تقاسم التوأمان مصطفى ومرتضى مسيبيح الإصابة بأحد الأمراض الاستقلابية الناجمة عن عدم قدرة جسميهما على القيام ببعض العمليات والتفاعلات الكيميائية والحيوية؛ نتيجة نقص بعض الإنزيمات في الخلايا المسؤولة عن العمليات الحيوية في الجسم، بعد أن تقاسما الأمان بنبضات قلب أمهما ورحمها وفرحة عائلتهما بقدومهما معًا.
واستطاع التوأمان مسيبيح اللذان يقترب عمرهما من 12 ربيعًا التعايش مع مرضهما.
وأجرت «القطيف اليوم» حوارًا خاصًا مع والدتهما أشواق العازمي عندما التقتها في ختام فعالية “اليوم الوطني لبرنامج الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية” للتوعية والتثقيف بـ17 مرضًا استقلابيًا، يوم الجمعة 14 ربيع الآخر 1440هـ، والتي امتدت على مدي يومين متتالين، مستقطبةً أكثر من 800 شخص في يومها الأخير، بمجمع سيتي مول بالقطيف.
وتحدثت العازمي عن معاناة ابنيها، وكيف عاشت معهما التجربة بكل لحظاتها، مبينة أن رحلتهما مع المرض بدأت منذ ولادتهما خدج بأقل من 36 أسبوعًا، وتعرضهما في السنة الأولى من عمرهما إلى أزمات من ضيق التنفس نتيجة التهاب الشعب الهوائية، حيث كانا يخضعان إلى علاج بالبخار لتوسيعها.
وأضافت أنها لاحظت بعد السنة الأولى بروزًا في القفص الصدري لديهما، بالإضافة إلى انكماش يحدث في أصابع أيديهما بعد استيقاظهما من النوم صباحًا، وقالت: “مع حاجتهما إلى العلاج، ذات يوم كانت لهما زيارة إلى طوارئ مستشفى القطيف المركزي، فطلب منها الطبيب المناوب تحويلهما إلى عيادة الأطفال للاستشارية نهاد الفرج، التي بدورها طلبت منهما تحويل علاجهما إلى مستشفى الأطفال والولادة بالدمام، وبعد أن كشفت عليهما الطبيبة سلوى الخليفة؛ طلبت تحويلهما إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض”.
وتابعت: “ومضت رحلتهما العلاجية في الرياض لتكتشف بعد سنة ونصف من عمرهما أنهما مصابان بأحد الأمراض الاستقلابية من الدرجة الرابعة في المرحلة الوسطى، وذلك من خلال التشخيص الدقيق وإرسال التحاليل إلى خارج المملكة”.
وأكملت العازمي حديثها بقلب يفيض إيمانًا بالله وحنانًا على ولديها: “حدد لهم علاج وكان عليهما متابعته في مركزي القطيف، تحت إشراف استشارية أمراض الأطفال الاستقلابية الطبيبة روضة آل سنبل، وهناك يتم إعطاؤهم الإنزيم كعلاج وريدي، مع المتابعة الدورية كل أسبوع”، مشيدة بتكاتف جميع العيادات الخاصة بالمستشفى، منوهةً إلى أنهما خضعا خلال رحلتهما العلاجية لعملية استئصال لحمية في الأنف واللوزتين، وعملية تثبيت قسطرة.
وبينت أنها مع مرور الأيام حاولت توعية وتثقيف أبنيها بحالتهما الصحية، ناصحة إياهما بأنه يتوجب عليهما أن يتحديا المرض ويتعايشا معه ومع المحيطين بهما، سواء في البيت أو خارجه، قائلة: “غدًا سيكون أجمل من اليوم مهما صعب فنحن غارقون في نعم الله”.
ومضى أبنا القديح مصطفى مع أخيه مرتضى في دروب حياتهما ومدارج العلم إلى أن وصلا إلى الصف السادس الابتدائي مع الحفاظ على علاجهما الذي فرض عليهما مرافقة القسطرة العلاجية، فالجميع يشعر أنهما شخصان طبيعيان حيث إنهما استطاعا – بفضل الله – ثم بفضل والدهما تخطي كل هذه السنوات بأمل ودعاء يملأ الكون.