سبحان الذي جعل من الابتسامة صدقة ومن السلام عبادة سبحان من لم يُكلف النفوس العناء ولم يحلل لهم ما يوصلهم للشقاء.
تحيةُ الإسلام ومنبعُ السلام وبدايةُ الأمان والاطمئنان، تحيةٌ تُحيي القلوب وتنير المعرفة وترفعُ المنزلة.
“السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته” هو الدعاء لقلوبكم بالحفظ والعناية، هو السلم والأمان والاطمئنان لكم من آفات الزمان هو شآبيب الرحمة على نفوسكم وبركات الخير لكم.
قولوها بألسنتكم واستشعروا ألطافها بقلوبكم فإنها شملت دعاءً ورحمةً وبركةً معًا.
لا تَزْهدوا فيه ولا تُبَدِّلوه، ولا تجعلوا السلام حِكرًا لِمعارفكم المحدودة، لا تختصروه برفع أيديكم لكي لا يضيع كنزه منكم.
اعلموا أن دينكم أولى اهتمامًا كبيرًا للسلام وشدد الوصية بإفشائه بل جعل الخير الأكبر للمبتدئ به لِنتسابق إليه ولننال فيضه المكنون.
هو كلماتٌ حروفها قصيرة ومضمون كِتابها كبير، تكاد تكون مِن أَوثق العُرَى التي تربط المجتمَع ببعضه وأقرب إلى أن تُآخينا مع من نعرف ومن لا نعرف.
لكن ماذا إذا كان بعضنا يعتقد أن السلام مقامات، ويقسمه على طبقات، هذا يستحق وذاك لا يستحق، هذا أعرفه فأسلم عليه وذاك لا أعرفه فلا أسلم عليه..
يُضيّق فكره ويغلقُ آفاقه في زوايا قَسَّمَها حسب مقاييسه المحدودة فيُعَوّد نفسه على عادة سيئة يستنقص من خلالها آخرين متباعدًا عن حقيقة السلام ومضامينه العامة فيَبعُد عن الاتصال بمن لا يعرف فيحدّ من مدى معارفه وفضائل هذه التحية بجهل مقامها فيخسر الكثير من فعل القليل.
تعلموا وعلموا.. تَعَلَّموا أن السلام في المقام الأول لكم في خيره وفضله ورحماته وبركاته.. تعَلَّموا أن تُزينوا أخلاقكم بالسلام وأن تعززوا أمان ذمتكم به، وعلِّموا أنه كلما أُحْسِنَ وأُكْمِلَ السلام حَسُنَ النصيب منه واكتمل الخير بالعمل الحقيقي بمعناه.
أفشوا السلام بينكم ولا تنتَبهوا لنقاط اختلافكم، أبيضٌ، أسود، فقيرٌ، غني، صديقٌ، وحتى مع العدو فربما يكن البداية لنهاية خصامكم ويقرب قلوبكم ويسقط أحقادكم.
إنّ السلام قادرٌ على ما لا تتوقعون فخلف كل ما شُرِّع لكم خيرٌ كثير وسرٌ عجيب فلا تستهينوا به، هنالك أشياء صغيرة لكن مفعولها عظيم فسبحان الله على ما مَنَح وأعطى.