حث الإسلام على النظافة من جميع النواحي؛ فلذلك نجد الإنسان النظيف من الباطن والخارج إنسانًا متحضرًا عكس الإنسان المتسخ من جميع النواحي، فالنظافة ليست فقط بالأبدان إنما بالقلوب والفكر والروح.
ومن هنا يجب علينا تنظيف قلوبنا من الأحقاد والأضغان، وعقولنا من الأفكار الوسخة والترسبات الملوثة، وتطهير أرواحنا من الشياطين لنعيش برضا وسعادة.
فالعلم ينظف عقولنا وباطننا؛ فالالتزام والاستفادة من العلم يساعدنا على تنظيف عقولنا من الأفكار الشيطانية والوسخة؛ فالبعض بعيد عن العلم والأدب فترى أفكاره متسخة وملوثة.
والعلم والأدب أيضًا يجعل الإنسان راقيًا بفكره وعقله ومعتنيًا بنفسه ومظهره الخارجي.
والإسلام حث على تنظيف البدن ومنها حلاقة وتطهير وتنظيف بعض المناطق بالبدن، وقص الشعر والتطيب البدني. وللأسف فإن بعض الناس لا يعتني بمظهره ونظافته؛ فالبعض يرى هذا الأمر شيئًا عاديًا وغير مهم، ولكن الإنسان الذي يعتني بنظافة بدنه فإنه يشعر بالارتياح النفسي.
والذي يعتني أيضًا بتنظيف أسنانه فإنه يشعر براحة عند التنفس؛ عكس الذي لا يعتني بتنظيف أسنانه فإن الآخرين يشعرون برائحة كريهة منه ويتضايقون من الجلوس بقربه، ولذلك النظافة والطهارة البدنية أمر مهم، والإسلام حث عليها أيضًا.
ونأتي للنظافة الروحية وهي أصعب أمر لتطهيرها؛ فتنظيف الباطن ليس بالأمر السهل؛ عكس تنظيف المظهر الخارجي.
فنجد البعض روحه شريرة وتخترقه بسرعة الشياطين والجن باطنه، وتدمر نفسه؛ فلذلك نجد البعض غير مرتاح روحيًا ومعنويًا لأنه لا يعتني بتنمية روحه؛ فيجب على الفرد أن يحاول بشتى الطرق التخلص من المحبطات الروحية قبل موت روحه وهلاكها، فإذا ماتت الروح مات النشاط عند الفرد، وماتت القدرة على التغيير من نفسه لأنه سيفقد روحه المعنوية.
وأخيرًا النظافة القلبية؛ فبعض القلوب تحمل الحقد والحسد على من حولها، وتتمنى زوال النعمة من غيرها، فالإنسان الذي قلبه وسخ؛ لا يعيش بسعادة ورضا في الحياة، وعدم سعة الرزق لديه.
وبعض القلوب تتمنى الخير لبعضها البعض فتعيش عيشة الهناء وسعة الرزق وكثرة الخير والنعم.
فعودوا أنفسكم على تنظيف قلوبكم وأرواحكم وعقولكم من الأوساخ والترسبات الملوثة قبل تنظيف أبدانكم؛ وبذلك تعيشوا برغد وسعادة وراحة نفسية.