أوضح الفلكي سلمان آل رمضان أن الثلاثاء 15 يناير 2019 هو بمثابة طالع النعائم والذي يطلق عليه قدماء الفلكيين “النعايم” وهو عبارة عن ثماني نجوم تشبه الخيمة في برج القوس ويستمر 13 يومًا، وهو أول موسم الشبط، ورابع منازل فصل الشتاء، وسادس النجوم اليمانية التي يقال في وصفها: أربعة في المجرة وأربعة خارجة عنها، وتخيلها قدماء العرب على هيئة نعام ترد وتصدر لشرب الماء من نهر المجرة.
وبيّن أن طالع النعائم يزداد فيه البرد، ويعرف عند الناس بشباط الأول والذي يسمى في الخليج “برد البطين” لأنهم يعتبرون المربعانية بداية البرد والبطين شدة البرد وبردها قارس وشديد ويتميز بالصقيع لأنه يتسم بالجفاف إذ يشتد البرد ولا سيما في الصباح الباكر ويكثر فيه هبوب الرياح المفاجئة وقد يظهر الضباب.
وأضاف أنه في منتصفه تتكاثر السحب الممطرة وفيه أيضًا برد الأزيرق والذي سمي بهذا لأن الأجسام تزرق من شدة البرد، ولأنه قد يستجمع البرد قوته في الشبط فيكون برده أقوى من برد المربعانية تقول العرب: إذا طلعت النعائم ابيضت البهايم وخلص البرد لكل نائم وتلاقت الرعاة بالنمائم (بمعنى لا شغل لهم فيتحدثون في سيرة الناس) ويقولون أيضًا: الشبط مبكية الحصيني (وهو الثعلب يحفر جحره باتجاه الشمس عند شروقها فتهب الرياح الشرقية وتنفذ لجحره فيبكي لشدة البرد)، وقيل في سبب تسميته بالشبط: لأن نجميه النعائم والبلدة يبدآن في شهر فبراير (شباط) أحيانًا أو قد يقع فيه بعض أيامه، وفيه تبدأ النخيل البواكير في الطلع (ذكر النخل).
وبالنسبة لحالة الجو فقال: “لا تزال فرص الأمطار في أضعف حالاتها عمومًا لكنها ممكنة في المنطقة بين جدة والمدينة وتتجه شرقًا باتجاه حائل حتى الكويت”.
وتابع: “بعد فترة فتور بسيطة تتحول فيها الرياح لتكون جنوبية تعاود الرياح الشمالية هبتها في نهاية وعطلة الأسبوع وقد تشتد أحيانًا وربما تثير الأتربة ويهيج البحر، ولكنها تسبب انخفاضًا ملموسًا في درجات الحرارة في العطلة الأسبوعية بفعل المنخفض القطبي السيبيري الذي لن يكتفي بشبه الجزيرة العربية بل يمتد حتى دول شمال إفريقيا ويكون الأسبوع المقبل باردًا بحيث تصل درجات الحرارة الصغرى إلى 6 درجات فيما لا تتعدى العظمى 15 درجة في الشرقية”.
وأشار آل رمضان إلى ما صدر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قائلًا: “إنه مع بداية عام 2019م يفقد القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية الكثير من جليدهما، فيما تودعنا المربعانية دون برد حقيقي ما عدا أيام معدودة كانت لطيفة أكثر مما كانت باردة، واستمرت المربعانية مجددًا ولعام آخر كما سابقيه، حيث فقدنا ميزة نعرفها وهي أن يكون داخل البيوت أبرد من خارجها وسبب ذلك علميًا أن الشمس في أقصى ميلها جنوبًا فلا تصل أشعتها لتدفئة البيوت وهو ما لم يحصل بسبب ضعف الجبهات القطبية”.. والله أعلم.