل في الكليات الطبية التي سعت لها، وتم قبولها تخصص إحياء في جامعة الملك فيصل، ورضخت لعدم تعدد الفرص، مع سماع الحديث السلبي حول التخصص بأنه ليس له مستقبل واعد.
وأكدت “الصفار” أنها قررت صنع الإبداع، بدراسة ماجستير “علاقة الكائنات الحية في بيئتها” عبر بعثة في أستراليا، التي لم تمنحها العلم بل التجارب البحثية في غابات أستراليا، والحصول على تكريم من منظمة الساحل الذهبي، ومرتين من الملحقية السعودية في أستراليا.
وأوضحت أنها واصلت بعد عودتها للوطن بدراسة الدكتوراه في “علوم البحار” بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بجدة، مشيرةً إلى رحلتها إلى النرويج خلال دراستها لتتعرف على البحار، لتجد تحدي الخوف والتعرف على المخلوقات، والأخلاق واحترام الناس، وبين هذه الأحداث كان تحدي الأمومة وغدق الحنان لابنتها منذ أن كانت جنينًا ولتكبر معها كأحد الإنجازات في حياتها.
وشددت على أهمية المشاركة في المؤتمرات العلمية المحلية والعالمية، وفائدتها في صقل مهارات التواصل، والتعرف على الشخصيات الملهمة والمنجزة بشكل مباشر، مطالبةً بالإصرار على طلب العلم الذي يحقق كينونة المرأة بما تحمل من احتياجات، والتعرف على التخصصات التي تدعو لها رؤية 2030 وتتعلق بالمرأة، واصفةً المرحلة التي تمر بها البلد بـ “العصر الذهبي للمرأة”.
وفي الختام، كرمت رئيس لجنة التدريب تغريد آل إبراهيم، الدكتور سعيد الجارودي وزهراء الصفار على مشاركتهما في البرنامج، والحديث عن ما عندهما من تجارب تعزز الإبداع للمتسابقات.