بالصور..فنانون يحولون أحياء دارين لمراسم تشكيلية.. ومبانيها المهجورة لمعالم تراثية

انتهت عشر ساعات تطوعية، شارك فيها فنانون ومهتمون بالتراث إلى تحويل الحي الأثري في دارين إلى مرسم مفتوح، وإحالة واجهة أحد المواقع المهجورة والمهملة إلى تحفة معمارية تراثية تحاكي عمارة البناء الأصيلة التي تشتهر بها المنطقة منذ القدم.

جاء ذلك في فعالية “ديرتنا جميلة” التي نظمتها بلدية محافظة القطيف بمشاركة جمعية الفنون التشكيلية بالمنطقة الشرقية وجماعة التراث بجزيرة تاروت، يوم الجمعة 14 ربيع الثاني 1440هـ، وشهدت حضور 500 زائر، وكانت فرصة للتعرف على جانب من تراث دارين الحضاري الغارق في القدم حيث إن متحف دارين فتح أبوابه للزوار للتعرف أكثر على جانب من تاريخ وتراث هذه الجزيرة.

وشارك في الفعالية 5 من الفنانين والفنانات من مناطق مختلفة تنوعت أعمالهم بين لوحات تشكيلية ومجسمات فنية ورسم مباشر وهم: حميدة السنان، ومحمد المصلي، وزهراء الدار، ومنى السيهاتي، وصديقة الصايغ، والذين قدموا أعمالًا فنية مميزة امتزج فيها الماضي العريق والحاضر، كما شارك 12 شبلًا من كشافة رسل السلام التابعة لنادي النور بسنابس بقيادة المفوض الكشفي علي العبندي، وأشبال “فريق دارين التطوعي” بقيادة محمد العواد.

وأوضح الفنان محمد المصلي لـ«القطيف اليوم» أن الفعالية تستهدف التعريف بالمناطق السياحية والأثرية والتراثية بالمنطقة وتسليط الضوء عليها والاهتمام بتراثها، فيما أوضحت منى السيهاتي أن هذه التجربة هي الأولى لها في الرسم خارج إطار المعارض بين الألوان المائية والطبيعة الأثرية، وأن الأجواء المعتدلة والجميلة جعلتها تشعر بالحماس ليكون يومها الثاني له تجربة جديدة بالنحت.

وقالت الفنانة التشكيلية زهراء الدار: “تجربتي هي الأولى من نوعها في الأماكن المفتوحة بمشاركة الأطفال، وكانت تجربة لاكتشاف المزيد من المواهب والتعرف أكثر على أسرار الأطفال وعالمهم البريء من خلال سيكولوجية الألوان ومن خلال اختيار الألوان واستعمالهم للخامات فعالمهم مليء بالمفاجآت وأنا أشجع على الرسم وتفريغ طاقة الأطفال على الورق وأدعو الأهل إلى تشجيع أطفالهم على أن يفرغوا محتوى ما بداخلهم بين الورق والألوان وعدم إجبارهم على الرسم التقليدي.

أما صديقة الصايغ فكانت بزاوية بين رائحة الماضي والأبواب القديمة تجسد منحوتاتها الطينية، وعدت ذلك خطوة وتجربة فنية جماعية ناجحة ومهمة على الصعيد التشكيلي والمحلي، مبدية سعادتها بمستوى الأعمال المعروضة وبتعاون الجميع.

بدوره، ثمّن المشرف على متحف دارين المرشد السياحي فتحي البنعلي دور بلدية القطيف برعاية المبادرة التي تقام أسبوعيًا وتستهدف أماكن متعددة، مبينًا أن الفعالية ستكون الأسبوع المقبل في سنابس، مشيرًا إلى أن استضافتهم بين بيوت دارين الشعبية لفتت انتباه الأجيال الناشئة إلى وجود التراث الشعبي وأكدت على أهمية الإرشاد السياحي للمنطقة.

وأوضح عضو مجموعة التراث بجزيرة تاروت حبيب آل سليس، وهي المجموعة التي تبنت تحويل واجهة أحد المباني المهجورة إلى تراثية، أن مبادرة دارين هي المحطة الأولى من نوعها في جزيرة تاورت، وشارك في تنفيذها 5 متطوعين، إلى جانب المسؤول عن التنسيق مع البلدية عبدالسلام الدخيل.

وأشار إلى أن المبادرة اعتمدت في تنفيذها على المواد الطبيعية من؛ الطين، والحجر البحري وتصميم جماليات الأسقف الجانبية، والنوافذ والأبواب القديمة التي صنعها آل سليس وعضو المجموعة عباس عبدالغني، متوجهًا بالشكر الجزيل لبلدية القطيف لتكفلها بتوفير كافة الاحتياجات.


error: المحتوي محمي