هذه الأبيات ارتجلتها على أثر سماعي بوفاة طفلة في الربيع الثامن من زهرة عمرها تدعى زهراء عبد الله جعفر المرهون، من أهالي القديح وسكان حي التركية، في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف.
كانت في انتظار السيارة التي تقلها إلى حيث مقر سكناها بحي التركية، ففوجئت بسيارة ترتطم بها وتغلق ملف حياتها إلى الأبد، وتترك الحزن وجمرة الأسى في قلوب ذويها ومحبيها.
وقد شيعت إلى مقرها الأخير عصر الأحد غرة ربيع الآخر ١٤٤٠ هـ، تغمدها الله في واسع رحمته، وألهم أهلها وذويها وجميع محبيها الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله من قرأ لروحها الطاهرة الفاتحة.
……………………….
زهراء يا زهرة الأحزان والشجن
يا بلسم الروح قبل
النفس والبدن
يا منية القلب يا أغلى الأحبة
في إشراقة الصبح
أو في عتمة الدجن
يا شمعة البيت يا سر الحياة به
يا زينة الدار يا أنشودة الزمن
يا نفحة من جنان الخلد عابقة
هبت فأسعدت الأرواح بالمنن
أوحشت منزلنا بعد الرحيل فما
تحلو الإقامة في
بحبوحة الدمن
في كل شبر خيال منك يرمقنا
وفي الزوايا بقايا عطرك الحسن
أنغام صوتك ما زالت تلاحقنا
كأنها طائر يشدو على فنن
تقول أماه إني لم أزل معكم
أحيا بروحي وإن
ضمنت في كفني
أماه لا تندبيني إن دمعكم
يكوي فؤادي بنار الوجد والحزن
أماه خطبك يطويني وينشرني
وطول نوحك
يشجيني ويفجعني
أماه أوصيك بالصبر الجميل على
هول المصاب فلا
تأسي ولا تهني
تجملي بصفات الصالحين فما
طول البكاء مدى
الأيام يرجعني
كوني كزينب بنت الليث حيدرة
أم المصائب لم تجبن ولم تلن
أو مثل زين عباد الله قاطبة
بصبره الراسيات الصم لم تزن
لا رزء في هذه الدنيا كرزئهم
لكنهم كالجبال الشم في المحن