تبنّت الكاتبة أنهار عبدالله الفردان معاناة المرأة من رحم واقع بنات جيلها، بما تحمل من مسؤوليات تعزز أنوثتها سواء كانت زوجة أو أمًا، وأختًا وصديقة، لتشق لهن طريقًا نحو الأمل الذي يكون مغيبًا عند البعض، أو صعبًا عند البعض الآخر، وكل ذلك كان بتدوين كلمات في جمل، ثم نثرها على صفحات نتجت عنها روايتاها “هو لي وحدي” و”عطر الورود في توحد داوود”.
ففي روايتها “عطر الورود في توحد داوود” النابعة من قصة حقيقية وبعض المواقف الخيالية؛ جسدت تحدي أم لطفل يعاني من اضطراب التوحد، وأبرزت كيف استطاع كلا الطرفين؛ الأم والطفل التعايش مع المرض.
وتدرجت في أحداث القصة بملاحظة تغيرات اضطراب الحواس، التي تطرأ على الطفل عبر المشاهدة، وردة فعل الوالدين من البحث للتشخيص، وتخطي الصدمة والبدء في العلاج وفق خطة مدروسة، بأسلوب توجيهي تربوي ينمي المهارات الحسية للطفل.
وتناولت في روايتها الأخرى “هو لي وحدي” العلاقة الزوجية بما تحمل من مشاعر؛ حب، وتفانٍ، وتجاهل، وإهمال وشك، إلى أن تعالج بالاحتواء، بأسلوب قريب إلى الأحاسيس، الذي يدق على الوجع المخبوء ويحوله إلى سعادة تنسي المعاناة، وقد جمعتها في 195 صفحة من القطع الوسط، وقسمتها إلى 53 فصلًا؛ كل فصل يحمل عنوانًا يرتبط بالسابق.
واستعرضت بين أحداثها بعض القضايا التي تتعرض لها المرأة، ومن بينها؛ قبول الزواج هربًا من المشاكل العائلية، وأثر الجهل وعدم الوعي بأهمية تطوير الذات بالقراءات التي تولد الأفكار القابلة للمناقشة؛ وعليه يمكن تغيير المفاهيم الذاتية، بالإضافة إلى الصداقة وتبادل المشاعر بحكمة.
واستطاعت الكاتبة أن تنسج روايتيها بأسلوب سلس يشرح المضامين بين الأحداث، ويحفز القارئ لمواصلة القراءة.
وتحدثت ابنة القطيف الكاتبة الفردان لـ«القطيف اليوم» عن بدايتها في عالم الكتابة، مبينة أنها بدأت منذ المرحلة الابتدائية حيث أوقد فيها تفوقها في مادة التعبير الرغبة أن تكون كاتبة، وفي المرحلة المتوسطة فازت بـ”أفضل قصة” بفضل تشجيع المعلمة بلقيس الماجد لها، لتنهل بعد المراحل الدراسية الثلاث من بين صفحات الكتب علمًا ذاتيًا لكل تساؤل يجول في فكرها الشغوف للتعلم، مع ما وجدته من تشجيع لكتابتها على قنوات التواصل.
وعن انضمامها كعضوة إلى “منتدى مواهب واعدة” فبينت أنها تعتبرها نقطة تحول لمعرفة جانب عن عالم الكتابة والتأليف، وكذلك النشر والتوزيع، وحالة من تمازج الأفكار مع الكاتبات، للوصول إلى هدف واحد وهو الرقي بالأدب القطيفي النسائي ومحاولة إبراز الطاقات الشابة المغمورة.
ونوهت إلى أهمية القراءة في الحياة، وأنها تنوي تعليم أولادها كيفية التعلق بالكتاب وحب القراءة، كما تعلمت ذلك من أسرتها والمحيطين بها.
وأشارت إلى أن كتابيها من إصدارات دار أطياف للنشر والتوزيع بالقطيف، فصدر “هو لي وحدي” عام 1438هـ، أما “عطر الورود في توحد داوود” فصدر حديثًا، كما أنها تنتظر ولادة كتابها الذي مازال تحت الطبع “لوني أسمر”.
يذكر أن الكاتبة الفردان ومع تمتعها بالحس الروائي، اتجهت إلى كتابة قصص تربوية إرشادية قصيرة لمسرح الدمى، تقوم بتمثيلها للأطفال، بمشاركة ليلى محيميد في تصميم الشخصيات.