مع بزوغ عام 2019م

مع إطلالة العام الجديد 2019م نصبح عليكم جميعًا،متمنين لكم السعادة والسرور.

دعونا جميعًا نتجاوز كل ما كان تقليديًا في حياتنا مع بزوغ مناسبة جديدة حيث لا تتعدى التبريكات والتهاني والتمنيات فقط، دعونا نعقد العزم على التغيير للأفضل والأجمل في سلوكياتنا ومعاملاتنا وأخلاقنا. بهذا سوف نجعل من المناسبات سُلَّمًا نرتقي من خلاله إلى ما يجعل مجتمعنا راقيًا وعملاقًا في عطاءاته.

الشعارات الجوفاء لم تغير ولن تغير، فبالعودة للعام الماضي 2018م واستقرار ما أنجزناه سيتبين لنا مدى تغييرنا فيما يخص الأخلاق الإنسانية. نرى مع كثرة تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي انتشار الشعارات الجوفاء كالنار في الهشيم. لقد انتشرت ثقافات غريبة على مجتمعاتنا هدمت أخلاقياته وثوابته الإنسانية ولم تعد بالمنفعة عليها. ومن المستحسن أن نكون مع التغيير البناء ونجتنب عداه وذلك بعرضه على المنطق العقلاني الإنساني البعيد عن التخلف المقيت. لنتخذ من هذا الفضاء المفتوح مفاتيح البناء، بناء الفكر الإنساني، بناء الذات الإنسانية، بناء العلاقات الإنسانية، بناء المجتمع على أُسُس الأخلاق الإنسانية لا الأهواء والاندفاعات العاطفية.

دعونا نفعل الحب والود والتسامح في مجتمعاتنا، نفعل الترابط الاجتماعي، نفعل الحس المجتمعي الذي نفتقده، نفعل الأمن المجتمعي فيما بيننا على أساس التفاني والإيثار. دعونا نبدأ بتغيير ما بأنفسنا لكي يأخذ الله تعالى بأيدينا للتغيير. دعونا نتحرر من عبودية العباد، من عبودية أصنام بشرية، من عبودية فكر يصادر حرياتنا تحت مسميات فضفاضة، من عبودية عادات وتقاليد لا تَمُّتْ للإنسانية وأخلاقها بأدنى صلة.

كم نحن بحاجة ماسة للبدء بتغيير ذواتنا الخاصة لكي يعم التغيير المجتمع الإنساني. يكفينا غرور وتعالٍ على الغير، يكفينا نفاق اجتماعي، يكفينا خيلاء كاذبة، يكفينا العهر في الخصومات،يكفينا مظاهر خداعة تضفي على شخصياتنا الكمال الإنساني ناهيك عن العصمة. نحتاج للتواضع، للتصالح مع واقع ذواتنا، للتصالح مع أخلاقنا.

قد يقول البعض: ما هذه إلا شعارات جوفاء؛ كما ذكرت سابقًا وله كامل الحرية وأنا أحترم رأيه وأستميحهُ عُذرًا في أن يدلو بدلوه فيما يظنه تنظيرًا واقعيًا.


error: المحتوي محمي