دعوة لبناء مجتمع متعلم ومميز

على الرغم من الأسماء القطيفية اللامعة التي تبرز باستمرار في هذه الرقعة الجغرافية الممتدة من صفوى شمالًا وحتى سيهات جنوبًا في المجالات المختلفة كالتقنية والفنون والرياضة والعلوم بشتى أنواعها، إلا أن نسبتها تبقى ضئيلة مقارنة بالنسبة السكانية.

أحد أسباب رفعة المجتمعات هو التنافس بين العلماء بالتميز في مجالهم، فلو درسنا التاريخ الغربي القريب نرى هذا التنافس لا يغير بالشخص أو مجتمعه فقط بل يؤثر بالعالم أجمعه (تنافس الراحل مؤسسة أبل ستيف جوبز ومؤسس مايكروسوفت بيل غيتس ساهم في صنع العالم الرقمي الذي نعرفه اليوم)، وكذلك العلماء العرب السابقون منافستهم لبعضهم صنعت مختلف العلوم التي نعرفها اليوم كالرياضيات والفلك والنحو والطب وغيرها.

ما نراه حاليًا في مجتمعنا هو ندرة الأسماء المعروفة في مجالها، فعجلة الحياة ومتطلباتها تفرض على المبدعين الانشغال عن هواياتهم ويمضي الوقت قبل أن نرى اسمًا جديدًا في نفس المجال، الأمر الذي يحتاج منا وقفة لكي نفعل شيئًا بهذا الشأن.

ومن المقترحات لرفع مستوى الوعي بأهمية هذا الشأن، هو العمل على توعية المجتمع بالحلول الموجودة لتحسين حياتهم لفتح آفاق جديدة وتعلم علوم مختلفة بتكاليف مجانية، ومنها أن تتكفل احدى الجمعيات أو النوادي الرياضية ببناء قاعدة بيانات رقمية بالمتميزين في كل مجال، بحيث تنشأ من تحتها نوادٍ بأسعار رمزية لكل مجال (على سبيل المثال نادي الطبخ أو الرسم الهندسي أو التصوير الفوتوغرافي أو الحاسب الآلي أو الفلك، حيث يجتمع المختصون عبرها لتبادل الخبرات وتنمية المهارات، وبالتالي رفع مستوى جميع المشتركين وفتح باب رزق لهم، ومن الممكن تطوير هذه القاعدة لتكون تطبيقًا هاتفيًا يبحث فيه العملاء عن مقدمي الخدمة بأسعار منافسة)، وحتى تتم هذه الخطوة، أنصح بالاعتماد على التعلم الذاتي باستخدام المنصات التعليمية الرسمية وغير الرسمية عبر الإنترنت ومنها:
1- منصة “دروب” Doroob:
وهي منصة حكومية تقدم دورات التعلم الإلكترونية، وبعد حضور الدورة وتقديم الاختبار تحصل على شهادة رسمية معتمدة لدى كبرى الشركات والوزارات الحكومية، وتقوم بين الحين والآخر بعض الجامعات الحكومية بشراكات أكاديمية من حيث رعاية وتقديم دورات ومحتوى متوافق مع مناهجها الجامعية.

2- منصة “رواق” للتعليم المفتوح:
وهي منصة مدعومة من جهات حكومية وتجارية تقدم مواد أكاديمية مجانية باللغة العربية في شتى المجالات والتخصصات، ولها تطبيق هاتفي رسمي في Google Play وApp Store.

3- منصة “إدراك”:
وهي تعمل بالشراكة مع “إدكس”، وهي إحدى المنصات التعليمية الإلكترونية الأولى على مستوى العالم والتابعة لجامعة هارفرد الأمريكية ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

4- منصة جامعة الملك عبد العزيز الإلكترونية للمساقات الجماعية المفتوحة KAUx:
وتُقدم من خلالها مساقات تدريبية مجانية ومتنوعة باللغة العربية لكل من يرغب في التعلم وتطوير مهاراته.

وهناك العديد من المنصات العربية والأجنبية لا يتسع المجال لذكرها، مثل أكاديمية خان وEDX وUdacity وUdemy وCoursera وW3Schools لتعلم البرمجة والتصميم.

كذلك من المفيد التذكير بأنه لا عمر محدد لتلقي العلم، كما حث ديننا الإسلامي على وجوب التعلم كما ورد في الحديث النبوي الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله حين قال: “اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”، وحث على البحث عن العلم المفيد حتى في آخر الأرض عندما قال: “اطلبوا العلم ولو بالصين”.


error: المحتوي محمي