ورشة عمل تستقطب 32 باحثًا عن حياة زوجية سعيدة.. في سنابس

كشفت فعالية “كيف تحقق زواجًا سعيدًا” لـ32 شخصًا من المقبلين والمقبلات على الزواج والمتزوجات، أن 13% من الأزواج ناجحون وسعداء في حياتهم وعلاقتهم الزوجية، و13% غير منسجمين ويعانون من الفشل في علاقتهم، والنسبة الثالثة تكون في حالة تذبذب وصراع بين التوافق وعدمه.

جاء ذلك في الفعالية التي نظمتها جمعية البر الخيرية بسنابس، بمركز التنمية الأسرية “سنا” التابع للجمعية، واختتمت يوم الإثنين 15 جمادى الأول 1440هـ، بعد أن استمرت لمدة يومين متتاليين.

وشارك في تقديمها الاختصاصي النفسي ناصر الراشد بورشة عمل “كيف تحقق زواجًا سعيدًا”، مع المرشد الأسري فضيلة الشيخ صالح آل إبراهيم بورشة “التأسيس لزواج أكثر سعادة”، وتميزت كل منهما بالحوار المتبادل بين المقدم والحضور.

من جانبه، اعتبر الاختصاصي النفسي ناصر الراشد أن العلاقة الزوجية من أرقى العلاقات الإنسانية، ويستطيع الفرد أن يحقق أعلى حالات الرضا فيها، لافتًا إلى أن الأغلب يقبل على الحياة الزوجية بتاريخ نفسي ضعيف لا يؤهل إلى حياة زوجية واعية، وليس لديه وعي بالاحتياجات الذاتية.

ودعا “الراشد” إلى إعادة تشكيل الخبرات السابقة وفهم الحياة الزوجية، من كلا الزوجين، والعمل على تعلم مهارات تعزز استمرار الحياة الزوجية، بما يملكان من قدرات وقيم، تساعدهم على تبادل التعرف فيما بينهما، ومعرفة الاحتياجات الفسيولوجية والأسرية والاجتماعية، وتوجيهها بطريقة سليمة لتحقيق زواج ناجح وسعيد.

وأشار إلى وجود تشوه في التوقعات عند البعض، في ما يتعلق بما يريده الزوجان من بعضهما، لذلك يجب عليه تحديد توقعاته حول دور كل منهما سواء كانت نمطية أو غيرها، بالإضافة إلى معرفة توقعات التعبير عن الحب، وتوقعات العلاقة الحميمية، مفصلًا الحديث عن كل منها، مع الأخذ في الاعتبار أن نظام التوقعات يتشكل بناءً على التربية الأسرية والاجتماعية، وكذلك ما يشاهده من إعلام سواء كان مضللًا أو لا، كما أن التوقعات العالية تسبب الإحباط وعدم الشعور بالرضا عن العلاقة الزوجية.

وأكد “الراشد” أهمية تطبيق نظرية حديثة تعزز الحياة الزوجية، وتتعدد إلى؛ المثيرات وتكون بين الحسية والمعرفية والسلوكية، مع وجود نظرية القيم التي يرتكز عليها لإيجاد معاني؛ الزواج، الحب والعلاقة الحميمية، وأخيرًا المفهوم الذي يكتسب ضمن مواقف متعددة.

وتساءل: “كيف نفهم أنفسنا؟”، وأجاب بأنه لابد من التفريق بين السلوك السوي وغير السوي، عبر التعلم الصحيح الذي يقي من الوقوع في الخطأ، مع الوعي بأن الفروق النفسية بين المرأة والرجل موجودة وتكون في النسبة وليس النوع.

ونبه إلى وجود مساحات مهملة في العلاقة الزوجية يجب النظر إليها والعمل على تعديل مسارها ومنها؛ أن التغيير يكون إذا تغير الطرف الآخر، والتركيز على شيء محدد وعدم إثراء الحياة الزوجية، موضحًا أنه لتحقيق كفاءة زوجية لابد من وجود كفاءة عاطفية واجتماعية.

من جانب آخر، تساءل فضيلة الشيخ صالح آل إبراهيم، في ورشته “التأسيس لزواج أكثر سعادة”، عن كيفية معرفة الشخص أهليته إلى الزواج عبر سؤال نفسه عدة أسئلة منها؛ هل لديك تصور واضح عن الزواج؟ هل أنت مستعد من الناحية الاقتصادية، والقدرة على تحمل المسؤولية؟ وهل تمتلك الكفاءة في أداء الدور الزوجية؟ حيث أجاب عنها بالمناقشة الجماعية مع الحضور.

وشرح “آل إبراهيم” ثمان شرائط لازمة لأداء الدور الزوجي، بدأها بالبلوغ الجنسي، والنضج العاطفي، والرشد العقلي، والبلوغ الاجتماعي، والدين، والأخلاق الحسنة، مع الثقافة الزوجية والقدرة المالية، مشددًا على شرط الدين كونه له أثر كبير على حياة الإنسان، ووقوع الإنسان المتدين الذي يعاني من المشاكل في حياته ليس خطأ في الدين بل هو ناتج من عدم فهمه للدين، لما للدين من بُعد أخروي ووجود التعويض في الآخرة إذا غاب في الدنيا.

ونوه بالحاجة إلى ثقافة زوجية، وذلك لبناء حياة زوجية ناجحة، وإتقان المهام والمسؤوليات الأسرية، لتحقيق التوافق والانسجام الزوجي، بالإضافة إلى الاستمتاع بالعلاقة الزوجية لتربية أبناء صالحين.

واعتبر فن اختيار الزواج أحد العناصر الـ١٤ الأساسية للثقافة الزوجية، مع إدراك الاختلافات بين الرجل والمرأة، وإدارة المشاعر وشؤون الأسرة والمنزل، وأساليب التعبير عن الحب، والحياة الجنسية، وغيرها، ما يكفل عائدًا إيجابيًا على الزوجين والمحيط الاجتماعي.

وأكد “آل إبراهيم” أهمية بناء ثقافة زوجية تعزز العلاقة بين الزوجين وترشد إلى أساليب تطويرية، مع إضافة مهارات جديدة، وتكون عبر ممارسة نشاطات منها؛ حضور الدورات التدريبية والاستفادة من المحيط الاجتماعي، واللجوء إلى الاستشارات التخصصية، وقراءة الكتب في العلاقات الزوجية، خاتمًا حديثه بتقديم 14 قاعدة لتأسيس علاقة زوجية ناجحة.

وختم رئيس جمعية البر الخيرية بسنابس عبد الله العليوات الفعالية بتوزيع كتاب “التأسيس لزواج أكثر سعادة” للشيخ آل إبراهيم.

وتقدم “العليوات” بالشكر إلى الاختصاصي النفسي ناصر الراشد والشيخ صالح آل إبراهيم على ما قدما من معلومات تعزز العلاقات الأسرية التي تنطلق منها العلاقات الاجتماعية وكيفية التعامل مع الآخرين، مؤكدًا سعي مركز الاستشارات الأسرية إلى تجديد البرامج التي تلبي احتياجات أفراد المجتمع بجميع فئاته العمرية.


error: المحتوي محمي