كشفت إحدى المتعافيات من مرض سرطان المبايض عن تجربتها، التي كانت محملة بالثقة بالله والأمل والإصرار لتخطي المرض.
وتحدثت، خلال الأمسية التي نظمتها جمعية السرطان السعودية فرع القطيف، وقدمتها أستاذة أمراض النساء والولادة بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام فتحية الجامع، بعنوان “سرطان عنق الرحم الحقيقة والإشاعة”، مساء يوم الأربعاء 19 ديسمبر 2018م، بقاعة الغانم للمناسبات، بحضور 120 سيدة، عن اكتشاف إصابتها بالسرطان في عمر 19 سنة، وذلك في بداية ابتعاثها للدراسة في أمريكا.
وذكرت للحاضرات، خلال مداخلة لها في الأمسية، أنه تم علاجها بالجراحة و7 جلسات كيماوي، وبعد العلاج أجزم الأطباء لها أنها لن تنجب لو تزوجت، وإن أنجبت سيكون المولود مشوهًا أو معاقًا.
وأوضحت أنها وبفضل الله سبحانه وتعالى تخطت كل ذلك بأن تزوجت وأنجبت بنتًا، وهي الآن سليمة بحفظ الله ولها ثلاث سنوات.
واستهلت الأمسية بتعريف موجز عن الجمعية من عضوتها هديل العبكري، ثم تكريم الدكتورة استشارية أمراض الدم وعضو جمعية السرطان يسرى العوامي تقديرًا لها على جهودها في الجمعية، بعدها عرفت العضو ولاء الحليلي بالطبيبة “الجامع” مع استعراض سيرتها وإنجازاتها العلمية والعملية.
وبدأت “الجامع” حديثها بسؤال عن “مدى معرفة السيدات هل لسرطان عنق الرحم شهر أو يوم عالمي للتوعية به”، لتجيب بأن شهر يناير القادم هو شهر التوعية والتثقيف بالمرض، من قبل منظمة الصحة العالمية نتيجة لوجود زيادة في عدد حالات الإصابة، مبينةً أنه تصل نسبته في الدول المتطورة إلى 75%، وتزيد إلى 86% في الدول النامية لعدم تبني فكرة الوعي الصحي، والفحص الدوري، وكذلك وجود تطعيم ضد فيروس HPV.
وأكدت تزايد ظهور حالات الإصابة في مرحلة العشرينات، وسط عدم وجود إحصائيات محلية لعدد الحالات، سواء على مستوى المنطقة الشرقية أو القطيف، مع غياب التطعيمات في المملكة للوقاية من الفيروس المسبب له، مشيرة إلى أنه يصنف في المرتبة الثانية إلى الخامسة بين أمراض السرطانات التي تصيب النساء.
وعرفت المرض بأنه سرطان ينتج عن تغيرات طبيعية في خلايا عنق الرحم، حيث تنمو وتتضاعف هذه الخلايا بشكل غير طبيعي، كما أن هذا النوع من السرطان قد يستغرق سنوات عدة ليتطور وتظهر أعراضه المرضية.
وتحدثت بشكل مفصل عن كيفية اكتشافه والإصابة وبه، والأسباب المؤدية له، مؤكدة أهمية الفحص المبكر في مراحله الأولى ليتم الشفاء منه، وكذلك أخذ التطعيم الخاص به كل أربع سنوات كونه مرضًا متجددًا.
وعزت الطبيبة العوامل الخطرة المؤدية للإصابة به إلى؛ تعدد العلاقات الجنسية غير الشرعية، والنشاط الجنسي المبكر، والأمراض المنقولة جنسيًا، وضعف الجهاز المناعي، والتدخين.
وقالت إنه رغم عدم وجود التطعيمات الخاصة به، إلا أنه يتوفر الفحص المبكر في المستشفيات بالمملكة، مع وجود الرعاية والعلاج الطبي بجميع أنواعه، لافتةً إلى إمكانية الحصول على الكشف المبكر عنه في خمسة مراكز صحية أولية ومستشفى القطيف المركزي، يمكن التحويل لها من المراكز الصحية الأخرى وهي؛ مركز صحي حي الرضا، والشويكة، وسيهات 2، وحلة محيش، والجش.
وتعددت المداخلات من الحاضرات في محاولة للوقوف على طرق الوقاية منه ومدى علاقته بالأمراض السرطانية الأخرى، ومتى يتم تعميم التطعيم ضده في المملكة، حيث أكدت “الجامع” في حديثها أن مرض السرطان ليس له علاقة بالوراثة أو الجين لأنه يكون بسبب فيروس، ويجب أن يكون الفحص للسيدة المتزوجة فقط.