في ثلاثاء القطيف.. دكتور يؤكد على الموازنة بين العقل والعلم للنجاة من فوضى الإلحاد

استقطبت طاولة منتدى الثلاثاء الثقافي، يوم الثلاثاء ١٦ جمادى الأولى ١٤٤٠هـ، نقاشًا علميًا حول دور العقل والعلم وأثرهما في التفسير العلمي للكون، ضمن ندوة علمية تحت عنوان “العلاقة بين العقل والعلم.. النظرية الكونية نموذجًا”، باستضافة الدكتور أنور صالح آل محمد.

وصاحب الندوة عدة فعاليات، شملت تكريم ملتقى “قبس” الثقافي الذي يعنى بمناقشة الكتب الفكرية والأدبية عبر لقاءات شهرية بهدف تعزيز القراءة النقدية الواعية، حيث تحدث محمد المحسن حول برامج الملتقى.

وأقام الفنان وليد فهد الحسين، معلم التربية الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل، معرضًا تشكيليًا في الفن السريالي وفن الحرف العربي، وتحدث عن تجربته الفنية التي دمجت بين الفن التشكيلي وفن النجارة، وشاهد الحضور فيلمًا قصيرًا بعنوان “إحساس” حول سلوك الرفق الإنساني.

وحل السيد علوي باقر الخباز كضيف شرف في هذه الأمسية، وهو ناشط اجتماعي وثقافي والرئيس السابق للجنة الثقافية الأهلية بمركز الخدمة الاجتماعية بمحافظة القطيف ورئيس نادي البدر الرياضي، حيث سلم جميع المشاركين دروع المنتدى.

وأدار اللقاء أمين الصفار، عضو الهيئة التنفيذية للمنتدى، مفتتحًا الندوة بالإشارة إلى اهتمام المنتدى بتنفيذ بعض حلقات النقاش في العلوم المعاصرة لأهميتها الفكرية.

وعرف “الصفار” بالمحاضر الدكتور أنور صالح آل محمد، الحاصل على دكتوراه الفيزياء من جامعة تكساس، وهو عضو مؤسس لجمعية الفلك بالقطيف ورئيسها الحالي، وعضو الجمعية الأمريكية الفلكية، والجمعية الأمريكية الفيزيائية، وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية، وقدم عدة أبحاث منشورة في مجال الفيزياء الفلكية والكونيات.

واستهل “آل محمد” ورقته بالحديث عن عناصر الوجود الإنساني؛ العقل، والروح، والنفس، والجسد، مستفيضًا في الحديث عن العقل وعرّفه بأنه إمام الجسد ورائد الروح والمميز بين الحق والباطل، وذكر أن العقل قسمان: نظري وعملي في حكمه على الأفعال كتقبيح الظلم.

وتطرق المحاضر لمسألة العلم وحدوده مبتدئًا بتعريف العلم بأنه “النور الكاشف عن الواقع وهو رائد العقل”، موضحًا أن حدود العلم بأدواته العقلية والمنطقية والتجريبية والكشفية تتجاوز حدود العقل بمدى كبير جدا، مؤكدًا أن تحصيل العلم بقسميه “الحصولي” و”الحضوري” يحتاج إلى إعمال جميع أجزاء الوجود البشري، والتفرغ له لضمان الإمساك بالعلم والتخصص فيه.

وتعرض “آل محمد” للنظرية الكونية العقلية القديمة التي وضعها الإغريق، والقائمة على مركزية الأرض ودوران الأفلاك حولها، وفي مقابلها تحدث حول إيجابيات وأخطاء النظرية الكونية العلمية الحديثة، مشيرًا إلى أنها استطاعت أن تفسر حركة الأجرام الفلكية وتسبر أغوار الكون في شتى الأبعاد اعتمادًا على الأدوات العلمية والتجريبية، وأنها أخذت موقفًا رافضًا من الفلسفة وبراهينها، إلا أنها وقعت في خطأ الاقتصار على فهم الكون بالأدوات العقلية المحدودة، حيث اقتصرت على الإثبات العلمي الحسي، في حين أن العلم أوسع من الحس وهو ما يجده الإنسان بوجدانه في كيانه وهو أبعد من الحس.

وأوضح أن هذا الخطأ الكبير في النظرية الحديثة يسبب فوضى فكرية تنشأ من خلالها دعوات الإلحاد، منهيًا ورقته بالتأكيد على أهمية التوازن بين العقل والعلم لما له من أثر على الرشد الفكري، موضحًا أن نشأة الإنسان في بيئة مشوشة تفتقر لمقياس للحق والباطل على الصعيد الكوني أمر بالغ الخطورة مرده الخلط والضبابية في فهم نشأة ومصير الإنسان والكون.


error: المحتوي محمي