لتكن صراحتك فنًا لا وقاحة..

الفن ليس فقط ريشة رسام ولا أحرف يُبدعُ في تركيبها إنسان، الفن ليس فقط صوتًا يُطربُ الآذان ولا لحن مزمارٍ يُغرقُ الولهان.. إلخ.

الفن هو قدرتك على استنطاق ذاتك، هو ما يُتِيح لك أن تعبر عن نفسك وتُترجم فيض إحساسك، هو موهبتك وإبداعك في إظهار جمال ما عندك بل هو الطريق إلى عَبْقريتك.

الفن موجودٌ في كل مهارة تملكها وفي كل حرفةٍ تُتْقِنها وفي كل خبرةٍ تمكنت منها، بل هو موجودٌ في كل إبداعٍ تصنعه وفي كل فعلِ جميلٍ تفعله، هو موجودٌ في روائع معاملاتك وفي أناقةِ كلماتك وفي حُسن استماعك.

هو موجودٌ بداخلك بل هو هبةُ الرحمن لك، فاسع إلى أن تُطور موهبتك وأن تكون السباق لإظهار ما أُعطيت، لا تكن كَغيرك فلم تُخلق كَنُسخَة من أحد، ولم تكن أداة لأجل أحد، تميز عن من حولك فقد حُظِيتَ بِنعمٍ كثيرة وبمواهبٍ عظيمة..

لا تكن كمن يُضِيعون المعاني في الزحام، لا تكن كمن يعتقدون أن الصراحة المُؤذيةَ هي ليست وقَاحَه ثم يُعللون “أنا صريح أعطي في الوجه”.

لا تكن كمن يعتقدون أنَّ طبيعتهم في التعامل مع الموجودات ثابتة “أنا طبعي كذا” لأنهم حقًا يتخبطون وفي ضيق المسار يتزاحمون، يَضيعُون في متاهات المواقف ويَسقطون في تحديات الصعاب لأن مُعطياتهم فقيرة وعلمهم بالأشياء محدود وفَنهم في التعامل مع الغير معدوم.

الأشياء في الغالب تتغير والأفكار ربما تتبدل والظروف حتماً لن تبقى على حالها، لذا لابد من التكيف مع الموجودات، لابد من المرونة، لابد من إظهار فنك وبَراعتك في أسلوبك ومُعَاملاتك.

إن الفن قيمة لا تُسقط منزلتك ولا تسلبُ منك احترامك، بل هي التي تريح سريرتك وتُبين روح عقيدتك.

أعلم أنه ليس كل شدة.. قسوة.. وقاحة بإمكانها أن تغير الحال وأن تصنع ما هو صعبٌ محال، فالمطرقة ربما تكسرُ صخرة لكنها لن تؤثر على قطنة!

فما أجمل أن تحمل الفن في جُعبتك وتنثر العطر في معاملاتك، ما أجمل أن تتميز بأناقةِ أحرفك وأن تتكيف مع صعوبة مُحيطك، ما أجمل أن تكون مرنًا في معطياتك وفنانًا في صراحتك مع ما لا يُعجبك.

كن أجمل رسالة وأروع وسيلة لمن هم حولك.


error: المحتوي محمي