آثار القطيف

القطيف حضارة لآلاف السنين ولا تزال تحتضن بين أضلاعها آثارًا تمتد أصولها إلى التاريح السحقيق؛ من حضارة دلمون وما قبلها وبعدها.. كانت المنطقة تمتد من الخفجي إلى العقير بها الميناء الرئيس والمركز التجاري والأسواق الرئيسية المشهورة وقتها.

كانت محط رحال البادية لعرض بضائعهم للبيع والتزود بالمؤن والتعاملات الأخرى.. فيها من الشواهد ما يُقرؤك تاريخها بالمزيد؛ بها القلاع، ومناطق الآثار، والآبار القديمة، والمدافن، وواحة من النخيل التي كانت وقتها عصب الحياة ورمزًا للقوة الاقتصادية، وما لم تحظ المناطق الأخرى بمثلها، كان يتهافت أصحاب الأموال على امتلاك بساتينها، وهي من يحدد المستوى المالي لمن يملكها ومكانته الاجتماعية…

القطيف المدينة التي لا تنافس بالمنطقة حتى الستينيات من القرن الماضي.. كان لها نشاط مميز في تجارة اللؤلؤ وملتقى بين المنطقة والهند.. تصدر التمور ومشتقاتها وسعف النخل وجذوعه للمناطق القريبة والدول المجاورة والبعيدة.

هذه القطيف وهذا ماضيها.. وأنا لست مؤرخًا ولا باحثًا ولكن ملخص ما أعنيه من هذه المقدمة هو ربط ماضي القطيف التراثي الزاخر بحاضرها الزاهر في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده – حفظهما الله ورعاهما.

للقطيف غرباً من سيهات جنوباً إلى صفوى شمالاً عدة مداخل رئيسية من الطريق السريع (الجبيل – الظهران)، فهل نرى يومًا هذه المداخل أو بعضها زُينت بتراث يحكي لزائريها تاريخها وتراثها الحضاري العريق.

مناشدة للبلدية والمجلس البلدي.. القطيف لها واجهة بحرية شرقاً بطول عشرات الكيلو مترات ألا يُقام مقرٌ تراثيٌ.. سوق شعبي. مقهى. أو تُخصص أماكن دائمة لإقامة المهرجانات والمناسبات الرسمية تكون عنوانًا لزائريها القادمين من مدن المملكة ودول الخليج خاصة. بدلاً من إقامة خيمة ليومٍ أو يومين وإزالتها حال انتهاء الحدث. وتغييرها عندكل مناسبة.

القطيف محافظة غالية ولها مكانتها والاهتمام بها عند حكومتنا الرشيدة. نأمل أن نرى ذلك قريباً.


error: المحتوي محمي