عنوانُ قصيدةٍ كتبتها منذ أربع سنوات في حق أخي العزيز والأستاذ القدير حسين سعيد الربح حفظه الله ورعاه، المتخصص في التربية الخاصة، والمتضلع في فن لغة الإشارة للصّم وضعاف السمع، وكان بودّي لو سمحت الظروف حينها لإقامة حفل تكريم له لما بذله من خدمة جليلة، حيث قام بترجمة المأتم الحسيني في شهر محرم بمسجد العباس بالعوامية وكذلك في مأتم القلعة الكبير في الساحة، وله مشاركات عديدة في هذا الجانب، مما جذب ذوي الإعاقات السمعية والكلامية لهذه المجالس، وتجدر الإشارة إلى أنه كان المؤسس لهذه الخدمة في المنطقة، ولكن حالت ظروف البلد عن إقامة حفل التكريم له، وسنحت لنا الفرصة بإلقائها ليلة الأربعاء في قاعة الحوراء بالعوامية، حيث كان يُلقي فيها محاضرة عن أسس لغة الإشارة، ونسأل الله تعالى أن يعطيه الصحة والعافية، ومزيداً من التوفيق، والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على نبينا وآله الطاهرين .
هذا حُسينُ الرّبحِ …
هو فخرُ عوّامِ التي قد خرّجت
رُوَّادَها في كلّ فنٍّ أو مقر
هو ذلك الأستاذُ والنّجمُ الذي
قد لاحَ يزهو مثلما يزهو القمر
هذا ( حُسينُ الرّبحِ ) من قد شاء أن
يعلو بذكرِ الطاهرين إذا افتخَر
لُغةُ الإشارةِ فنُّهُ وهو الذي
أبدى جهوداً لم تَزل تُعطي الثّمر
وبموسمِ العاشورِ لا ننسى لَهُ
في مسجدِ العبّاس دوراً واستمر
وأتى لأكبرِ مأتمٍ بقطيفنا
إذ ضمَّ حشداً طولُهُ مدُّ البصر
فيه يُترجمُ وقعةَ الطّفِ التي
بكتِ السَّماءُ لهولها وكذا الحجَر
فهو الخطيبُ لمعشرٍ قد نالهم
صمَمٌ وبُكمٌ شاءَهُ حكمُ القدَر
فهموا بأنّ هناك مَن يُعنى بهم
فتراهمُ بالشّوقِ كُلاًّ قد حَضَر
سَلَّى خواطرَهم وغذّى فكرَهم
وأزالَ ما يستشعرون به الضّجَر
وإذا همُ يتفاعلون كغيرهم
لسليلِ طه المُصطفى خيرِ البشر
في مأتمِ السِّبطِ الشهيدِ بكربلا
دمعٌ لهم يجري تباعاً وانهمر
والفضلُ بعد اللهِ عاد لجُهدهِ
إذ جاد في تأسيسِ ذاك وما اعتذر
شكرَ الإلهُ لَهُ المساعي إذ غدا
لذوي الإعاقةِ مغنماً فيه تُسَر
خُذها إليكَ أخي الكريم هديّةً
وقصيدةً تحكي فعالكَ كالدُّرر
قدّمتَ ما قدّمتَ منكَ تبرُّعاً
وجميلُ صُنعكَ لم يزل باقي الأثر .