بِسْمِ اللّٰهِ الرّحمٰن الرَّحيم
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} ”صدق الله العلي العظيم” .{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} “صدق الله العظيم”.
إن خبر رحيل المعلم القدوة الحاج ياسر العوامي المربي الفاضل هذا اليوم نزل كالصاعقة بين مصدق له ومشكك فيه أثناء تداول ذلك الخبر المفاجئ عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مسامع جميع الطلاب الذين يدرس لهم وأولياء أمورهم فقد كان خبرًا غير متوقع رغم إيماننا بالحياة والموت فهذه الأمور بيد الله – سبحانه وتعالى.
لقد أحبة جميع من تعامل معه خارج أسوار المدرسة وداخلها وكانت بصماته الإيجابية في مستوى أبنائنا الطلاب واضحة حتى انعكس على ذلك شخصيتهم وسلوكهم الدراسي، فقد كان – رحمه الله – قريبًا من جميع الطلاب دون استثناء لأحد منهم فنِعْمَ المعلم أنت أيها السيد الجليل المدرس بمدرسة القطيف المتوسطة.. نِعْمَ الإنسان المخلص المحب لعمله ولطلابه والحريص عليهم كل الحرص من جميع النواحي العلمية والتربوية والأخلاقية والاجتماعية، وكان حريصًا أيضًا على صحة أدائهم المعرفي والعلمي فقد كان عطوفًا محبًا لعمل الخير ويوجه الطلاب ويحببهم في عمل الخير حتى انعكس ذلك على سلوكهم الشخصي.
كان يتحلى بالصبر الجميل والحكمة وكان متواضعًا جدًا ومن تواضعه كان يسلم على جميع من يقابلة. كنا نراه كل يوم أثناء تواجدنا أمام بوابة المدرسة لأخد أبنائنا بعد انتهاء الدوام الرسمي بابتسامته المشرقة وبسكينة الروح التي تحلى بها.. يخبرني ابني أنه كان دائمًا يردد عليهم ويأمرهم بذكر الصلاة على محمد وآل محمد لتكون روحهم بيضاء طاهرة، وينصحهم بترديد ذلك دائمًا وأبدًا.
إن من تواجد اليوم عصرًا لتشييع ذلك الرمز رأى مقدار الحزن والأسى على وجوه المعزين والحزن الشديد الذي رسم على وجوه المشاركين في تشييعه لمثواه الأخير.
إنني أتقدم بأصدق مشاعر العزاء والمواساة إلى أبنائة وعائلة الفقيد الكريمة وإلى جميع المعلمين والطلاب بمدرسة القطيف المتوسطة خاصة وإلى القطيف عامة؛ لفقدهم تلك القامة العلمية الكبيرة.. أسكنه الله فسيح جناتة مع محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين في جنة عرضها السموات والأرض في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.