لم يكن موقفًا عابرًا كغيره من المواقف التي تصادف البعض، وما كانت مجرد استشارة أفضت بها إحدى الصديقات في حديث عابر، كانت تلك الصدفة التي يهطل بعدها مطر من غيم الإنجاز.
“حكاياتي وأسرار خطتي العلاجية”.. الإصدار الأول للكاتبة ندى عبد الله حيان، انطلقت في كتابته بعد أحد المواقف مع طفل لإحدى صديقاتها في الصف الثالث، بعد أن صنف على أنه غير مجتاز، فاشتكت الأم الحال لها، لتطلب بدورها رؤيته، لتفاجأ بذكائه، مستنكرة تصنيفه على أنه غير مجتاز.
وقالت “حيان”: “كان الطفل يمتلك أغلب المعلومات، فقط لا يعرف كيف يستخدمها، قيَّمته، وأضفت له ما ينقصه من معلومات في جلسة لم تتعد ساعة ونصف الساعة، خرج حينها سعيدًا، وفي اليوم التالي أرسلت والدته صورته، وقد تفاجأ الأستاذ منه، وقلده وسام التميز، وعليه قررت وضع نتاج خبرتي في كتاب، طلبًا في تقديم خدمة، فأنال أجرها”.
إصدارها “حكاياتي” تناول التجارب الشخصية طوال خدمة “حيان” في سلك التعليم، ومعالجتها للإملاء والقراءة عند الطالبات على مدى 22 عامًا.
وجاء الإصدار في 57 صفحة، حجم A5، عن دار “أطياف للنشر والتوزيع”.
وذكرت “حيان” أنها شغوفة بالقراءة، ولديها محاولات نثرية كثيرة، إلا أن “حكاياها” أول تجربة كتابية تصدرها في كتاب بين يدي القارئ.
وبينت لـ «القطيف اليوم» أن الإصدار يحكي تجارب شخصية في صعوبات التعلم، موجودة على أرض الواقع، تعاملت معها أثناء القيام بوظيفتها التعليمية.
ونوهت “حيان” المنحدرة من بلدة القديح، بأن الدافع الذي جعلها تسطر أحرفها، أن كثيرًا من الأمهات يشتكين من عدم معرفتهن بعملية إعداد وتأسيس أطفالهن في القراءة والإملاء عند دخولهم المدرسة، حيث عرضت عليها حالات كثيرة تم تصنيفها على أنها صعوبات تعلم، والواقع غير ذلك -بحسب توصيفها.
وقالت: “إن الكثير من المعلمين والمعلمات ينادون بفصل صعوبات التعلم بدعوى عدم إلمامهم بالطريقة الصحيحة لتعليمهم، فأحببت أن أضع خلاصة تجربتي، لأوضح بعض اللفتات التي أعتقد أنها قد تساعد الكثيرين”.
وأضافت: “لذا عرضت القصص، لأبين مدى اختلاف الصعوبات بين الطالبات، كذلك بعض المشاكل التي تكون سببًا في الصعوبات، وعرض الحلول، آملة بأن أكون قد قدمت شيئًا لهذه الفئة، ولمن يتولى تعليمهم”.
وتابعت: “كل أم لديها طفل متأخر دراسيًا، أو طفل صعوبات، أنتِ المسؤولة الأولى عن نجاحه، هذا الطفل بكِ وبثقتك، يستطيع أن يحقق نجاحًا منقطع النظير”، داعية المشتغلين بالتعليم إلى الاهتمام بهذه الفئة ورعايتها، لأنهم يستحقون، ولا ذنب لهم أن القدر شاء أن يكونوا هكذا.